كم عدد ركعات صلاة ليلة القدر

كم عدد ركعات صلاة ليلة القدر
كم عدد ركعات صلاة ليلة القدر

ليلة القدر

تُعَدّ ليلة القدر من الليالي التي قد ميزها الله تعالى ووهبها لعباده؛ إذ فيها فضل كبير في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)} [١]، فهي تعادل ألف ليلة، و83 عام، وفضلها كبير عند الله تعالى، وهي باقية إلى يوم القيامة.

ميّز الله تعالى المسلمين بشعائر دينية عظيمة، تُميز الدين الإسلامي عن الديانات الأخرى، منها؛ شهر رمضان المبارك، الذي يُعدّ من أفضل الأيام في السنة، وفيها تكون ليلة القدر؛ إذ يعمل الإنسان في هذه الليلة طاعات متعددة؛ كالصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، وذلك من أجل الفوز بثواب عظيم من الله تعالى.

ومن الدلائل التي أثبتت أنّ ليلة القدر من العشر الأواخر من شهر رمضان، أنّ عبادة بن الصامت رضي الله عنه قد روي عنه: {يا أَيُّها الناسُ! إنها كانت أُبِينَتْ لي ليلةُ القَدْرِ: وإني خرجتُ لِأُخبرَكم بها، فجاء رجلانِ يَحْتَقَّانِ، ومعهما الشيطانُ فنُسِّيتُها، فالتَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضانَ، التَمِسُوها في التاسعةِ، والسابعةِ، والخامسةِ} [٢].

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم موعد ليلة القدر، وكان يردّ أخبار الصحابة بها، لكن حدث اختلاف بينهم ورفع عملها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنّها حُددت بالعشر الأواخر من شهر رمضان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {قال عمرُ : مَنْ يعلمُ متى ليلةُ القدرِ قالا : فقال ابنُ عباسٍ : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : هي في العشرِ في سبعٍ يَمضِين أو سبعٍ يَبقَيْن} [٣] وفي هذا المقال سوف نتعرف على عدد ركعات صلاة ليلة القدر، وكيفية أدائها، وعلامات ليلة القدر، وأدعية ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان.[٤]


كيفية صلاة ليلة القدر وعدد ركعاتها

يجب على المؤمن أن يغتنم الوقت المخصص لليلة القدر بأدائه الأفعال المخصصة، كجميع أنواع الذكر لله تعالى، والتهليل، والتسبيح، وغيرها، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم على أداء قيام الليل، وتُصلى ركعتان ركعتان مثنى بتشهد وتسليم؛ فمن المستحب أن تكون صلاة ليلة القدر 11، أو 13 ركعة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يبدأ قيام الليل بركعتين خفيفة، فهناك أقوال عديدة بما يخص ركعات الوتر، ومنها: [٥]

  • القول الأول هو أن تكون ركعة الوتر ركعة واحدة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم، يُصلي الوتر ركعة واحدة.
  • القول الثاني أن تكون الوتر 3 ركعات، فيُمكن أن تُصلى متصلة بتشهد واحد ثم تسليم، ويُمكن أن تُصلى ركعتين شفع وواحدة وتر.
  • القول الثالث يمكن أن تُصلى 5 ركعات أو 7، بتشهد واحد.
  • القول الرابع أن تكون الوتر 9 ركعات، ويكون التشهد في نهاية الركعة الثامنة، ثم تُصلى الركعة التاسعة، ثم التشهد والتسليم.


وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بأنّه كان يُؤدي صلاة ليلة القدر دائمًا إحدى عشر ركعة، لكن يجوز الزيادة عليها أو النقصان، لكن يُفضل الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها: {أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ، كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ قالَتْ: ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ، فَقالَ: يا عَائِشَةُ إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي} [٦]، لكنّ الصحابة رضوان الله عليه، مثل؛ أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، كانوا يصلّون ليلة القدر عشرين ركعة. [٧]


فضل ليلة القدر

ميَّز الله تعالى المسلمين بشعائر دينية عظيمة تميز الدين الإسلامي عن الديانات الأخرى، منها؛ شهر رمضان المبارك الذي يُعدّ من أفضل الأيام في السنة، وفيها تكون ليلة القدر؛ إذ يعمل الإنسان في هذه الليلة طاعات متعددة؛ كالصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، وذلك من أجل الفوز بثواب عظيم من الله تعالى، وفيها يُبارك ويغفر الله لعباده التائبين، وينزل الملائكة إلى الأرض، ويحبس الشياطين، لتسود الطاعات والخيرات، قال تعالى: ” تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ[٨][٤]


