من أين ولدت مريم العذراء

مولد مريم العذراء

السيدة مريم العذراء، هي مريم بنت عمران، واسم مريم يعني العابدة، واسمها يرتبط فعليًا بحياتها؛ إذ إنها قضت حياتها في التفرُّغ لعبادة الله، وُلدت مريم بنت عمران في فلسطين في مدينة الناصرة، الواقعة في شمال جليل فلسطين، وكانت أم السيدة مريم عاقرًا، ووصلت إلى سن كبيرة ولكن الله برحمته وكرمه بشّرها بأنه سيرزقها بمولود، فنذرت أن يكون ابنها خادمًا لبيت المقدس، وعندما رزقها الله بفتاة وهي السيدة مريم بنت عمران، أوفت والدتها بالنذر، وبقيت السيدة مريم تخدم بيت الله، أما والد السيدة مريم فقد تُوفي وهي في بطن أمها، وكان عمران والد السيدة مريم من كبار الفقهاء في الدين، لذلك تنافس الكثير من تلاميذه على كفالة السيدة مريم، وكان من بين المتنافسين زكريا زوج خالتها، فتكفّلها بعدما تنافس على كفالتها هو ومجموعة من تلاميذ عمران والد السيدة مريم، وكانت مريم بنت عمران في سنٍّ صغيرة عندما تكفّلها زكريا، وابتعدت عن أهلها لخدمة بيت المقدس، وجاء لها زكريا بخادمة لترعى أمورها، وأحسن زكريا تربيتها وتعليمها الأخلاق الحميدة وكل ما هو حسن، وكانت مريم فتاةً عابدةً تقضي حياتها في عبادة الله سبحانه وتعالى وخدمة بيت المقدس، والاعتناء به وتنظيفه، وكان زكريا كلما دخل عليها المسجد وجد عندها من الطعام الخير الكثير، كما ذُكر بالقراَن الكريم في قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران:37).[١][٢]


حمل السيدة مريم العذراء

كرّم الله سبحانه وتعالى السيدة مريم بنت عمران على نساء العالمين، كونها الأنثى الوحيدة التي رزقها الله سبحانه وتعالى بالحمل دون أن يمسّها رجل على الإطلاق؛ إذ جاء إليها جبريل عليه السلام يُبشّرها بأن الله سيرزقها بطفلٍ ذكر، وهو سيدنا عيسى المسيح عليه السلام، نبيّ الله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ، قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران 45-47)، فخافت السيدة مريم واستغربت واستنكرت الأمر، وقالت كيف يكون لي طفل وأنا عذراء لم يمسّني في حياتي كلّها رجلٌ قطّ، فبلّغها جبريل عليه السلام بأن هذا أمرٌ من الله، قضاه لها، وعليها أن تُسلّم بأمر الله، وطلب منها أن تصوم عن الكلام مع الناس، وتمتنع عن جوابهم، وعنما اقترب موعد ولادة السيدة مريم العذراء كانت في مدينة بيت لحم في فلسطين، وجاءها مخاض الولادة وهي تحت شجرة نخيل، فأنزل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام عليها، لكي يخفّف عنها خوفها فأرشدها أن هُزّي بجذع النخلة ليتساقط منها رُطبًا تأكل منه فيُسهّل عليها ولادتها، وفعلًا أخذت السيدة مريم بنت عمران تهُرّ بجذع النخلة، حتى تساقط منها الرطب وأكلت منه ما استطاعت، إلى أن ولدت سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام.[٣]


قصة مريم العذراء مع قومها

بعد ولادة السيدة مريم عادت إلى قومها، فتعجَّب الجميع بسبب الطفل الذي تحمله، واتّهموها بالزنا وفعل الفاحشة، ولكن مريم العذراء كانت ممتنعةً عن الكلام مع أيٍّ من البشر وذلك بأمرٍ من ربها؛ فكانت تردُّ على اتهامات قومها لها بفعل الفاحشة، بالإشارة إلى سيدنا عيسى الذي كان ما يزال طفلًا بالمهد، ولكنّ قومها سخروا منها وقالوا متعجّبين، كيف نكلم طفلًا رضيعًا ما يزال بالمهد؟ ولكن الإجابة الصادمة جاءتهم من نبي الله المسيح عيسى عليه السلام وهو في المهد؛ إذ ردّ عليهم كما جاء في قول الله تعالى: { قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا، ذلك هو عيسى بن مريم} [مريم من الآية:30-34]، فبذلك برَّأ الله سبحانه وتعالى السيدة الطاهرة العذراء مريم بنت عمران، على يد طفلها المسيح عيسى ابن مريم التي كانت إحدى معجزاته التي وهبه الل، تكليم الناس وهو في المهد، وبذلك تكون السيدة مريم بنت عمران من أشرف نساء العالمين؛ إذ كرّمها الله ورزقها بطفلٍ دون أن يمسسها بشر، وهذا الطفل هو نبي الله سبحانه وتعالى.[٣]


المراجع

  1. "أين ولدت مريم العذراء"، موسوعة كله لك ، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2019. بتصرّف.
  2. جيهان محمود (22-9-2007)، "السيدة مريم العذراء.. «أم عيسى»"، البيان ، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "ما لا تعرفه عن السيدة مريم العذراء في المسيحية والإسلام"، بشارة المسيح ، 4-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :