كيف كان يأكل الرسول

هدي الرسول الكريم في تناول الطعام

يعد الطعام والشراب من الحاجات الأساسية التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها، فهي نعمة من نعم الله على الإنسان وهي سر الحياة، وذُكر في القرآن العديد من الآيات التي ذكرت الطعام، قال تعالى في كتابه الكريم: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)}^[١]. وأول ما يمكن التطرق له في سياق هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تناول الطعام القاعدة النبوية التي أقرها الرسول الكريم بقوله: [ما مَلَأَ آدمِيٌّ وِعاءً شَرًّا مِن بطْنٍ، بحَسْبِ ابنِ آدَمَ لُقَيْماتٌ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإنْ كان لا بُدَّ فاعِلًا، فثُلثٌ لِطَعامِه، وثُلثٌ لِشَرابِه، وثُلثٌ لِنَفَسِه]^[٢]، فلم يكن عليه الصلاة والسلام يُكثر من تناول الطعام بل كان يمر عليه أيام دون أن يأكل شيء مطبوخ ويكتفي بالخبز.^[٣]

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يغسل يده قبل تناول الطعام وبعده، وكان يجثو على ركبتيه عند الأكل، أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على رجله اليسرى، وكان يأكل على الأرض ولا يتّخذ مائدة، ولا يكون متكئًا على وسادة تحته، ولا يكون مستلقيًا على بطنه أو ظهره عند تناوله للطعام، ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه يسمي الله في أول طعامه ويحمده في آخره، فعن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: [إذا أكَل أحَدُكم فلْيَذكُرِ اسمَ اللهِ فإنْ نَسِي أنْ يَذكُرَ اسمَ اللهِ في أولِه فلْيَقُلْ: بسمِ اللهِ أولَّه وآخِرَه]^[٤]، وكان أيضًا يأكل باليمين ومما يليه من طعام، ويستخدم ثلاثة أصابع في تناوله للطعام.^[٣] وكان عليه الصلاة والسلام إذا وقع شيء من الأكل على الأرض يمسحه ويزيل عنه الأذى ويأكله وهذا من باب حفظ النعمة.^[٥]

ما أحب الطعام لدى الرسول صلى الله عليه وسلم؟

لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلّف في الطعام، وقد ورد أنه كان يأكل الحلوى والعسل والرطب والتمر واللبن والسويق المصنوع من الحنطة والشعير، والأقط وهو اللبن المجفف، والتمر بالخبز، والخبز بالخل أو الزيت، والثريد وهو الخبز باللحم، والخبز بالشحم المذاب، وغيرها. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُفضّل أكل الخيار والقرع، وكان يحب الثريد خصوصًا، وكان يُفضّل لحم الظهر والكتف، فقد قال صلى الله عليه وسلم: [أطيبُ اللحمِ لحمُ الظَّهْرِ]^[٦]، كما كان عليه الصلاة والسلام يقبل دعوة الصحابة ويذهب إلى ولائمهم، وكان يدعو لصاحب الوليمة بقوله: [أكلَ طعامُكم الأبرارُ ، وصلَّتْ عليكم الملائكةُ ، وأفطر عندكم الصَّائمونَ]^[٧].^[٣]

مَعْلومَة: أسرار غذاء النبي صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول كوب من الماء الدافئ مُذابًا فيه ملعقة من العسل، وكان يأكل سبع تمرات في الصباح، قال صلى الله عليه وسلم: [مَن تصبَّح بسبعِ تمراتٍ من تمرِ المدينةِ لم يضرَّه سحرٌ ولا سمٌّ]^[٨].^[٩] وبالطبع كان غذاء النبي سليمًا وصحيًا، وإليك فيما يلي الفوائد الصحية للطعام الذي كان يفضّله عليه الصلاة والسلام:

• ماء وعسل: عسل النحل بديل طبيعي للسكر، وله العديد من الفوائد الصحية ولذلك فقد استُخدمَ كغذاء ودواء لآلاف السنين حتى في العصور القديمة، ويقي العسل من 60 نوع من مختلف أنواع البكتيريا.^[١٠]
• التمر: إن لتناول التمر أهمية كبيرة في الحصول على كمية الألياف اللازمة للجسم، ففي إحدى الدراسات تبين أن21 شخص الذين تناولوا 7 تمرات يوميًا لمدة 21 يوم تحسن إخراجهم للفضلات وتحسنت حركة الأمعاء لديهم بالمقارنة مع الأيام التي لم يتناولوا التمر فيها، ويحتوي التمر بالإضافة إلى الألياف على الكثير من المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ولهذا يستطيع التمر أن يتحكّم بنسبة السكر الموجودة في جسمك، أما مضادات الأكسدة فتحارب الكثير من الأمراض كأمراض القلب والزهايمر والسكر والسرطان.^[١١][١٢]
• اللبن: اللبن من الأغذية المفيدة جدًا لجهازك الهضمي وهو مفيد في علاج بعض مشاكله مثل، الإسهال والإمساك ويقي من سرطان القولون ويساعد في العلاج من مرض التهاب الأمعاء، بالإضافة إلى أنه يعزز جهازك المناعي، ويمنع هشاشة العظام، ويقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم.^[١٣]

1. ↑ سورة عبس، آية:24-32
2. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن لم يتم ذكره، الصفحة أو الرقم: 4/16، إسناده صحيح.
3. ^ ^{أ ب ت} "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
4. ↑ رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1965 ، صحيح.
5. ↑ "هدي النبي في الطعام والشراب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2021. بتصرّف.
6. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1119، صحيح.
7. ↑ رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:29، صحيح.
8. ↑ رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 21/6، صحيح.
9. ↑ "هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغذاء"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
10. ↑ "Honey Lemon Water: An Effective Remedy or Urban Myth?", healthline, Retrieved 28/1/2021. Edited.
11. ↑ "8 Proven Health Benefits of Dates", healthline, Retrieved 28/1/2021. Edited.
12. ↑ "Impact of palm date consumption on microbiota growth and large intestinal health: a randomised, controlled, cross-over, human intervention study", PubMed, 28/10/2015, Issue 8, Folder 114, Page 1. Edited.
13. ↑ "The Benefits of Yogurt", webmd, Retrieved 29/1/2021. Edited.