أول من إرتد عن الإسلام

الإسلام

الإسلام دين التّسامح والحب والرّحمة والصّدق والأمانة والأخلاق الحميدة القويمة، والإسلام نعمة أنعم الله تعالى بها على عباده، وأخرجهم فيها من غياهب الظلمات إلى نور الإسلام وطريقه، فهو دين الوسطيّة والإعتدال وقبول الآخر بغض النّظر عن لونه وجنسه وعِرقه، ففي الإسلام لا مجال للعصبيّات الضّيّقة والمُنتنة، والمعيار الوحيد الذي يتميّز به شخص عن آخر هو التّقوى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13]، وعلى العبد أن يشكر الله تعالى على نعمة الإسلام التي أنعم الله بها على هذه الأمّة، وقد دعا الله عباده في غير آية على التّمسّك بالإسلام وإلتزام أوامره وإجتناب نواهيه والموت على دينه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132]، ومن يموت وهو متمسكٌ بدينه وأحكامه أولئك وعدهم الله الجنات والدّرجات العُلى، جزاءًا لما صبروا والتزموا بأوامر الله. [١][٢]


الرّدّة عن الإسلام وعقابها

الرّدّة هي التّحوّل والرّجوع عن دين الإسلام إلى دين آخر بعد أن كان الشخص مسلمًا، وتنقسم إلى عدّة أنواع وهي الرّدّة بالإعتقاد، وهي الشّرك بالله وجحد أي صفة من صفاته التي أثبتها لنفسه، أو إثبات الولد لله، الرّدّة بالأفعال، وهي إهانة أي رمز من رموز الإسلام كإلقاء المصحف في مكان قذر، أو السّجود لغير الله، الرّدّة بالأقوال، وهي سبّ الله أو الرّسول أو الصّحابة، الرّدّة بالتّرك، وهي ترك جميع شعائر الإسلام كالصّلاة والصّيام وإنكار وجودها، وحكم المرتد عن الإسلام هي القتل إذا استوفى لشروط الرّدّة وهي أن يكون المرتد بالغًا، عاقلاً مدركًا، غير مُكره على الرّدّة، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحلُّ دَمُ امرئٍ مسلِمٍ يشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ، إلَّا أَحدُ ثلاثةِ نفَرٍ: النَّفسُ بالنَّفسِ، والثَّيِّبُ الزَّاني، والتَّارِكُ لدينِهِ، المُفارقُ للجَماعةِ) [صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والحِكمة من قتل المرتد؛ لأن المرتد لم يرضى بالدّين الذي ارتضاه الله لخلقه ولم يرضَ بالله ربًا ولا بمحمد نبيًا، والمرتد خطر كبير على الأمّة فهو يفت في عضد الأمّة، ويُعلن حربًا على الإسلام والمسلمين، ويُشجّع غيره على فعل فعلته، لذا جاء العقاب يتناسب مع الفعل الشنيع الذي يرتكبه المرتد. [٣][٤]


أول مَن ارتدّ عن الإسلام

وكان أول مَن ارتدّ عن الإسلام هو الأسود العنسي، واسمه عبهلة بن كعب بن عوف العنسي، وهو من قبيلة مذحج، من بلدة تُدعى كهف حبَّان في اليمن، وسمّي بالأسود، لوجود سوداد في وجهه، وكان الأسود العنسي ساحرًا ومشعوذًا يُرِي النّاس العجب ويقلب الحق باطلاً والباطل حقًا، ويُهيئ للناس أمورًا على غير حقيقتها، وقد ادّعى الأسود العنسي النبوّة عندما مرض الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتّبعه قومه من قبيلة مذحج والكثير من القبائل الأخرى، ولمّا أحس الرسول بخطره واتباع الكثير له أرسل برسائل إلى أهل اليمن مفادها أن يتعاونوا ليقتلوا هذا الرّجل، وينصروا دينهم، فتكاتف المسلمين عليه وقتلوه، وكان مقتله على يد فيروز الديلمي، وكانت مدّة حكمه وادعائه للنبوّة ثلاثة أو أربعة أشهر فقط، وبعدها انتهى عهده. [٥][٦]


المراجع

  1. أحمد عماري، "التوسط والاعتدال (1) مفهوم الوسطية ومعالمها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
  2. "إسلام"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
  3. "لماذا يُقتل المرتد عن الإسلام"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019.
  4. الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي، "الحكمة في مشروعية قتل المرتد"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
  5. "الأسود العنسي .. مدعي النبوءة"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
  6. محمد علي، "ماذا تعرف عن أول مرتد فى الاسلام ؟"، ejaaba، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :