لماذا نشتاق لمن نحب

لماذا نشتاق لمن نحب
لماذا نشتاق لمن نحب

الشوق إلى الحبيب

يعرف الاشتياق بأنه رغبة قوية خاصة في شيء لا يمكن تحقيقه، ولكلمة الاشتياق مرادفات كثيرة منها: الرغبة الشديدة، الشغف، الشهوة، التعطش، التلهف[١]، فالشوق يصف رغبة غير محققة، فيمكن أن يكون للأهل أو الأصدقاء أو للحبيب أو شيء ما ترغب في حدوثه، فإذا كنت تشتاق لشخص ما تحبه فإنك ستشعر بالأيام وتعدها يومًا بيوم وبالأخص إذا كان بعيدًا، ويمكن أن تشتاق لطعام والدتك إذا كنت مسافرًا.[٢] وتعتقد بعض الأساطير أن الشوق إلى الحبيب هو نوع من الضعف، وأننا يجب أن نكون بخير لوحدنا وأن نكون مستقلين دون حبيب، وفي المقابل هناك العديد من الدراسات التي تظهر العكس تمامًا؛ إذ تقول أن الأشخاص الذين يهتمون كثيرًا بالاتصال وغالباً ما يشعرون بالاشتياق عند غياب الحبيب، هم الأكثر صحة على الإطلاق وعندهم الدوافع للقيام بالأمور وإنجازها.[٣]

يرتبط مفهوم الاشتياق ببعض العواطف السلبية، مثل الوحدة والحسد واليأس، ويمكن للعواطف أن تسير جنبًا إلى جنب، فحين يشعر الشخص بفقد شخص ما، يشعر بالوحدة ويتوق إلى الرفقة، ويمكن أن يكون الشوق للتفاعل الاجتماعي أو للحصول على شيء ما كترقية في العمل، ويمكن للشخص المشتاق أن يصبح حسودًا وذلك عند النظر لما يملك غيره، فقد يكون سعيدًا براتبه الحالي، لكنه يشعر بالحسد لأنه لا يريد أن يكون أسوأ من زميله الذي يحصل على راتب أعلى، وينطوي كل من الشوق واليأس على رغبة قوية في شيء غير موجود حاليًا، ويمكن لأي شخص أن يتوق لتناول وجبة لذيذة، ولكن إذا كان شخص ما يعاني من الجوع وليس لديه مال على الإطلاق، فمن المرجح أن يكون يائسًا للحصول على الطعام.[٤]


السبب العلمي للاشتياق

لا بد وأنك علمت في علم الأحياء وعلم النفس أن أجسامنا تنتج مواد كيميائية معينة بشكل طبيعي؛ إذ تنتج الغدد الهرمونات، وتساعدك هذه المواد الكيميائية على تكوين روابط عاطفية لتكون قادرًا على الحفاظ على العلاقات الجماعية والعلاقات الحميمة والعلاقات الأبوية، ويعد هرمون الإستروجين والأوكسيتوسين هما المسؤولان عن مشاعر الحب والاشتياق، أما الناقلات العصبية فهي السيراتونين والدوبامين، وتنتج الهرمونات السابقة بشكل طبيعي، ولكن عندما تقع في الحب والاشتياق فإنها ترتفع ويزداد إنتاجها، كما يسرع جسمك معالجتها جميعًا، وعند قضاء فترة طويلة من الوقت مع الحبيب، فستكون الهرمونات على مستوى عالٍ في جسمك، ويصبح جسمك معتادًا على معالجتها بسرعة أكبر[٥].

يحدث العكس تمامًا عند ابتعاد الحبيب، إذ ينخفض إنتاج الجسم من السيراتونين والأوكسيتوسين، ويمكن أن يسبب انخفاض السيراتونين تقلبات المزاج والشعور الدائم بالتعاسة، وستشعر أنك سعيد فقط مع الحبيب، ويمكن أن تنتقل الأفكار السلبية إلى التفكير بالانتحار، معتقدًأ أنه لا توجد طريقة في الحياة ستكون سعيدًا بها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف الاتصال مع البشر والاكتئاب والقلق. [٦]


طرق التغلب على الاشتياق

يمكن أن يعرضك اشتياقك الزائد لحبيب أو صديق لمشاكل عديدة فقد تدخل في حالة حزن واكتئاب شديدين، ويمكن أن يكون التوقف عن الاشتياق لشخص ما خطوة صعبة نوعًا ما، ولكن يمكنك ذلك بالقيام بعدة خطوات، وهي:[٧]

  • قرر ثم افعل: يجب عليك أن تقرر أنك مستعد، حتى لو لم تكن مستعدًا، أي عليك أن تقرر أنك ستتغلب على اشتياقك للحبيب.
  • كن أقرب لنفسك: افعل ما عليك فعله للسماح لهم بالذهاب والاستمرار في حياتك، يمكنك التحدث معه أو إرسال خطاب.
  • افتقدهم ثم توقف عن ذلك: اسمح لنفسك بالشعور بالفقد والاشتياق ثم توقف عن ذلك، تذكر أنك كنت رائعًا قبل أن تقابل شريكك السابق وستكون كذلك مرة أخرى.
  • فكر في شيء آخر: يمكنك التفكير في عمل أو هدف جيد يمكنك القيام به وعدم التفكير في الحبيب.
  • لا تبحث عن الحبيب: لا تتناول الطعام في مطعمه المفضل ولا تحضر حفلة صديقك المشترك.
  • لا تدع نفسك تشعر بالسوء: توقف عن الشعور بالذنب أو اللوم على كل ما حدث.
  • عدم الاتصال مع الحبيب: احظرهم على وسائل التواصل الاجتماعي، توقف عن متابعتهم لفترة من الوقت، لا بأس في الاحتفاظ ببعض المسافة بينكما، وحتى إذا كنت بحاجة إلى الاحتفاظ بهذه المسافة إلى الأبد، افعل ما هو الأفضل لك أولاً.
  • سافر إلى مدينة أخرى: يمكنك التنسيق للذهاب في رحلة والاستمتاع ببعض الوقت مع صديق.
  • الخروج مع الأصدقاء: كن بالقرب من الأشخاص الذين يجعلونك سعيدًا.
  • ابتسم من الخارج والداخل: تذكر دائمًا أن الحياة ستستمر وستكون سعيدًا مرة أخرى، الابتسام يساعدك في التحسن.
  • كن قاسيًا: تذكر أن لا أحد سيعيش حياته من أجلك، كن قاسيًا في نهجك للتغلب على شريكك السابق، استفد من تجاربك السابقة لتكن أقوى ولتقف من جديد.


قد يُهِمُّكَ

حاول البشر إيجاد حل للاشتياق منذ آلاف السنين؛ إذ طوّرت أنظمة فكرية كاملة للتعامل مع ذلك: [٨]

  • التجنب والتشتيت: ويكون ذلك بالانشغال بالعمل والواجبات الاجتماعية وعدم التفكير في الأمر، ويمكن متابعة بعض الأفلام على التلفاز أو التواصل على الهاتف المحمول، وقد قال بعضهم أن الهواتف المحمولة لا تعالج المشكلة.
  • إثبات الذات: أو ما يسمى بالوجودية أي محاولة فرض الرضا عن النفس والتفكير في هدف يمكن تحقيقه والعمل عليه.
  • الرواقية: بدأت الرواقية حوالي 300 قبل الميلاد وهي ممثلة في فكر الفلاسفة مثل ماركوس أوريليوس وإبيكتتوس؛ إذ علموا أن جميع أنواع الرغبة البشرية تخضع للإرادة، أي أنك تشعر بالحاجة إلى شيء ما، فذلك لأنك اخترت الشعور بهذه الحاجة، بمعنى أنك إذا كنت حزينًا لشعورك لاشتياق أحدهم، فهذا ليس بسبب الظروف الخارجية، بل بخطأ منك لاختيار أن تكون حزينًا، عليك أن تدرك أن مفتاح التخلص من الشوق هو ببساطة التوقف عن الشوق.


المراجع

  1. "Definition of longing", merriam,24-5-2020، Retrieved 24-5-2020. Edited.
  2. "longing", vocabulary,24-5-2020، Retrieved 24-5-2020. Edited.
  3. "Why Your Longing For Love Is Wisdom, Not Weakness [E005"], deeperdatingpodcast,25-5-2020، Retrieved 25-5-2020. Edited.
  4. " Longing", emotiontypology,27-5-2020، Retrieved 27-5-2020. Edited.
  5. " The Science Of Missing Someone", theodysseyonline,25-5-2020، Retrieved 25-5-2020. Edited.
  6. " The Science Behind Missing Someone", theodysseyonline,25-5-2020، Retrieved 25-5-2020. Edited.
  7. "How to stop thinking about someone: 20 steps to move on with your life", hackspirit,27-5-2020، Retrieved 27-5-2020. Edited.
  8. " Five Ways We Try to Deal with the Problem of Longing", donjohnsonministries,27-5-2020، Retrieved 27-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :