فضل عيد الفطر

فضل عيد الفطر
فضل عيد الفطر

أعياد المسلمين

يعد العيد من شعائر الإسلام، وقال ابنُ الأَعرابي في معنى العيد: سُميَ العِيدُ عيدًا لأَنه يعود كل سَنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد، وعرّفه ابنُ منظور بأنه كلُّ يوم فيه جَمْعٌ، وهو مشتق مِن عاد يَعُود، أي عادوا إِليه، وقيل أنه مشتق مِن العادة لأَنهم اعتادوه، وجمعه أَعياد، والأعياد في الإسلام ثلاثة وهي؛ عيد الفطر ويأتي بعد انتهاء شهر رمضان، وعيد الأضحى ويأتي في ختام العشر من ذي الحجة، ويتكرَّر العيدان في كل عام، أما العيد الثالث فيأتي في نهاية كل أسبوع وهو يوم الجمعة، ولا يوجد في الإسلام عيدٌ بمناسبة مرور ذكرى غزوة بدر الكبرى، ولا في ذكرى فتح مكة، ولا ذكرى أي من الغزوات العظيمة التي انتصَر فيها المسلمون انتصارًا كبيرًا، ويعد كل عيد غير الأعياد الثلاثة بدعةً في الدين ما أنزل الله بها من سلطان، ولم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشرّع العيد بعد تأدية فريضة، فعيد الفطر وهو العيد الأول يأتي بعد انتهاء المسلمين من آداء فريضة الصوم في شهر رمضان، وسمّي بالفطر؛ لأن المسلمين يفطرون نهاره بعد صيام شهر كامل، أما العيد الثاني وهو عيد الأضحى الذي يأتي بعد آداء المسلمين لفريضة الحج، وقد سمّي بالأضحى لأنّه يسنّ للمسلم تقديم أضحية من المواشي ابتغاء وجه الله تعالى، ومن يقدم الأضحية له بكلّ قطرة دم منها حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها.[١]


 فضل عيد الفطر

لعيد الفطر فضل كبير؛ لأنه جائزة من الله تعالى للمسلمين بعد صيامهم لشهر رمضان، وهو يوم حافل بالعبادات، ومنها التكبير، إذ قال تعالى: [ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم][٢]، ومن العبادات الأخرى صلاة عيد الفطر، بالإضافة إلى صلة الأرحام، وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم وحذّر من قطيعة الرحم، ومن فضل العيد أنه يهيئ فرص التواصل وإنهاء الخلافات والقطيعة والخصام بين المسلمين، وتكثر فيه مصافحة المسلمين في الطرقات والأماكن العامة وغيرها، وتجلب المصافحات مغفرة الله للمتصافحين، كما أن عيد الفطر سبب لإدخال السرور على الفقراء والمساكين من خلال صدقة الفطر، وفي العيد فرح وبهجة للصغار والكبار وفيه توسعة على بيوت المسلمين كل بقدر استطاعته من غير إسراف.[٣]


صلاة العيد

يشترط في صلاة العيد كسائر الصلوات الطهارة وجميع شروط الصلاة، ولكن لا يؤذن لها ولا يقام، بل يكتفى بمعرفة وقتها، ويكون وقتها بعد انقضاء وقت النهي أي بعد ارتفاع الشمس قليلًا، وينتهي وقتها بزوال الشمس، وصلاة العيد ركعتان تبدأ الركعة الأولى بسبع تكبيرات، والثانية بخمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام، ويرفع المصلي يديه مع كلّ تكبيرة، ويستحب أن يقول بين كل تكبيرتين:‏ الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، وصلى الله على محمد النبي الأُمي وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا‏‏‏، أو أن يقول:‏ ‏سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،‏‏‏ ويقرأ بعد التكبيرات في كلّ ركعة الفاتحة وسورة بعدها، ومن المستحب أن يقرأ سورتي الأعلى والغاشية، أو أن يقرأ سورتي قاف والقمر، وتكون القراءة جهريةً، وبعد السلام من الصلاة يخطب الخطيب خطبتين يجلس بينهما كما في صلاة الجمعة، يدعوا المصلين في عيد الفطر إلى صدقة الفطر، أما في عيد الأضحى فيبين لهم أحكام الأضحية وسنتها‏، ‏ويستحب خروج النساء لصلاة العيد، ولكن بشرط أن تؤمن الفتنة، وأن يخرجن بلباس محتشم وساتر، والابتعاد عن الزينة.[٤]


منكرات العيد

جعل الله تعالى العيد فرحةً للطائعين الذين فازوا بقبول الطاعة، فكان العيد جائزةً لهم وفرحًا بعد طول العمل وآداء أوامر الله، ولكن يجب الحذر من أن تطغى فرحة العيد؛ لأن ذلك يؤدي للوقوع في الأمور المحظورة والممنوعة شرعًا، وفيما يأتي ذكرها: [٥]

  • اختلاط الرجال بالنساء في الحدائق العامة والأسواق وأماكن الزيارات، مع ما يرافق ذلك من الفتن التي قد يقع فيها من يختلط؛ مثل المصافحة المحرمة بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية، أو إطلاق البصر وغير ذلك.
  • إحياء العيد بالغناء والرقص والمنكرات بحجة إظهار الفرح والسرور.
  • بعض النساء من تخرج إلى صلاة العيد ليس للصلاة بل لإظهار زينتها وملابسها ولفت الأنظار إليها، وهذا غير جائز؛ لأن الإسلام أمر المرأة بالستر وعدم إظهار زينتها خارج بيتها لأنها قد تغري الآخرين وتفتنهم.
  • السهر في ليلة العيد، وذلك قد يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر وصلاة العيد.
  • يقيم بعض الأشخاص ليلة العيد بالصلاة وقراءة القرآن معتقدين أن لهذه الليلة فضل على غيرها من الليالي، ولكن ذلك من البدع ولم يرد به دليل من القرآن أو السنة.
  • جعل العيد يومًا خاصًا لزيارة القبور والدعاء للأموات، وتلك بدعة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • التبذير والإسراف، فإن ذلك لا يجوز حتى لو كان في أمور مباحة مثل؛ اللباس والطعام والشراب والزينة.
  • لا يجوز الصيام يوم العيد؛ لأن العيد يوم أكل وشرب وذكر لله، وكذلك من غير الجائز صيام أيام التشريق وهي؛ يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ولكن يجوز صيام هذه الأيام للحاج الذي عليه كفارة في الحج.
  • إشعال النيران في ليلة العيد؛ لأن ذلك من عادات المجوس ومن شعائرهم أيام أعيادهم.


المراجع

  1. الشيخ صلاح نجيب الدق (2015-7-15)، "أعياد المسلمين وحكمة مشروعيتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-9. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 185.
  3. "يوم الجائزة في السماء.. أعمال المسلم المستحبة في عيد الفطر"، amrkhaled، 2019-6-4، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-9. بتصرّف.
  4. "أحكام العيدين"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-9. بتصرّف.
  5. "منكرات العيد"، alimam، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-9. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :