محتويات
مفهوم صلاة الوتر
الوتْر في معاجم اللغة العربية مصدر مشتق من الفعل الثلاثي وَتَرَ، وتعني الفرد وعكس الشفع، ووالوتر اسم من أسماء الله جل وعلا فهو فرد صمد، واحد أحد، ليس له شريك في الخلق أو الملك، وصلاة الوتر هي صلاة نافلة من السنن والرواتب التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ووقتها بلا خلاف بين أهل العلم والفقه يمتد ما بين سنّة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، وإذا جاء المسلم صلاة العشائين وهما المغرب والعشاء جمع تقديم يدخل وقت الوتر.
أما اسم صلاة الوتر فهو مشتق من عدد ركعاتها الفردي، فلا تؤدى مثنى مثنى بل ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، أو خمسًا أو غير ذلك من الأعداد الفردية خلافًا للصلاة النافلة التي تؤدى مثنى مثنى مع التسليم بين كل اثنتين، وتجدر الإشارة إلى أن صلاة الوتر تدخل في عداد قيام الليل تبعًا لوقتها بالتزامن مع وقت قيام الليل، وسنتحدث في هذا المقال حول حكم الصلاة وكيفية أدائها بشيء من التفصيل المبسط، وبما يسهل فهمه وتطبيقه.[١][٢]
حكم صلاة الوتر
أجمع جمهور المذاهب الفقهية الأربعة وأكثر أهل العلم أن صلاة الوتر هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستندوا في ذلك على قوله جل وعلا في كتابه العزيز: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى" [البقرة: 238]، فلو كانت صلاة الوتر واجبة لكانت الفرائض 6 صلوات، والست لا تصح أن يكون لها وسطى، كما استندوا على ما رواه طلحة بن عبيد الله أن رجلًا أتى النبي فقال: "ما الإسلامُ؟ قال: خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ؛ قال: فهلْ عليَّ غيرُها؟ قال: لا إلَّا أن تطوَّع، فقال: واللهِ، لا أَزيد عليها ولا أنقُص منها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفلحَ إنْ صَدَق" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والحديث واضح في أن الصلوات المفروضة خمسة، وكل ما سواها يدل في عداد التطوع والسنن النافلة فمَن أداها أثابه الله خير الجزاء في الدارني، ومَن تركها فلا إثم عليه إلا أنه فوّت على نفسه الخير الكثير، واستدلوا أيضًا على نهج النبي المصطفى إذ نوع في عدد ركعات الوتر، فمرة أوتر بثلاث، ومرة بخمس، ومرة بتسع، فلو كان الوتر فرضًا لكانت عدد ركعاته ثابتة غير قابلة للزيادة أو النقصان.[٢][٣]
كيفية صلاة الوتر
تؤدى صلاة الوتر بهيئات مختلفة على النحو التالي:
- تؤدى صلاة الوتر ركعة واحدة يقرأ فيها المسلم سورة الفاتحة متبوعة بسورة قصيرة ثم يصلي ويسلم وهذا أدنى السنة.
- من أدنى الكمال أداء صلاة الوتر ثلاث ركعات، تصلي بتشهد واحد وصلاة إبراهيمية في الركعة الثالثة، والحكمة من ذلك ألا تشبه صلاة المغرب، هناك كيفية أخرى: يسلم بين الركعتين ثم يوتر بواحدة منفردة بتشهد وسلام، ومن السنة في هذا المقام قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية، وسورة الإخلاص في الركعة الثالثة.[٤]
- في حال أراد المسلم أن يؤدي صلاة الوتر بخمس أو سبع ركعات فإنها تكون متصلة بتشهد واحد في آخرها، فعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يوترُ بسبعٍ وبخمسٍ، لا يفصلُ بينهنَّ بسلامٍ ولا كلامٍ" [رواه ابن القيم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٥]
- يجوز أداء صلاة الوتر بتسع ركعات، وتكون متصلة أيضًا، فيما يجلس المسلم في الركعة الثامنة لقراءة التشهد، ثم ينهض ولا يسلم، فيجلس في التاسعة لقراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية.
- إذا أوتر المرء بإحدى عشرة ركعة فيسلم بين كل اثنتين، ويوتر بواحدة، وتجدر الإشارة إلى أن الهيئات المذكورة أعلاه يفعلها المرء ما دام أنه يصلي بمفرده، أما إذا كان يصلي بالناس فيحرص ألا يشق عليهم ما أمكن.[٦]
دعاء القنوت في صلاة الوتر
تعرف كلمة القنوت في معاجم اللغة العربية بانها مصدر مشتق من الفعل الثلاثي قَنَتَ وتعني الطاعة والخضوع وطول القيام، والسكوت والعبادة والصلاة، وأما اصطلاحًا فالقنوت دعاء مخصوص في محل القيام، ويتبين نص الدعاء في ما رواه الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: "علّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ -وفي رواية في قنوت الوترِ- اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ" [رواه الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب بعد التسليم قول: "سبحان الملك القدوس" ثلاثًا مع مد الصوت ورفعه في الثالثة، وقد زاد الدار قطني بالقول: "سبحان الملك القدوس، رب الملائكة والروح". وتجدر الإشارة إلى أن وقت الدعاء يكون في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر، وتحديدًا بعد الاعتدال من الركوع، أو قبل الركوع فلا بأس، ولكنه بعد الركوع أفضل وهو قول أغلب أهل العلم، وفيه يرفع المسلم كلتا يديه إلى صدره ويبسط يديه لتظهر بطونهما إلى السماء، وقيل يضمهما إلى بعض كحال المستجدي، وأيا كان فالأحسن ألا يداوم المرء على قراءة دعاء القنوت في الوتر، فيفعله أحيانًا ويتركه أخرى لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان قد علّمه للحسين بن علي رضي الله عنهما.[٧][٨][٩]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى الوتر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ^ أ ب خالد النجار (26-7-2017)، "وقفات مع صلاة الوتر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ محمد الطايع (16-2-2010)، "صلاة الوتر: فضائل وأحكام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ "القراءةُ في صلاةِ الوترِ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ محمد الطايع (16-2-2010)، "صلاة الوتر: فضائل وأحكام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ "تعريف و معنى قنوت في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ "دعاء القنوت في الوتر"، islamqa، 15-5-2004، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2019.