محتويات
الزواج في الإسلام
الزواج في اللغة هو الاقتران، أمّا في الاصطلاح في الدين الإسلاميّ فهو التبتّل والعلاقة الشرعيّة المقدّسة التي تجمع بين الرجل بالمرأة والتي تُبنى على الخير والمودة والألفة والتراحم، وقد شجع الإسلام الشباب على الإقبال عليه واتّخاذه طريقة سليمة لإفراغ الحاجات الجسديّة الجنسيّة التي فطر الله البشر عليها، خاصّة لمن كان قادرًا عليه ماديًّا ومعنويًّا، وإلّا فإنّ الصوم هو الوجاء والطريقة الصحيحة لتربية النفس وردعها عن ارتكاب المعاصي والزنا والمحرمات، وفي الرسول صلّى الله عليه وسلّم أسوةٌ حسنة في ذلك إذ تزوّج إحدى عشرة إمرأة هن ّأمهات المؤمنين، وكذلك كان الأنبياء والرسل أجمعين، وكانوا بيتهم خير مثال على البيت الإسلاميّ المبني الطاعة والصلاح. لذلك وضع الدين الإسلاميّ أحكامًا وضوابط عديدة تتعلّق بكيفيّة إجرائه من الألف حتّى الياء؛ لأنّه الوسيلة الصحيحة لإنشاء النواة المجتمعيّة الأولى وهي الأسرة، إلّا أنّ هناك العديد من أنواع الزواج التي ظهرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير ومنها زواج المُتعة، وسنتناول نظرة الإسلام له في هذا المقال.
كيفيّة زواج المُتعة
ظهرت العديد من أنواع الزواج المبتدعة كنوع من الالتفاف على الأحكام الإسلاميّة، ومحاولة تطويعها لرغبات الناس وأهوائهم، ومنها زواج المُتعة الذي يتمّ بين رجل وامرأة، بحيث يتفق الطرفان على عقد الزواج لفترة معينة وحسب يستمتع فيها الزوج والزوجة كل منهما بالآخر، ومتى أرادا خرقا العقد وانتهى وذهب كل منهما إلى حال سبيله، ويتضمّن الشروط التالية:
- قبول المرأة والرجل بزواج المُتعة، ويشترط قبول ولي الأمر إن كانت بكرًا، غير أنّ البكر غالبًا لا يُتمتع بها.
- عند الطلاق لا يحق للمرأة ميراث أو نفقة أو أي من الحقوق المادية على الزوج، إلّا في حال تحديدها لتلك الشروط في العقد.
- الدخول في العدة في حال توفي الزوج، غير أن عدة الزوجة في زواج المُتعة حيضتان اثنتان لا ثلاثة.
حكم زواج المُتعة
حرّم الإسلام زواج المُتعة ونظر له كنظرة هادمة للمجتمع الإسلاميّ، فبدل أن يُبنى المجتمع على الاستقرار والذي هو الأصل والهدف الرئيسي من الزواج، فإن زواج المُتعة يجعل العلاقة مرتبطة بزمن محدد، يقرر الزوجان بناءً عليه التملص من العلاقة متى أرادا، أي أنه قائم على إشباع الغريزة وحسب لا التراحم والألفة وتكوين أسرة إسلاميّة، ولقد استدل العلماء على حرمته من العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ومنها ما رواه علي بن أبي طالب فقال: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ نهى، عن نكاحِ المُتعةِ، يومَ خيبرَ، وعن لحومِ الحمرِ الأهليةِ) [صحيح مسلم]، إذ كان هذا الزواج معروفًا في الجاهلية وسكت عنه الرسول في بداية الدعوة حتى تنزل الأمر الرباني بتحريمه حرمة أبدية.
آثار زواج المُتعة
إن دراسة الآثار السلبيّة الكثيرة التي يخلفها زواج المُتعة على الفرد والمجتمع هي خير صوت مقنع للعقل لمشروعية تحريمه، ومن تلك الآثار نذكر:
- يحطّ زواج المُتعة من قدر المرأة بعد أن أعزها الإسلام ومنحها الحقوق والقدر الرفيع، فرضاها بهذا النوع من الزواج لهو رضًا بالعودة إلى عصور الجهل والتخلف.
- يشتّت الأسر ويُيتم الأبناء ويصعب حياتهم، ذلك أنه قصير الأجل ولا واجبات على الزوج والزوجة، فإذا وقع حمل تم التحقق منه بعد الانفصال، كان من الصعب العودة وتأسيس الأسرة.
- يسمح زواج المُتعة باختلاط الأنساب بين الأفراد، إذ إنّ لا ضوابط شرعية له كما الزواج فقد يتزوج الرجل من فتاة محرمة عليه دون أن يدري ويعلم.
- يشيع من الحقد والبغض فهو باب للمشاكل والخصومات، إذ إنّ بدايته دائمًا تكون مبنية على الشهوة التي سرعان ما تنطفأ وتبدأ بعدها الخلافات على الطلاق أو البقاء.
- يعزز الصفات السلبية في الرجل في المجتمع من التملص من تحمل المسؤولية وسهولة الحصول على ما يريد دونما عناء وتعب وجهد.
- يشيع زواج المُتعة نوعًا من العبودية المسماة بتجارة الرقيق الأبيض والتي باتت آفة في المجتمعات الإسلاميّة وبابًا للفتن ووساوس الشيطان.
العصمة من زواج المُتعة
مع الفتن الكثيرة التي يتعرض لها الشبان –ذكورًا وإناثًا- في المجتمع فإنّه لا بدّ من اتخاذ التدابير التي تعصم وتقي المسلم من ارتكاب الحرام والوقوع في المعصية، ومن تلك نذكر:
- التقرب إلى الله تعالى بالطاعات من الصلاة والأذكار والتي تزيد من صلة العبد بربه وتحميه وتجعله في حرزه وحفظه ورعايته.
- السعي للارتباط والزواج بالحلال وبالطريقة الشرعية التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام.
- اللجوء إلى الصيام ففيه تبتل وصبر على الشهوات والغرائز وتيسير لسبيل الزواج.
- الإكثار من الدعاء وطلب الثبات من الله.
- غض البصر إلى المحرمات والمفاتن.