دعاء بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف

دعاء بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف
دعاء بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف

هل يوجد دعاء مخصوص ليوم المولد النبوي؟

تكثر حالات تخصيص دعاء معين لأيام معينة بغير ما ورد عن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مثل دعاء يوم السبت ودعاء الموعد النبوي وغيرها، وكلها من البدع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإن َّكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ][١][٢] كما أن إحياء بدعة واحدة يفتح الباب لإحياء بدع أخرى والانشغال بها عن السنن التي لا بد من اتباعها وتطبيقها حبًا لنبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد انقسم البدعيون إلى فرق، كل فريق منهم مشغول بإحياء ذكرى مولد الأئمة الذين يخصونهم، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي، وهكذا لا يفرغون من مولد إلا يشتغلون بآخر، ونتج عن ذلك الدعاء من دون الله، وارتداد بعضهم عن دين الله.


ما حكم الاحتفال بيوم المولد النبوي؟

يعد الاحتفال بالمولد النبوي فعل غير مشروع بل ويعد بدعة، فالرسول صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين ويدعو لدين الله، قال تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}[٣] فلم يأمر الرسول صحابته بأن يحتفلوا بميلاده، ولم يقوم هو بالاحتفال أصلًا، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: [مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ][٤]، فالراجح والصواب عدم شرعية الاحتفال بالمولد النبوي ولا غيره.[٥]

لم يكن أحد من الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم من الأئمة والفقهاء يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ابتدع بعض الأشخاص الإحتفاء والاحتفال بهذا اليوم في أواخر القرن الرابع الهجري، وهم الرافضة العبيديون، فقد ابتدعوه مع ما ابتدعوه من أفعال يوم عاشوراء من لطم وضرب حزنًا على مقتل الحسين، وقيل أنهم ابتدعوا العديد من الموالد مثل المولد النبوي، ومولد علي بن أبي طالب، ومولد فاطمة الزهراء، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين، وغيرها من الاحتفالات التي بلغ عددها 27 احتفال. لا يعد الاحتفال بالمولد النبوي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الاحتفال بالمولد النبوي تشبه بالنصارى الذين يحتفلون بمولد المسيح، والتشبه بهم محرم أشد التحريم، كما أن الاحتفال بالمولد النبوي محرم ويدعو إلى المبالغة في تعظيمه لدرجة الدعاء والاستعانة بالرسل من دون الله، وتأليف القصائد في المدح بما فيه الشرك بالله مثل قصيدة البردة.[٦]


قد يُهِمُّكَ: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

اختلف أهل التاريخ في الموعد المحدد لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء كان ليلًا أو نهارًا، قال السيوطي في كتابه الخصائص الكبرى: "أخرج البيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عثمان بن أبي العاص قال: حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته، قالت: فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور! وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن علي، فلما وضعت خرج منها نور أضاء له البيت والدار حتى جعلت لا أرى إلا نورا" ، وقال الصالحي في كتابه سبل الهدى والرشاد: "قال الحافظ أبو الفضل العراقي في المورد: الصواب أنه صلى الله عليه وسلم ولد في النهار، وهو الذي ذكره أهل السير، وحديث أبي قتادة مصرح به. وروى الأربعة عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار. وجزم به ابن دحية، وصححه الزركشي ... قال ابن دحية: وأما ما روي من تدلي النجوم فضعيف، لاقتضائه أن الولادة كانت ليلا. وقال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا".[٧]

ويوجد اختلاف وإشكال في الشهر الذي ولد فيه الرسول، وتساؤلات عن كيف يكون الحمل في أيام التشريق، والولادة في ربيع الأول كون المدة بين أيام التشريق وشهر ربيع الأول أربعة أشهر فقط، فإن من قال: "الحمل كان في أيام التشريق. قال: إن الميلاد كان في شهر رمضان. وهذا قول الزبير بن بكار، ونصه: حملت به أمه في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى. وولد بمكة بالدار المعروفة بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان".[٧]

وقد نقل الصالحي عن الذهبي قوله في (تاريخ الإسلام): نظرت في أن يكون صلى الله عليه وسلم ولد في ربيع، وأن يكون ذلك في العشرين من نيسان، فرأيته بعيدا من الحساب، يستحيل أن يكون مولده في نيسان إلا أن يكون مولده في رمضان"، وقد قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وُلِدَ إما في شهر صَفَر أو شهر مُحرّم.

ومع كل هذه الأقاويل والخلافات التي ليس لها حكم شرعي، لذلك لم يهتم الصحابة الكرام ومن بعدهم من الأئمة بإثبات التاريخ الذي وُلِدَ فيه النبي الكريم.[٧]

  1. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:3/69، صحيح.
  2. "حكم تخصيص أدعية معينة في أيام معينة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2021. بتصرّف.
  3. سورة الأحزاب، آية:45-46
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1718 ، صحيح.
  5. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2021. بتصرّف.
  6. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت "وقت ومكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :