الرضا بما كتبه الله

الرضا بما كتبه الله
الرضا بما كتبه الله

الرضى بما كتبه الله

تحمل كلمة الرضى معنى سكون القلب وهدوئه عندما يحل القضاء، كما يحمل تعريف استقبال جميع الأحكام بالرضى والسرور، وذلك لا يعني الاستسلام؛ لأن الاستسلام يحمل معنى الانهزام وعدم بذل أي جهد من أجل تحقيق الأهداف، إنما الرضى هو قبول الإنسان المسلم بما قسمه الله له دون أن يكون في داخله سخط، أو جزع، أو ضجر، ويكون ذلك بعد أن بذل كل ما في قدرته من أجل تحقيق الهدف الذي يرغب إلى الوصول إليه، إلا أنه لم يفلح ويوفق في ذلك الأمر، لذا فإن الرضى بما كتبه الله للإنسان هو أحد أعظم الأبواب التي تتسبب في دخول العبد الجنة.[١] وقد ذُكر الرضى بالقدر خيره وشره في جملة وصايا رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- للصحابة؛ فقد ذكر لهم -صلى الله عليه وسلم- أنه يجب على الإنسان المسلم النظر إلى من يملك نِعمًا أقلّ منه، وألا ينظر إلى من يملك الأكثر من النعم، وقد ورد تبرير ذلك الأمر في الحديث الشريف المنقول عن قوله -صلى الله عليه وسلم-: وارضَ بما قسمَ اهلَّهُ لك تَكن أغنى الناس،[٢] وقد أمر الرسول المسلمين بالرضى بما قسم ربّهم لهم؛ إذ إنّ الدنيا ليست كاملة لأحدٍ من البشر، فمنهم من يملك ابتلاءً في الصحة، أو قلة في الأموال، أو الأولاد، فمن الأفضل لمن وقع عليه أي أمر من أقدار الله -عز وجل- أن ينظر إلى الأشخاص الأقل منه من حيث العطاء؛ وذلك لأن جميع البشر معرضون للامتحان من الله تعالى.[٣]


درجات الرضى

تعدّ أعلى درجة من درجاته عمومًا هي الرضى بربوبية الله -عز وجل-، والرضى باتباع أوامره تعالى، واجتناب ما نهى عنه، والرضى بما قدره الله خيرًا كان أو شرًا، والرضى باتباع الدين الإسلامي وعدم التحرج من أداء أحكامه، والرضى بأنّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- نبي ورسول، والدفاع عن السنة والعمل لنشرها، وآخر درجةٍ من الدرجات هي رضى العبد المسلم بما قسمه الله له من الوضع المالي، والمستوى الاجتماعي، والخلقة، والمنزل. [٤]


ثمرات الرضى بما كتبه الله

يوجد عدد كبير من الثمرات التي تدل على رضى الإنسان بما كتبه الله تعالى، ومنها: رضى الله -جل وعلا- عن العبد المسلم في جميع أمور حياته، وسلامة قلب الإنسان من كل مرض غير عضوي؛ مثل: الحقد، والحسد، والغش. وشكر الله تعالى على كافة النعم التي أنعم بها على الإنسان، وحرص الإنسان على قول الأمور التي ترضي الله تعالى، والبعد عن كل قول فاحش يثير سخط الله، ويساعد الرضى في التخلص من الشعور بالغم والأحزان، ويساعد في تهدئة القلب وطمأنينته، كما يعدّ شعور العبد بعدل الله تعالى إحدى ثمرات الرضى، مع عدم التشكيك في قضاء الله وحُكمه والاستسلام لما أمر به. [٥]


المراجع

  1. د. محمد ويلالي (28-11-2012)، "الرضا بما قسم الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.
  2. رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5/8، حسن كما قال في المقدمة.
  3. "تعظيم نعمة الله والرضا بعطائه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-20. بتصرّف.
  4. شريف فوزي سلطان (22-11-2016)، "الرضا بقضاء الله وقدره"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.
  5. خالد أبو شادي (19-12-2015)، "الرضا"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :