صفات معاذ بن جبل

• ذات صلة
• صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة
• ما صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية

صفات معاذ بن جبل الخَلقية والخُلقية

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري أحد صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، تميز بعلمه ورجاحة عقله، كناه النبي بأبي عبد الرحمن، وقد أسلم معاذ عند التقاء رسول الله بسبعين رجلًا من الأنصار وذلك في بيعة العقبة الثانية، إذ كان يراقب رسول الله ودخل الإيمان إلى قلبه وأسلم وهو في سن الثامنة عشر، كان يُعرف بصوته الجميل عند قراءة القرآن، تفقَّه في الدين وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أعلمُهُم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ]^[١]، وتميز بالعديد من الصفات الخَلقية والخُلقية، قال عمر بن الخطاب: "عجزت النساء أن يلدن مثله".

وقد كان معاذ شابًا طويلًا جميلًا ذا ثنايا، أبيض اللون، ذا عينين كبيرتين مكحولتين، وتميز بصفاته الخُلقية وكان من أفضل شباب قومه فقد كان زاهدًا ورعًا كريمًا سخيًا يُقِّدم المال لكل محتاج، وتميز بكلامه الجميل ولهذا السبب أحبه الناس وانجذبوا إليه، وعن أبي مسلم الخولاني قال: "أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد، وإذا شاب فيهم، أكحل العين براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال: قلت لجليس لي من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل".^[٢]

نبذة عن حياة معاذ بن جبل

أسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو ابن ثماني عشرة عامًا، ولازم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعلم القرآن الكريم وشرائع الدين الإسلامي، وقد حفظ القرآن الكريم وأصبح أكثر صحابة رسول الله قراءةً له، وكان من ضمن الستة الذين حفظوا القرآن الكريم في زمن رسول الله، وكان رسول الله يحب معاذ بن جبل، وقد أثنى عليه وقال أنه الأعلم بالحلال والحرام، وقد شهد له رسول الله بالصلاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [نِعم الرَّجُلُ أبو بكرٍ نِعم الرَّجُلُ عُمَرُ نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ عمرِو بنِ الجَمُوحِ نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ جَبلٍ نِعم الرَّجُلُ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ وبئس الرَّجُلُ حتَّى عدَّ سبعةً]^[٣]،^[٤]وقد شهد معاذ غزوة بدر وبيعة العقبة وهو أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن الكريم، وقد بعثه النبي إلى اليمن ليعلمهم أمور دينهم، كما بقي في مكه المكرمة بعد فتحها ليعلم الناس بأمور الدين، وتوفي رضي الله عنه بمرض الطاعون وعمره حوالي 38 وقيل 34 عامًا في السنة السابعة عشر أو الثامنة عشر للهجرة.^[٥]

قد يُهِمُّكَ: محبة الرسول الكريم لمعاذ بن جبل

لازم معاذ بن جبل رسول الله وحظي بمحبته وقربه، وعن مُعَاذٍ أَنَّ رَسُول اللَّه أَخَذَ بِيَدِهِ وَقالَ: [يَا مُعَاذُ واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك]^[٦]، وعلى الإنسان أن يخبر من يحب بذلك لكي تزيد المحبة وصفاء القلوب والتعاون فيما بينهما كما فعل رسول الله وأكد لنا ذلك في حديثه الشريف: [أنَّ رجلًا كان جالسًا عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمرَّ رجلٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، إني أحبُّه في اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أو ما أعلَمتَه بذلك ؟ قال : لا ، قال فاذهَبْ فأعلِمْه قال : فذهَب ، فقال : إني أحبُّكَ في اللهِ ، فقال : أحبَّكَ الذي أحبَبتَني له]^[٧]، وللمحبة فوائد عظيمة فهي تزيد من التعاون على البر والتقوى بين المتحابين بالله، لأن هذه المحبة نابعة من إيمانهم بالله تعالى وسعيهم لتذكير بعضهم بالمعروف والنهي عن المنكر.^[٨]

المراجع

1. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:868، صحيح.
2. ↑ "معاذ بن جبل.. إمام العلماء (رضي الله عنه)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.
3. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7129، صحيح.
4. ↑ "معاذ بن جبل"، قصة الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
5. ↑ "الصحابي الجليل معاذ بن جبل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
6. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج رياض الصالحين، عن معاذ بن جبل ، الصفحة أو الرقم:384، إسناده صحيح.
7. ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن الحارث، الصفحة أو الرقم:108، إسناده صحيح.
8. ↑ "16 من حديث (يا معاذ، والله إني لأحبك."، الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2021. بتصرّف.