محتويات
تعريف الصبر
الصبر لغةً عكس الجزع، يقال صبر يصبر صبرًا، فهو صابر، والأنثى صبور، وأصل الصبر الحبس، والصبر يعني حبس النفس عن الجزع.
أما اصطلاحًا، فإن للصبر عدًة معانٍ، منها أنه يعني حبس النفس عن كل ما حرم الله، وعن الفرائض وعن التسخط وعن الشكوى ضد الأقدار، ويعني أيضًا الكف عن الشكوى من آلام البلاء.[١]وقد حكى أبو بكر الأنباري أنّ الصبر سمي صبرًا بسبب ازعاجه بالنفس، وتمرره في القلب كمرار الصبر في الفم.[٢]
حقيقة الرضا بالقضاء والقدر
تكمن حقيقة الرضا بالقضاء والقدر التقبل لأمر ما دون الاعتراض والتردد، والرضا بما يقضي الله عز وجل هو ذروة الإيمان، ويسكن القلب تحت مُجريات الأحكام، لأنّ المسلم يعلم علم اليقين أن كل ما يجري هو من عند الله وبقدره جل وعلا، فلا يحزن ولا يبتئس ولا يخشى من كل ما هو آتٍ، ويكون الرضا بعدّة أمور، وهي:[٣]
- الرضا بالله ربًا: فنرضى بأوامره ونتبعها، ونرضى بنواهيه ونبتعد عنها، ونرضى بكل قدر أليم ونعمة ومصيبة، ومنع وعطاء وشدّة ورخاء، فكل ما جاء من الله خير.
- الرضا بالإسلام دينًا: جاء الإسلام بالكثير من الأوامر والنواهي والأحكام، وعلى المسلم الحق أن يسلّم لذلك ويرضى عنه تمام الرضا، حتّى لو خالف هواه أو كان أغلب الناس يتبعون سواه، فعليه مخالفة العالم كله، والرضا بأحكام الدين والسعي لتنفيذها.
- الرضا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًا: على المسلم تقبل سنة النبي محمد عليه السلام، وفهمها والعمل بما جاء فيها ونشرها، والدفاع عنها ضد كل مُعارض أو مشوّه.
- الرضا بنصيبه من الدنيا: ويعني أن على الإنسان الرضا بما هو عليه حاله فيرضى بصورته وصوته، ووضعه ودخله ومستواه، إضافةً إلى الرضا بالبلد الذي ينتمي إليه، وببيته الذي يعيش فيه، ويرضى بما رزقه الله من مال وعيال، وخلاصة القول إنّ من يرضى بقضاء الله وقدره وما قسمه الله له يكون أسعد الناس ويمتلئ قلبه بالسرور، وأمّا من يسخط ويعترض وينظر إلى سواه تمتلئ حياته ألمًا وتعاسة وشقاءً لا يعلمه إلا الله.
أنواع الناس عند وقوع البلاء
للبلاء صورٌ وأشكال عديدة، فمن الناس من يُبتلى في ماله وأهله وولده، ومنهم من يُبتلى في دينه وهي أشدُها وأعظمها، وأكثر من ابتُلي أشد الابتلاءات هو قدوة البشر وخير البريّة سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم؛ فقد ابتُلي في أهله وماله وولده ودينه، فصبر واحتسب وأحسن الظن بربه جل وعلا، وامتثل الشرع ولم يتجاوز الحدود، وقد اختلف أنواع الناس عند نزول البلاء، وهم مقسّمون إلى أنواعٍ ثلاثة:
- أولها المحرومون: وهم من قابلوا البلاء بالتذمر والسخط وسوء الظن بالله واتهامٍ للقدر، وهؤلاء محرومون الخير الكثير.
- الموفقون: وهو عكس النوع الأول فقد قابلوا البلاء بالصبر وحسن الظن بالله تعالى، فنالوا بصبرهم الأجر العظيم.
- الراضون: وهم من يقابلون البلاء بالرضا، ويشكرون الله عز وجل على ما حصل لهم لذلك فهو أمرٌ زائدٌ على الصبر.
فضل الابتلاء
على المسلم أن يعلم أن للابتلاءِ فوائد عظيمة تعود عليه، وهي:[٤]
- ارتفاع درجة ومنزلة الصابرين عند الله عز وجل في الآخرة، وتكفير السيّئات ومحو الذنوب.
- الشعور بالذنب والتفريط في حقوق الله عز وجل ولوم النفس واتهامها، فيرجع إلى الله تائبًا مستغفرًا ومنكسرًا بين يدي الله عز وجل.
- التفكر بأحوال أهل الشقاء وتذكرهم والشعور بآلامهم وحرمانهم.
- معرفة حقيقة الدنيا وتذكر الخاتمة والمآل.
- تقوية الإيمان بالقضاء والقدر، والتيقن من أن لا أحد لديه الضر والنفع سوى الله عز وجل.
المراجع
- ↑ المشرف العام علوي السقاف، "معنى-الصبر-لغة-واصطلاحا"، الدرر السنية-موسوعة الاخلاق، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-26.
- ↑ المشرف العام علوي السقاف، "لماذا-سمي-الصبر-صبرا؟"، الدرر السنية-موسوعة الاخلاق، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-26.
- ↑ د. شريف فوزي سلطان (20016-11-22)، "الرضا بقضاء الله وقدره"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-25.
- ↑ خالد البليهد، "نعمة الابتلاء"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-25.