أول معركة بين المسلمين والفرس

أول معركة بين المسلمين والفرس
أول معركة بين المسلمين والفرس

معارك المسلمين

خاض المسلمون الكثير من المعارك والغزوات على مدى تاريخ الدّولة الإسلاميّة، وكانت معاركهم دفاعًا عن الإسلام والمسلمين، ولنشر الدّعوة الإسلاميّة في كل أرجاء العالم، ونجحوا في أغلبيّة معاركهم في القضاء على قادة الشرك والمشركين مُؤَيَدين بنصرٍ وعونٍ من الله تعالى وبقوّةٍ في الإيمان وصبرٍ وثبات شديدين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم} [محمد: 7]، وطامعين في تحقيق النّصر أو الشّهادة في سبيل الله، وحقّق المسلمون انتصارات عظيمة خلّدها التاريخ الإسلامي على مرّ العصور والأزمان وحتى وقتنا الحاضر، ولا زال صدى وأسماء تلك المعارك الخالدة يتردد على ألسنة المسلمين وفي كتبهم، مُتمنين أن يعود مجد المسلمين وقوتهم ووحدتهم كما كان سابقًا.


أول معركة بين المسلمين والفرس

كان هناك الكثير من المعارك الفاصلة التي خاضتها جيوش المسلمين ضد الرّوم والبيزنطيين والفرس وغيرهم من المشركين، وأول معارك المسلمين ضد الفرس كانت معركة القادسيّة، ومعركة القادسيّة هي من المعارك التي غيّرت مجرى التاريخ الإسلامي، والتي لا تقل أهميّتها عن معركة بدر الكبرى، لِما حققه المسلمون من نصرٍ مشرفٍ وعظيم، وإلحاق الخسائر الكبيرة بالفرس، وقد وقعت معركة القادسيّة في السنة 14 للهجرة الموافق سنة 636 ميلادية، في العراق بالقرب من منطقة القادسيّة التي سُمّيت المعركة باسمها، وكان قائد المسلمين هو سعد بن أبي وقاص، وعدد جيش المسلمين هو ثلاثين ألف مقاتل، مقابل 120 ألفًا من جيش الفرس وقائدهم رستم جاذويه، والشرارة الأولى لمعركة القادسيّة كانت الهزائم المتتالية للفرس في المعارك وانكسار شوكتهم وفقدانهم لهيبتهم، فقرر قادة الفرس تغيير القيادة، فاختاروا يزدجرد ملكًا لهم ليخرجهم من مغبة الهزائم المتتالية والخسائر الفادحة التي عانوا منها، فجمع يزدجرد جيوشه لمواجهة المسلمين في معركة حاسمة بينهم، فكانت هذه بداية معركة القادسيّة. [١][٢]


أحداث معركة القادسيّة

جمع الفرس كل إمكانياتهم من جيوش وعتاد وحيوانات من فيلة وخيل لمواجهة المسلمين، وجمع المسلمون كل إمكانياتهم أيضًا من رجال وعتاد، واستمرت معركة القادسيّة ثلاثة أيام بلياليها، وتلاقت الجيوش، وبدؤوا بالمبارزة رجل لرجل، فكانت الغَلَبة للمسلمين، وقُتل كل رجال الفرس خلال المبارزة، بعد ذلك برزت مشكلة أخرى للمسلمين وهي مشكلة الفيلة التي أحضرها الفرس معهم للقتال، فأمر سعد بن أبي وقاص برمي الفيلة بالسّهام على يد رُماة محترفين من المسلمين، فمات الكثير من الفيلة، بالإضافة إلى موت عدد كبير من جنود الفرس الذين بلغ عددهم في اليوم الأول للمعركة 500 قتيل، وفي اليوم الثاني للمعركة كانت الغَلَبة لجيوش المسلمين، وقُتل الكثير من قادة الفرس على يد جيش المسلمين، وفي اليوم الثالث للمعركة وصلت أعداد القتلى من الفرس إلى الآلاف، وأبرز ما حدث في هذا اليوم هو قيام احد قادة المسلمين واسمه القعقاع بن عمرو بفقئ أعين أكبر فيلين للفرس وقام بقطع مقدمة خراطيمها، فهاجت الفيلة وداست مَن أمامها من جيوش الفرس، وفي صبيحة الليلة الأخيرة بات المسلمون يدعون ومتهجدون إلى الله طالبين نصره وعونه، وفي الصباح انقضّت جيوش المسلمين على آخر معاقل الفرس وهزموهم شرّ هزيمة، فهرب قادة الفرس من أرض المعركة، مُعلنيين بذلك خسارتهم، وقتل المسلمين قائد الفرس وهو رستم جاذويه، فكُسِرت شوكة الفرس، ودارت عليهم الدّائرة، وغَنِم المسلمون من هذه المعركة غنائم هائلة وعظيمة. [٣]


المراجع

  1. د. محمد منير الجنباز، "قصة معركة القادسية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
  2. "أول معركة بين المسلمين والفرس"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
  3. "معركة القادسية"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :