من اين ياتي الدود الذي ياكل الميت

محتويات

١ الموت
٢ من أين يأتي الدّود الذي يأكل الميّت
٣ حقيقة أكل الدّود لجسد الميت
٤ المراجع

الموت

الموت هو انتهاء حياة الإنسان وأجله، وصعود روحه إلى بارئها، والموت هو الحقيقة الثابتة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، وقد دلّ على حقيقة الموت الكثير من الآيات الكريمة، فقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]، وعند الموت تصعد الرّوح إلى بارئها، ويبقى الجسد تحت التراب، ثم يأكله الدود، وبعد فترة من الزمن يختفي هذا الجسد ويتلاشى، ولكن من أين يأتي الدّود الذي يأكل جسد الميّت، وهل يشعر الميّت بأكل الدّود لجسده، ومن هم الذين حرّم الله سبحانه وتعالى الدّود على أجسادهم، هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

من أين يأتي الدّود الذي يأكل الميّت

الدّود الذي يأكل جسد الميّت يأتي من جسم الإنسان نفسه؛ فعندما يكون الإنسان على قيد الحياة تتواجد على جلده الكثير من البكتيريا والجراثيم، ويستطيع جسم الإنسان وهو على قيد الحياة مواجهة هذه البكتيريا والجراثيم والقضاء عليها بكل سهولة ويُسر، ولكن عندما يموت الإنسان تتعطّل كافة النّشاطات الحيويّة للجسم، فيفقد الإنسان القدرة على مواجهة هذه الطفيليات والميكروبات فتتحوّل إلى ديدان تتغذّى على جسم الإنسان فتنمو وتكبر، وبعد فترة من الزّمن تموت هذه الدّيدان وتختفي. ^[١]

حقيقة أكل الدّود لجسد الميت

عندما يُدفن الإنسان يأتي الدّود إلى جسده فيأكله، ولا يُبقي منه شيئًا إلا قطعة صغيرة في نهاية العمود الفقري تُسمّى عجب الذّنب، وهذه القطعة الصغيرة من خلالها سيبعث الله تعالى عباده يوم القيامة ويحييهم من جديد ففي الحديث النبوي الشريف: (ليسَ مِنَ الإنْسانِ شيءٌ إلَّا يَبْلَى، إلَّا عَظْمًا واحِدًا وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَومَ القِيامَةِ) [أبو هريرة| خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، وجميع البشر والمخلوقات سيلتهمهم هذا الدّود إلا الأنبياء؛ فقد حرّم الله على أجسادهم التّحلل والفناء، كما ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ على الأرضِ أنْ تَأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ صَلواتُ اللهِ عليهم) [ أوس بن أبي أوس| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وقد يكون هناك بعض من عباد الله الصّالحين مثل الأولياء والشهداء قد يحفظ الله أجسادهم من أن تأكلها الدّود، ولكن لا يوجد دليل ثابت من القرآن الكريم أو السنّة الشريفة يُثبت ذلك، والأصل أن يأكل الدّود أجساد البشر كافة إلا الأنبياء منهم، فإذا كان الإنسان مؤمنًا بالله صالحًا تقيًا طائعًا لله لا يشعر بألم أكل الدّود لجسده، لأنّه لو شعر المسلم بألم أكل الدّود لجسده لتنافى ذلك مع رحمة الله بعباده المؤمنين، أمّا الكفار العصاة فإنهم يشعرون بأكل الدّود لأجسادهم، لأن أكل الدّود لأجسادهم وشعورهم بذلك هو جزء من عقاب الله لهم بما كفروا وكذبوا بآياته، ولأنّ عذاب القبر يلحق بروح الكافر وجسده.^[٢]^[٣]