محتويات
الشرطة
تعرّف الشرطة بأنّها مجموعة من الأفراد الموظفين، الّذين كلّفتهم الدولة بحفظ الأمن والاستقرار في المجتمع؛ عن طريق مجموعة من القوانين والإجراءات التي كُلِّفوا بها، وقد كان للشرطة مؤسسون أوائل كانوا السبب في ظهور هذه المهنة الّتي تعدُّ من أهم المهم على الإطلاق لما لها من دور كبير في قيام المجتمعات ونهوضها، ويتمثل دور الشرطة في حفظ الأمن الذي يعد حاجة أساسية في أي مجتمع، وانعدام الشرطة يحدث خللًا في أمن المجتمع؛ إذ ستسود الفوضى والتخريب والسرقة وعمليات الاعتداء بمختلف أشكالها، مما يؤثر على المشروعات الاستثمارية والنشاطات التجارية التي بدورها ستؤدي إلى تدهور اقتصاد المجتمع والدولة[١]
أول من أسس الشرطة في الإسلام
تُعد الشرطة من الأمور المهمة في الحياة الاجتماعية والإسلاميّة؛ فهي من الوظائف التي تحفظ الناس وتحفظ أمنهم وممتلكاتهم؛ وتتكون من الجنود الأقوياء الذين يُعتمد عليهم في حفظ الأمن والأمان والنظام؛ ولتنفيذ أوامر القضاء التي تكفل السلامة للناس وتجعلهم يأمنون على أنفسهم وأموالهم وأملاكهم وأعراضهم؛ فالشرطة هم أمن الجيش الداخلي، وقد عرف المسلمون الشرطة منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من أنّها لم تكن منظمة وممنهجة، وقد جاء في البخاري أنّ قيس بن سعد كان بمنزلة الشُرَط من الأمير بين يدي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أنّ أوّل من سن نظام العسِّ هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ إذ كان يطوف بالليل في الناس فيحرسهم ويكشف أهل الريبة، فالشرطة قد بدأت بسيطة حتى عهد الخلفاء الراشدين وقد كانت تابعة للقضاء، ويقوم عملها على تنفيذ العقوبات التي يُصدرها القاضي ثم تطورت وازداد تنظيمها في العصرين الأُموي والعباسي؛ إذ انفصلت عن القضاء وأصبح النظر في الجرائم من أمر صاحب الشرطة، وصار لكل مدينة من المدن شرطة خاصة بها، ومن المعلوم أنّ الشرطة الخاصة تخضع لرئيس مباشر وهو صاحب الشرطة، وقد كان لصاحب الشرطة نواب ومساعدون لهم مهام خاصة ويلبسون أزياء خاصة ومعهم فوانيس في الليل و كلاب حراسة.[٢]
مهام الشرطة في المجتمع الإسلامي
لم تختلف مهام الشرطة في المجتمع الإسلامي حديثًا عما كانت عليه في القدم؛ فواجباتها واحدة ومهامها متعددة وقد تمثلت هذه المهام بما يلي[٣]:
- تنفيذ العقوبات في المجرمين والخارجين عن القانون.
- تطبيق الشريعة الإسلامية وفقًا للمصلحة العامة.
- الوقوف مع الجيش ومساعدتهم ضد الأعداء؛ بهدف الحفاظ على أمن المجتمع في الداخل.
- إقامة الحدود وتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق أصحابها من عُصاة ومجرمين وكل ما يخص السجناء عند صاحب السجن.
- تقديم الحماية للخلفاء وولاة الأمصار ضد المعارضين في الداخل.
- بعد أن يعيّنوا من قبل ولاة الأمصار يجب على الشرطة أن ينفذوا أوامرهم وسياستهم، وأن يكونوا سياسيين بارعين، وأن يكونوا شجاعنًا وينالون الثقة، وأن يكونوا نزيهين وخلوقين في سلوكياتهم.
حكم العمل في الشرطة
تختلف المهام التي يقوم بها المنتسبون للشرطة، والعمل في الشرطة يشبه العمل في الوظائف الأخرى، والتي تختلف فيها الأعمال ما بين مباح وغير مباح، فمن كانت مهمته في عمله ملاحقة المجرمين وكف أذاهم عن الناس وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، وإيقاف الظالمين عند حدهم، ومنعهم من التعدي على الناس؛ فعمله مباح ويؤجر عليه عند إخلاصه النية في منع الظلم وإقامة العدل، أمّا من كان عمله في سلب أموال الناس وضربهم والتعدّي عليهم وعلى أعراضهم، ووضعهم في السجن بغير ذنب؛ فعمله محرّم ويكون من المفلسين الّذين يَلقَون الله تعالى يوم القيامة وفي ذممهم حقوق الناس، فيأخذ الله تعالى من حسناتهم ويعطيها للمظلومين أو يأخذ من سيّئات المظلومين ويعطيها لأُولئك الظلمة.[٤]
المراجع
- ↑ sahar (2016-10-29)، "ما هو تعريف الشرطة؟"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
- ↑ د. راغب السرجاني (2012-12-20)، "الشرطة في النظام الإسلامي"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.
- ↑ عبدالكريم السمك (2014-3-8)، "نظام الشرطة في الدولة الإسلامية"، الالوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.
- ↑ "حكم العمل في الشرطة"، الاسلام سؤال وجواب، 2008-1-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.