من الذي بنى القدس

القدس

تعد القدس واحدة من أقدم المدن الموجودة على وجه الأرض، ويقال أن تاريخها يعود لأكثر من خمسة آلاف سنة، وقد أطلق عليها ساكنوها القدماء أسماء عدة؛ فالكنعانيون سموها أورساليم وهي بالعبرية أورشليم، وقد ذكرت في التوراة 680 مرة، واليونانيون سموها باسم إيلياء، وإن من أهم أعمال الكنعانيين في القدس فتح نفق موصل للمياه من نبع جيحون المُسمى اليوم بعين سلوان إلى داخل المدينة المقدسة، وهو ثاني مسجد وضع في الأرض نظرًا لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: قال أبو ذر الغفاري : قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قال: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة ثم أينما أدركت الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه [أبو ذر الغفاري:خلاصة حكم المحدث : صحيح]، وإن هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على قِدَم هذه المدينة المقدسة[١].


من الذي بنى القدس

لم يُذكر نص ثابت صحيح حول هوية الشخص الذي بنى مدينة القدس، لكن هناك بعض الأقوال الواردة حوله نذكر منها قول القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن أنه قد اختلف في أولا من أسس بيت المقدس، فقد قيل أن أول من بنى البيت الحرام في مكة المكرمة هو آدم عليه السلام، ومن الوارد أن يكون أحد أبنائه الذي بنى بيت المقدس بعده بأربعين سنة وأيضًا من الممكن أن تكون الملائكة قد بنته، وكل ذلك وارد وممكن، أما ابن حجر فقد قال أن آدم عليه السلام هو أول من أسس المسجد الأقصى، وقال قد يكون سام ابن سيدنا نوح أو من الممكن أن يكون يعقوب أو الملائكة، أما السيوطي في شرحه سنن النَسائي فقد قال أن آدم هو من وضع المسجد الأقصى، وأن سليمان وابراهيم لم يبنيا لكن فقط جددا ما بدأه سيدنا آدم، أما ما يعتمده معظم الفقهاء قول أن سليمان عليه السلام هو الذي بناه، لكن بناءه كان بناء توسعة وإعداد للصلاة والعبادة لا بناء تأسيس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما فرغ سليمان بن داوود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثًا: حكمًا يصادف حكمًا، وملكًا لا ينبغي لأحٍد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة [عبدالله بن عمرو: خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]] [٢].


من حكم القدس

كان اليبوسيون أول من سكن القدس وهم من الكنعانيين أساسًا، أقاموا فيها لسنة 2500 قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم (يبوس)، ثم جاءها الفراعنة بعد أن امتد حكم مصر، وفي عهدهم احتلها البدو "الخابيرو" وظلت بأيديهم حتى استردها الفراعنة ثانية في 1317 قبل الميلاد، إلى أن حكمها داوود عليه السلام لـ 40 سنة وسماها مدينة داوود وشيد بها قصرًا وبعض الحصون، ثم جاء من بعده ابنه سليمان عليه السلام وقد حكمها لثلاثين سنة، ثم انقسمت بعد وفاته وكانت حينها بيد ابن سليمان المسمى رحبعام، وأصبح اسمها حينذاك أورشليم، ثم مر بها العصر البابلي وبعده الفارسي وتلاه اليوناني ومن ثم الروماني والذي نقل فيه الإمبراطور الروماني عاصمة الإمبراطورية من روما إلى بينزطة وأعلن المسيحية ديانة للدولة؛ فاستطاع المسيحيون بناء كنيسة القيامة عام 326 م، وبعد ذلك أغار عليها الفرس واحتلوها وعادت بعد ذلك لأيدي الرومان حتى الفتح الإسلامي، وقد أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم إليه في عام 621 م تقريبًا، وقد دخلها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بعد عام 635م بعام أو عامين وذلك بعد انتصار أبو عبيدة عامر بن الجراح، وقد ذهب عمر ابن الخطاب لأن البطريرك صفرونيوس اشترط وجود عمر ليتسلم المدينة، فكتبت العهدة العمرية آنذاك[٣].


المراجع

  1. "المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.
  2. "من بنى المسجد الأقصى"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.
  3. "القدس عبر التاريخ .. العربي الدائم واليهودي الطارىء"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :