الجلوس لفترة طويلة قد يهدد صحتك!

الجلوس لفترة طويلة قد يهدد صحتك!
الجلوس لفترة طويلة قد يهدد صحتك!

الجلوس لفترة طويلة

أصبح الجلوس لفترة طويلة أمرًا منتشرًا بين الناس بسبب التغيرات الجوهرية الحاصلة في أنماط حياتهم والتقدم التكنولوجي الهائل الذي جعلهم ينزاحون أكثر نحو الخمول والجلوس في العمل والمنزل، فقد تلاحظ بنفسك أن أول ما تقوم به في الصباح هو "الجلوس" على مائدة الإفطار، ثم الجلوس مرة أخرى داخل السيارة التي ستنقلك إلى عملك، ثم الجلوس في العمل، ثم الجلوس على العشاء، ثم الجلوس عند مشاهدة التلفاز في الليل، وهذا في المحصلة يعني أنك تقضي الكثير من وقتك وأنت جالس دون أن تكون مدركًا لخطورة هذا الأمر؛ فالجلوس هو أحد الأمور المؤدية إلى السمنة وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، كما أن ممارسة الأنشطة البدنية قد لا تكون كافية لوحدها لتغطية المخاطر المرتبطة بالجلوس لفترة طويلة، وهذا يعني أن عليك تعويد جسمك على الوقوف بين الحين والآخر خلال ساعات النهار والليل[١].


مخاطر الجلوس لفترة طويلة

يحمل الجلوس لفترة طويلة مخاطر صحية وبدنية كثيرة لك، منها[٢]:

  • خفض مستوى حرق السعرات الحرارية: يجهل الكثيرون أن مجرد الوقوف على القدمين أو المشي قليلًا هي أنشطة تدفع الجسم إلى حرق السعرات الحرارية، بينما على الجهة الأخرى فإن الجلوس أو الاستلقاء على الظهر هي وضعيات لا تؤدي إلى حرق الجسم لسعرات حرارية، وقد أثبت العلماء صحة هذا الأمر عبر القول بأن عمال المزارع الذين يقفون ويتحركون باستمرار يحرقون 1000 سعرة حرارية أكثر من العاملين بالمكاتب.
  • زيادة خطر إصابتك بالسمنة: من المحتمل أن يؤدي نقص أو خفض حرق السعرات الحرارية في الجسم إلى زيادة فرص الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن، وهذا يرجع بالطبع إلى العلاقة الوثيقة بين الخمول وبين السمنة أصلًا، وفي المناسبة فإن الأبحاث العلمية قد بينت أن المصابين بالسمنة عادةً ما ينزاحون نحو الجلوس لمدة ساعتين يوميًا أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بوزن عادي.
  • زيادة خطر الوفاة مبكرًا: أشارت المعلومات الاستطلاعية التي شملت أكثر من مليون إنسان إلى وجود علاقة بين كثرة الخمول وبين الموت في سن مبكرة، بل إن بعض المعلومات باتت تشير إلى ارتفاع خطر الموت المبكر بنسبة 22-49% عند الأشخاص الذين يتبعون أنماط حياتية خاملة أو كسولة.
  • زيادة خطر إصابتك بالأمراض: توصل الباحثون إلى وجود علاقة وثيقة بين الخمول أو كثرة الجلوس وبين زيادة فرص الإصابة بأكثر من 30 مرضًا مزمنًا، ومن المثير للاهتمام أن خطر إصابتك بمرض السكري يزداد بنسبة 112% بسبب الجلوس لفترة طويلة، بينما يزداد خطر إصابتك بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 147% بسبب الخمول أو الجلوس المطول.  


أمراض مرتبطة بكثرة الجلوس

وصل الأمر ببعض الخبراء إلى حدّ وصف كثرة الجلوس بأنها نوع جديد من التدخين للدلالة على المخاطر والأمراض الكثيرة التي يُمكن أن تنشأ عن هذه المشكلة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكري، والسمنة كما ورد مسبقًا، لكن توجد أمراض ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بالجلوس، منها[٣]:

