خطبة عن قيام الليل

خطبة عن قيام الليل
خطبة عن قيام الليل

قيام اللّيل

قيام اللّيل في الدين الإسلاميّ هو قضاء معظم وقت اللّيل من بعد الفروغ من تأدية صلاة العشاء إلى حين طلوع الفجر في ما يرضي الله تعالى ويقرّب العبد مه بالعبادات والطاعات، ومنها أداء صلاة القيام أو تلاوة آيات من القرآن الكريم، أو بالانشغال في ذكر الله عزّ وجلّ أو مناجاته والدعاء والطلب والإلحاح فيه، إذ كان رسول الكريم عليه الصلاة والسلام من أشد الناس حرصًا على قيام اللّيل، كما كان يذكّر أصحابه بالالتوام بها أيضًا لما لها من فضائل وبركة على حياة العبد.


أحب الأوقات لقيام اللّيل

كما ذكرنا سابقًا فإنّ وقت قيام اللّيل يكون متاحًا من بعد الفروغ من أداء صلاة العشاء إلى حين دخول وقت صلاة الفجر، ولكن أفضل وقت لقيام اللّيل هو كما يلي:

  • الثلث الأخير من اللّيل: علمًا بأنّ أجر القيام عظيمٌ أيضًا لمن قان الثلث الأول أو الثلث الأوسط.
  • في قلب أو جوف اللّيل الآخر: كما أخبر الحبيب عليه السلام.
  • اتباع نهج داود عليه السلام في القيام: إذ كان ينام نصف الوقت من اللّيل ويقوم ثلثه، وهذا ما قد أخبر عنه نبينا محمّد صلّى الله عليه وسلّم أنّه أفضل طرق القيام.
  • اتّباع سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام: إذ كان ينام لغاية منتصف وقت اللّيل أو ما يسبق أو يلي انتصافه ببضع الوقت ومن ثم يهم بالقيام والتهجّد ليصلّي بعدها الوتر، فيعود عليه السلام ليضطجع إلى أن يحين وقت الفجر.


فضل قيام اللّيل

  • صلاة القيام هي أفضل الصلوات بعد أداء صلوات الفرائض الخمس.
  • الخلوة بربّ العالمين عزّ وجلّ، فيفرغ المؤمن ما بداخله من شكاوى ضيق حاله، فيستسر له ويناجيه ويطلب منه العون.
  • رفع منزلة العبد عند الله تعالى.
  • نيل الثواب الكبير.
  • توسعة الرزق وطرح البركة.
  • دليل على صدق العبد، وبرهان مَحبّته لربّه تعالى.
  • يبعث النور في وجه الملتزم به في الدنيا وعند الموت.
  • دخول المسلم الجنّة.
  • فيه حمد لله تعالى على عظيم نعمه.
  • اقتداء واتّباع لنهج المصطفى صلى الله عليه وسلّم.
  • تهذيب النفس ورفعه عن الرذائل ومنعه من ارتكاب المعاصي والمنكرات.
  • الشفاء من الأمراض بإذن الله عزّ وجلّ.
  • صلاح الأبناء.


صلاة القيام

صلاة قيام اللّيل هي التقرب من الله عز وجل من خلال تأدية صلاة ركعتين ركعتين نافلة خالصة النيّة لوجه الله تعالى، في أثناء الوقت الواقع ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وهي سنّة مؤكّدة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليختم بعدها العبد القيام بأداء ركعة صلاة الوتر لتكن شافعةً لما صلّى قبلها من القيام، إذ كان النبي عليه السلام حريص جدًا على أداء صلاة القيام، فعن عبدالله بن عمر قال أن الرسول عليه السلام قد قال: (صلاةُ اللّيلِ مَثْنى مَثْنى، فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدركُك فأَوتِرْ بواحدةٍ، فقيل لابنِ عمرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قال: أن تُسلِّمَ في كلِّ ركعتَينِ) [صحيح مسلم].


تلاوة القرآن في القيام

قد يكون قيام اللّيل أيضًا بقراءة آيات من القرآن الحكيم، ففي هذا أجر عظيم في كل حرف الحروف التي يقرأها، فعن عبدالله بن عمرو أن الرسول عليه السلام قال (مَنْ قامَ بعشرِ آياتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلِينَ، ومَنْ قَامَ بِمائَةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ، ومَنْ قامَ بألفِ آيَةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرِينَ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


ذكر الله عزّ وجلّ في القيام

من الممكن أن يكون العبد اللّيل بالانشغال بذكر الله تعالى، والأذكار متعدّدة، ومنها أن يحوقل العبد أو أن يهلل أو أن يسبح الله تعالى ويحمده ويثني عليه وعلى نعمه التي لا تعد ولا تحصى، أو أن يصلي على الحبيب المصطفى عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أو أن يكبر ويذكر البسملة وغيرها.


الدعاء في قيام اللّيل

في جوف اللّيل ينزل الله عز وجل ويمنح لكل سائل ما سأل، لهذا فإنّ أنّ لقائمي اللّيل دعوات مستجابة لا ترد، ذلك أنهم يقطعون أوقات راحتهم وراحة أجسادهم تقربًا من الله تعالى وطلبًا لرضاه، ويكون للعبد أن يدعو الله تعالى أن يسأله ما يشاء من فضله في أثناء قيام اللّيل، وأحبها أن يدعو بواحدة من صيغ أدعية الرسول عليه الصلاة السلام وأجملها قول: (اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ، ولا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك، ويُكذِّبون رُسُلَك، واجعلْ عليهم رِجزَك وعذابَك قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتوا الكتابَ، إلهَ الحقِّ) [صحيح الأدب المفرد | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فيديو ذو صلة :