وصف الله تعالى ليلة القدر بصفات مؤَكِدة على ثواب العباد فيها، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} [٩]، أمّا عن فضلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {مَن صامَ رَمضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه -قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: قال أَبِي: سـمعْتُه أَرْبَعَ مرَّاتٍ مِن سُفْيانَ، وقال مَرَّةً: مَن صام رَمضانَ، وقال مَرَّةً: مَن قام- ومَن قام لَيلةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّم مِن ذَنْبِه} [١٠].


علامات ليلة القدر

توجد العديد من علامات ليلة القدر، منها:[١١]

  • أن تكون لا حارة ولا باردة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ} [١٢].
  • أن تكون الليلة وضيئة مُضيئة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنِّي كُنْتُ أُريتُ ليلةَ القدرِ ثمَّ نُسِّيتُها وهي في العشرِ الأواخرِ وهي طَلْقةٌ بجة، لا حارَّةٌ ولا بردة كأنَّ فيها قمرًا يفضَحُ كواكبَها لا يخرُجُ شيطانُها حتَّى يخرُجَ فجرُها} [١٣].
  • تكثر الملائكة في ليلة القدر، قال صلى الله عليه وسلم: {ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سابعةٌ، أو تاسِعةٌ وعِشرِينَ، إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى} [١٤].
  • تطلع الشمس تطلع في صبيحة ليلة القدر من غير شعاع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: مَن قام السَّنةَ أصاب ليلةَ القدرِ فقال أُبَيٌّ: واللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّها لفي شهرِ رمضانَ - يحلِفُ ما يستثني - واللهِ إنِّي لأعلَمُ أنَّ ليلةَ القدرِ هي هذه اللَّيلةُ الَّتي أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نقومَها صبيحةَ سبعٍ وعشرينَ وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شعاعَ لها كأنَّها طَسْتٌ} [١٥].


أدعية ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان

توجد مجموعة من الأدعية التي يدعو المؤمن بها في ليلة القدر، وفي العشر الأواخر من رمضان، التي يكثر فيها الخشوع والتقرب إلى الله تعالى، منها:

  • {اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّماءِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بالثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْماءِ البارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطايا، كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الوَسَخِ. في رِوايَةِ مُعاذٍ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّرَنِ. وفي رِوايَةِ يَزِيدَ مِنَ الدَّنَسِ} [١٦].
  • {اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَغْرَمِ والمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذابِ النَّارِ وفِتْنَةِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ} [١٧].
  • {اللهم اجعلْ في قلبي نورًا، و في سمعي نورًا، و عن يميني نورًا، و عن يساري نورًا، و فوقي نورًا، و تحتي نورًا، و أمامي نورًا، و خلفي نورًا، و أعظِمْ لي نورًا اللهم اجعلْ لي نورًا في قلبي، و اجعلْ لي نورًا في سمعي، و اجعلْ لي نورًا في بصري، و اجعلْ لي نورًا عن يميني، و نورًا عن شمالي، و اجعلْ لي نورًا من بين يديَّ، و نورًا من خلفي، وزِدْني نورًا، و زِدْني نورًا، و زِدْني نورًا} [١٨].
  • {اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا} [١٩].


المراجع

  1. سورة القدر، آية: 1-2-3-4-5.
  2. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 7874، صحيح.
  3. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن لاحق بن حميد وعكرمة، الصفحة أو الرقم: 4/186، إسناده صحيح.
  4. ^ أ ب Randa Abdulhameed، "فضائل ليلة القدر وعلاماتها "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
  5. "كيف نصلي صلاة ليلة القد؟"، zyadda، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 738، صحيح.
  7. "كم عدد ركعات صلاة ليلة القدر.. وكيف نؤديها"، stepagency، 15 مايو، 2020، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
  8. سورة القدر، آية: 4.
  9. سورة الدخان، آية: 3.
  10. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7280، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  11. "علامات ليلة القدر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5475، صحيح.
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3688، أخرجه في صحيحه.
  14. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7707، صحيح.
  15. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 3690، إسناده صحيح على شرط البخاري.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم: 476، صحيح.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6375، صحيح.
  18. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 536، صحيح.
  19. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1499، صحيح.

فيديو ذو صلة :