  • ضعف عضلات الساق أو الفخذ والقدم: تلعب عضلات الفخذ الكبيرة دورًا مهمًا في الوقوف والاتزان، وفي حال أصيبت هذه العضلات بالضعف، فإن فرص تعرضك للإصابات المباشرة وحوادث السقوط تزداد أكثر.
  • مشاكل الظهر والوركين: يؤدي الجلوس لفترة طويلة إلى تقصير طول العضلات في الوركين، وهذا يؤدي إلى مشاكل في مفاصل الوركين، كما من المعروف أن الجلوس لفترة طويلة ينعكس سلبًا على صحة الظهر ويزيد من الضغط الواقع على الأقراص الفقرية في العمود الفقري.
  • السرطان: لاحظت بعض الدراسات الحديثة أن فرص الإصابة بسرطان الرئتين والقولون وأنواع أخرى من السرطان تزداد أكثر عند الأفراد الذين يجلسون لفترات طويلة، لكن لم يُحدد سبب ذلك بعد.
  • الدوالي: تنشأ مشكلة الدوالي أو انتفاخ الاوردة في الساقين في الكثير من الأحيان نتيجة لكثرة الجلوس لفترات زمنية طويلة، ويرجع سبب ذلك إلى تجمع الدم المستمر في الساقين أثناء الجلوس، ومن المعروف أن الدوالي ليست مرضًا خطيرًا، لكن تبقى احتمالية تشكل الخثرات أو الجلطات الدموية داخل الأوردة موجودة لدى البعض.
  • أمراض إضافية: قد تكون قد شعرت من قبل بتصلب في عنقك أو كتفيك بسبب كثرة جلوسك أمام الحاسوب مثلًا، لكن قد لا يخطر في بالك بأن هنالك علاقة محتملة بين كثرة الجلوس وبين الإصابة بالاكتئاب والقلق، والحقية هي أن هنالك بالفعل بعض الأدلة التي تشير إلى ارتفاع فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق بالتزامن مع كثرة الجلوس، لكن هذه العلاقة ما زالت قيد الدراسة والتمحيص.  


كيف تحمي نفسك من هذه المخاطر؟

لا بد من تعويد نفسك على التحرك باستمرار لتفادي المخاطر المرتبطة بكثرة الجلوس، كما أن عليك الوقوف والحركة كلما سنحت لك الفرصة بذلك حتى أثناء ساعات عملك، وبوسعك العمل بالنصائح التالية للوصول إلى هذا الهدف[٤]:

  • احرص على أخذ استراحة قصيرة من الجلوس كل 30 دقيقة.
  • قف دائمًا عند الحديث باستخدام الهاتف أو حتى عند مشاهدة التلفاز.
  • حاول جلب مكتب مرتفع عن الأرض لتعمل وأنت واقف وليس جالس.
  • ادعو زملائك للحديث أثناء المشي بدلًا من الجلوس في الغرف المغلقة.
  • استخدم الدرج بدلًا عن المصاعد وحاول استخدام الدراجة أو المشي على الأقدام للوصول إلى عملك بدلًا عن السيارة[٣].
  • استخدم جهاز المشي الكهربائي أثناء عملك أو استخدامك للحاسوب.  


قد يُهِمُّكَ

في حال كان عملك يتطلب الجلوس لفترة طويلة ولم يكن بوسعك إيجاد حلول عملية لتخليص نفسك من مخاطر هذا الأمر، فإن عليك حينئذ التقيد على الأقل بالجلوس بالطريقة أو الوضعية الصحيحة والصحية أمام مكتبك لتُجنب نفسك أخطار الجلوس المطول، وتشتمل الطريقة الصحيحة للجلوس على توفير الدعم لظهرك عبر اختيار الكرسي المناسب لك، وتوفير الراحة لقدميك، ووضع شاشة الحاسوب على نفس مستوى بصرك، ووضع الهاتف وفأرة الحاسوب والأمور الضرورية الأخرى بالقرب منك، فضلًا عن تغيير وضعية جلوسك بين الفترة والأخرى لإعطاء عضلاتك فرصة للراحة[٥].


المراجع

  1. "The Risk Of Sitting Too Much", www.sahealth.sa.gov.au, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  2. Joe Leech, MS (2019-06-19), "Is Sitting Too Much Bad for Your Health?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  3. ^ أ ب "The dangers of sitting: why sitting is the new smoking", www.betterhealth.vic.gov.au, 2018-08-01, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  4. Edward R. Laskowski, M.D. (2018-05-08), "What are the risks of sitting too much?", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  5. "How to sit at your desk correctly", www.nhs.uk, 2019-07-18, Retrieved 2020-08-09. Edited.

فيديو ذو صلة :