هل يجوز طلب الدعاء من الغير

هل يجوز طلب الدعاء من الغير
هل يجوز طلب الدعاء من الغير

حكم طلب المسلم الدعاء من غيره

لا بُدّ أنّك تحتاج أحيانًا لدُعاء الآخرين، خصوصًا إذا كنت تشعر بالضّيق والكرب، وغيره من المِحَن التي نتعرّض لها جميعنا، فالمسلمين جميعًا إخوة يقفون بجانب بعضهم البعض في السرّاء والضرّاء، وأن تطلب من أخيك المُسلم الدّعاء لك، أمرًا جائزًا وليس مذمومًا كما يعتقد البعض، إذ قال صلّ الله عليه وسلّم: [يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ][١]، فلا حرج في أن تقول لشخصٍ آخر، ادعو لي بالزوجة الصّالحة، أو بالولد الصّالح، أو أن تتيّسر رحلتنا وغيرها الكثير من الأدعية التي تُحب سماعها ممّن تُحب.[٢]

لكن عليك أن تتذكّر دائمًا أنّ الأولى لك أن تدعو لنفسك، وأن يكون لك صلة بالله تعالى، فليس بين الله وعبده أيّ حِجاب، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[٣]، فكُن ممّن يسألون الله بأنفسهم، دون الطّلب من الآخرين للدعاء لك دائمًا، ولمعرفة المزيد عن طلب الدّعاء من الغير وضوابطه، تابع مقالنا هذا.[٤]


ضوابط طلب الدعاء من الغير

قال صلّى الله عليه وسلّم: [إنَّ دعوةَ المرءِ المسلمِ مُستَجابةٌ لأخيهِ بظهرِ الغَيبِ، عندَ رأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّما دعا لأخيهِ بخيرٍ قال: آمينَ ، ولكَ بمِثْلٍ][٥] لكن هناك بعض الضوابط التي يجب أن تتوافر عند دعاء المُسلم لأخيه المُسلم، وهي:[٦]

  • أن لا تعتاد على طلب الدّعاء من الغير، وتتوانى عن الدّعاء لنفسك دائمًا.
  • أن لا تُعجب بنفسك وتغتر إذا طلب منك أحد الأشخاص الدّعاء له في أمرٍ ما.
  • أن تنفع من تدعو له وتنفع نفسك في هذا الدّعاء، لأنّ الملائكة تؤمِّن على دُعائك.
  • أن تقصد الخير للآخرين بالدّعاء لهم؛ لأنّ البعض يدعو للآخرين لينفع نفسه فقط، وبالتأكيد لا حرج في ذلك، لكنّه يُخالف الشروط المذكورة.


قد يُهِمَُكَ: استحباب طلب الرضا والدعاء من الوالدين

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لاشكَّ فيهنَّ : دعوةُ المظلومِ ، ودعوةُ المسافرِ ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِه][٧]، وفي هذا الحديث دلالة على أنّ دُعاء الوالدين من الأدعية المُستجابة عند الله تعالى، فلا حرج أن تطلب الرّضا والدّعاء من والديك، كأن تقول لهم ارضوا عنّي، أو ادعوا لي أن أنجح، وغيرها من الأدعية التي ترغب في تحقيقها، لكن لا يكفي أن تطلب الرّضا من أمّك أو أبيك، بل يجب أن تبرّهما وتسعى لإرضائهما، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: [رضا الله في رِضا الوالِدِ، وسَخَطُ الله في سَخَطِ الوَالِدِ][٨]، وقال المناوي في فيض القدير: "ودعوة الوالد لولده؛ لأنه صحيح الشفقة عليه كثير الإيثار له على نفسه، فلما صحت شفقته استجيبت دعوته، ولم يذكر الوالدة مع أن آكدية حقها تؤذن بأقربية دعائها إلى الإجابة من الوالد، لأنه معلوم".[٩]

  1. رواه صحيح مسلم، في صحيح مسلم، عن أسير بن جابر، الصفحة أو الرقم:2542 ، صحيح.
  2. "حكم طلب الدعاء من الغير"، بن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
  3. سورة غافر، آية:60
  4. "حكم طلب الدعاء من الغير "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى ، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  6. "أحوال طلب الدعاء من الغير"، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
  7. رواه القرطبي المفسر، في تفسير القرطبي ، عن لا يوجد، الصفحة أو الرقم:194، صحيح.
  8. رواه الذهبي ، في الكبائر ، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:131 ، صحيح.
  9. "استحباب طلب الرضا والدعاء من الوالدين"، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :