أول من يُحاسب يوم القيامة
الحساب مصدر حاسب، وحسب الشيء يحسبه إذا عدّه، الحساب اصطلاحًا: هو توقيف الله عز وجل عباده قبل انصرافهم من المحشر على أعمالهم سواء كانت خيرًا أو شرًا، إلّا من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وقد ثبت الحساب في القرآن والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة، فمن واجب المسلمين الإيمان به والاعتقاد بوجوده، [١]وثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنّ أول من يُحاسب هي أُمّة محمد، وقد بين أنّها آخر الأمم وأوّل من يحاسب،[٢]، وأمة محمد عليه السلام؛ هم كل من آمنوا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا، سواء كان عربيًا أم غير عربي فهو من أمة محمد.[٣].
حساب الكفار والجن والبهائم
اختلف العلماء فيما بينهم حول مسألة هل سيحاسب الكفار يوم القيامة أم لا وكان في ذلك رأيان؛ الرأي الأول أنهم لا يُحاسبون على أعمالهم؛ لأنّ أعمالهم حابطة باطلة فلا فائدة من حسابهم، أما الرأي الآخر فيقول بحسابهم وذلك لحكمٍ عديدة وهي: إقامة الحجة عليهم وإظهار أن الله عز وجل عادل بين جميع الناس، ومن أجل توبيخهم وتقريعهم أيضًا ولأنهم مكلفون، ومن المعلوم أنّ الكفار متفاوتون في كفرهم وذنوبهم وبالتالي سوف يتفاوتون في دركات النار، فإن كان عذاب بعض الكفار أشد عذابًا من غيرهم؛ لكثرة سيئاتهم وقلة حسناتهم، فالحساب هنا لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنّ هذه المسألة تنازع فيها المتأخرون أصحاب أحمد وغيرهم، فمنهم من قال بحسابهم ومنهم من قال بغير ذلك وفصلُ الخطاب أن الحساب يكون لعرض أعمالهم وتوفيقهم عليها، ولموازنة الحسنات بالسيئات، امّا الجن فسيحاسبون؛ وذلك لأنهم مكلّفون وسيدخل كافرهم النار ويدخل مؤمنهم الجنة. أمّا في مسألة حساب البهائم، فهي لا تُحاسب حساب تكليف لأنه لا تكليف عليها وإنما يكون بين البهائم قصاص، وإنما يقادُ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء وتقدّم.[٤]
أنواع الحساب
من المعلوم أنّه لا حساب في القبر وإنّما يعذّبُ أصحاب بعض القبور على بعض ما عملوا، وينعَّم في القبر من كان من أهل الخير، وإنما الحساب الحقيقي يكون يوم القيامة، والأصل أنّ كل الناس سيُحاسَبون ولكن هناك طائفة من الناس سيتفضل الله عليهم بإدخالهم الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب، وللحساب يوم القيامة نوعان اثنان وهما[٥]:
- حساب عرض: وهو الحِساب الذي يُسأل فيه المؤمن عن عمله وعلمه ونعم الله عز وجل التي أعطاه إياها، ويكون الجواب بما يشرح صدره ويثبت حجته ويديم نعم الله عز وجل عليه، وفي حال عَرَضَ الله عز وجل عليه ذنوبه اعترف بها فيسترها الله ويتجاوز عنه، فهذا حسابٌ يختص بالمؤمن فلا يناقش ولا يُحقق معه ولا يُدقّق عليه، فيأخذ كتابه بيمينه وينقلب إلى أهله مسرورًا لنجاته من العذاب وفوزه بالثواب.
- حساب مناقشة: أمّا النوع الثاني فهو حساب مناقشة وهو خاص بالكفار، ومن شاء من عصاة الموحدين، وربما يطول حسابهم لشدّة ذنوبهم، أمّا العصاة من الموحدين فيدخلون النار لمدّة ثم يُخرَجون منها ويدخلون الجنّة للأبد.
المراجع
- ↑ "ما هو الحساب؟ وما هو الدليل على أنه حقٌ ثابت؟"، موقع فضيلة الشيخ عبدالله بن ابراهيم القرعاوي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-31. بتصرّف.
- ↑ "أول من يحاسب يوم القيامة، وأول من تسعر بهم النار"، اسلام ويب، 2004-3-15، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-31. بتصرّف.
- ↑ مجلس فتاوى الجمعة (2018-7-27)، "من هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟"، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ موقع فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-31. بتصرّف.
- ↑ الشيخ د. عبدالله الفريح (2016-2-19)، "هل يحاسب الكفار يوم القيامة؟"، الألوكة الشرعيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-1. بتصرّف.
- ↑ المشرف العام: الشيخ محمد المنجد (2012-9-18)، "أنواع الحساب يوم القيامة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-1. بتصرّف.