أول من رمى سهمًا في الإسلام

أول من رمى سهمًا في الإسلام
أول من رمى سهمًا في الإسلام

أول من رمى سهم في الإسلام

إنّ أول سريّة بعثها رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت في السنة الأولى من الهجرة، إذ خرج فيها من المهاجرين 60 راكبًا إلى رابغ؛ لكي يلقوا عيرًا لقريش كانت عائدةً من الشام، ولم يكن بينهم قتال بالسيوف فتراموا بالسهام، وقد جاء في صحيح البخاري أنّ سعد بن مالك بن أبي وقاص رضي الله عنه هو أول من رمى بسهم في سبيل الله في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وهو أحد العشرة المبشرين في الجنة، وهو من السابقين والمهاجرين المشهورين، فقد شهد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل المشاهد، وقد قال صاحب الغزوات في ذلك:[١]

أول سهمٍ قد أصاب عاصِ

سهمٌ رماهُ ابن أبي وقاصِ

وقال سعد رضي الله عنه:

ألا هل أتى رسول الله أنّي

حميتُ صحابتي بصدور نبلي.


نسب سعد بن أبي وقاص وإسلامه

سعد بن مالك بن أهيب بن وقاص، ولد في مكّة سنة 23 قبل الهجرة، وأمه هي حمنة بنت سفيان بن أميّة ابنة عم أبي سفيان بن حرب بن أميّة، جده هو أهيب بن عبد مناف عم السيدة آمنة أُم رسول الله، نشأ في قريش وكان يمضي جلَّ وقته في مخالطة شباب قريش وأسيادهم، اشتغل في صناعة القِسِيّ وبري السهام، مما جعله مؤهلًا للائتلاف مع الرمي والصيد والغزو، وقد كان يختلط بالحجيج الوافدين إلى مكة المكرمة في مواسم الحج؛ حتّى يتعرف على الدنيا عن طريقهم.

أسلم سعد بن أبي وقاص مبكرًا في 17 من عمره بدعوة أبي بكر الصديق له للإسلام، وقد غضبت أُمه من إسلامه فتركت الطعام حتى يعود إلى الكفر، فرفض ذلك وحلفت ألا تأكل ولا تشرب ولا تكلمه حتى يكفر بدينه، وقد نزل قوله تعالى في قصته: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[٢]، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه ويقول هذا خالي فليُريني امرؤً خاله، وقد تُوفي سعد بن أبي الوقاص -رضي الله عنه- في العام الخامس والخمسين من الهجرة، وكان يبلغ من العمر ما يزيد عن 80 عامًا، فكان هو آخر من توفي من المهاجرين.[٣]


مقتطفات من سيرة سعد بن أبي وقّاص

سعد بن أبي وقاص هو ذلك البطل الفارس والعلم الّذي تمتلئ سيرته العطرة بالعبر والدروس، وفيما يأتي أبرز ما جاء في سيرته:[٤]

  • شهد المشاهد جميعها مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، إذ شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق وغيرها من المعارك الفاصلة للمسلمين.
  • فُتحت مدائن كسرى على يديه، وكان قائدًا للمسلمين في معركة القادسيّة المعروفة، وهو أوّل من أراق دمًا في الإسلام، وفي يوم أُحد رأى النبي صلى الله عليه وسلم شجاعته وبسالته ففداه بأبويه، وقد توفي النبي وهو راضٍ عنه.
  • من مواقف سعد رضي الله عنه والتي تدل على شجاعته ونصرته للدين وهو ما روته عائشة رضي الله عنها؛ عندما ذهب لحراسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما سهر في مقدمة المدينة، وكان قد تمنّى أن يحرسه رجلٌ من أصحابه في تلك الليلة، فشعر سعد بالخوف على رسول الله وذهب ليحرسه.
  • موقعة أُحد؛ أبلى سعد بلاءً عظيمًا في موقعة أُحد، فلم يبق مع رسول الله في بعض الأيام التي قاتل فيها سوى طلحة وسعد، إذ كانا يقاتلان عن النبي صلى الله عليه وسلم أشد القتال.
  • الورع والتقوى؛ ومن ورعه وتقواه رفضه القتال في الفتنة التي حصلت بين الصحابة، وسألوه أن يقاتل، فأخبرهم بأن يأتوه بسيفٍ له عينان ولسان ليميز بين المؤمن والكافر.


صفات سعد بن أبي وقاص

يعد سعد بن أبي الوقاص أحد الصحابة الذين يمتلكون أعظم الفضائل، فهو من العشرة المبشرين بالجنة، وهو واحد من الستة صحابة الذين مات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وهو راضٍ عنهم، كما أنه قد حضر كافة الغزوات التي قام بها مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، بجانب أنه شارك في عدد من المعارك والغزوات الهامة والتي تعد نقطة فصل في تاريخ الإسلام، وقد فتح عددًا من المدائن، إذ كان قائد الجيش الإسلامي في معركة القادسية،[٥] ولم يجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فداء والديه إلا لسعد بن أبي وقاص خلال غزوة أحد، كما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام عن سعد بن أبي وقاص: [نَثَلَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِنَانَتَهُ يَومَ أُحُدٍ، فَقالَ ارْمِ فِدَاكَ أبِي وأُمِّي][٦]، كما ورد عن علي بن أبي طالب أن سعد قد حظي بشرف حراسة رسول الله عند الفترة الأولى من قدومه إلى المدينة المنورة.[٧]


المراجع

  1. "الصحابي الذي هو أول من رمى بسهم في سبيل الله"، اسلام ويب، 2003-11-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-23. بتصرّف.
  2. سورة العنكبوت، آية: 8.
  3. اشراف الدكتور راغب السرجاني (2006-05-01)، "سعد بن أبي وقاص"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-23. بتصرّف.
  4. د. أمين الشقاوي (2009-11-15)، "سيرة سعد بن أبي وقاص"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-23. بتصرّف.
  5. أمين بن عبدا لله الشقاوي (15-11-2009)، "سيرة سعد بن أبي وقاص"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019. بتصرّف.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص ، الصفحة أو الرقم: 4055، صحيح.
  7. "فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :