السيدة مريم
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الشخصيات البطولية والتي تبرز كعلم نتيجة لقصة أو عبرة أو موقف أو اصطفاءٍ من الله عز وجل، ويشمل ذلك الذكور والإناث، إذ إن هناك العديد من الصحابيات والتابعات وأمهات المؤمنين وغيرهن ممن تبوأن مراتب مشرفة في تاريخ الدعوة الإسلامية ورسالتها ومنهن مريم بنت عمران عليها السلام، وهي امراة صالحة من بني إسرائيل عُرفت وأهلها بالصلاح والتقوى بين قومها، وقد شاء الله عز وجل أن يضع في رحمها جنينًا دون أن يمسها ذكر ولهذا سُميت بالعذراء والتي تعني الفتاة البتول التي لم يُدخل بها، وأوحى الله إليها عبر الوحي أن تتخذ مكانًا بعيدًا عن أهلها حتى تضع مولودها ففعلت عن قناعة ورضا وتسليم، وكانت تأكل من خلال جذع الشجرة التي تجلس تحتها حتى يتساقط بالقرب منها الثمر، وعندما وضعت ابنها وهو نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام حملته وعادت نحو أهلها، وعندما قابلها أهل المدينة تعجبوا لصنيعها وظنوا أنها أقدمت على فعل سوء واستنكروا عليها ذلك وخاصة أنها من عائلة تقية وكريمة، فأشارت إلى عيسى الذي أنطقه الله فبرأها لتكون معجزة من معجزاته سبحانه وتعالى، وعندما كبر عيسى عليه السلام بدأ بدعوة قومه للهداية والصلاح[١].
صفات مريم العذراء
تميزت مريم العذراء بالعديد من الصفات التي جعلتها شخصية تاريخية ودينية بارزة في الديانات السماوية أجمع، ومن مجمل صفاتها نذكر:[٢]
- الجلال والعفة والطهارة: وذلك يعني الحرص على الحشمة والستر ومراعاة النفس في حفظها عن كل ما قد يجعلها موضع اتهام أو حفيظة.
- الصبر والتحمل: وذلك لكونها تحملت مسؤولية وضع طفل والعناية به على عاتقها دون أن تتخلى عن واجباتها تجاهه ناهيك عن أذى الناس.
- الأخلاق الحميدة: من الصدق والطيبة وحب الخير للغير ومساعدة الجميع وبذلك عهدها أهلها.
- التقوى والإيمان: والحرص على أداء العبادات والشعائر تقربًا لله عز وجل.
- سماحة الوجه والبشاشة واللين: في التعامل فعلًا وقولًا.
سورة مريم
كرم الله عز وجل سيدتنا مريم بأن جعل لها في المصحف الشريف سورة سُميت باسمها، وفيما يلي سنتناول عددًا من المعلومات المهمة عنها:[٣]
- يأتي ترييب سورة مريم في القرآن الكريم 19 وأما من حيث ترتيب النزول فهي 44 قبل سورة طه وبعد سورة فاطر.
- سميت بسورة مريم لأن قصة مريم عليه السلام ذُكرت بالتفصيل فيها ويسميها بعض العلماء بسورة (كهيعص) وهي أول آية فيها.
- تشتمل السورة على مقاصد عدة من أهمها:
- إثبات وحدانية الله عز وجل وإثبات البعث يوم القيامة .
- عرض كرامة الله لزكريا عليه الصلام وسلام برزقه للولد بعد أن بلغ من العمر عتيًّا.
- عرض قصة مريم وعيسى عليهما السلام والتأكيد على مقدرة الله عز وجل ومعجزاته.
- عرض قصة إبراهيم عليه السلام واعتزاله الشرك ورزق الله عز وجل له بالذرية الصالحة.
- عرض قصص وحالة بعض الأنبياء وحال من سار على دربهم وصدق رسالتهم.
- الحديث عن الجنة وصفات أهلها من الرغد والطيبات جزاءً بما فعلوا في الدنيا.
المراجع
- ↑ "قصة مريم في القرآن "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.
- ↑ "السيدة مريم "، دار الفتوى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-17. بتصرّف.
- ↑ "مقاصد سورة مريم "، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.