شروط التوبه النصوح

شروط التوبه النصوح
شروط التوبه النصوح

تعريف التوبة

التوبة في اللغة تعني التراجع عن الذنب أو الخطأ، ومصطلح تاب المرء يعني عاد إِلى اللّه وعاد عن معصيته، وحين يُقال تاب اللّه على المرء تعني غفر له ذنبه وقبل توبته، والتوّاب من أسماء الله الحسنى، ومعناه أنه عز وجل يقبل توبة التائبين من عباده، وهو صيغة مبالغة من الفعل تاب التي تدل على كثرة قبول الله تعالى لتوبة عباده، كما جاء في الآية الكريمة: "فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [سورة البقرة: 37]، وحين سُئل عمر بن الخطاب عن معناها قال: "التوبة النصوح أن يتوبَ الرجلُ من العمل السيِّئ، ثم لا يعود إليه أبدًا"


أهميّة التوبة النصوح

للتوبة أهمية كبيرة في حياة المسلم المذنب، كما يلي:

  • يحفَظ بها الله عز وجل كل الأعمالَ الصّالحة التي يفعلها العبد.
  • يكفِّر بها الله تعالى كل المعاصيَ والذنوب التي ارتكبها العبد.
  • يدفعُ بها الله تعالى غضبه عن عبده والعقوباتِ عنه.
  • تُبقي الفرد على يقين برحمة الله تعالى وتقبّله مهما ارتكب من الذنوب مسبقًا.


شروط التوبة النصوح

كل البشر يخطئون ويذنبون وأفضلهم عند الله تعالى التائبون فعن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطًّائينَ: التَّوَّابونَ" [المحدث: الألباني| خلاصة حكم المحدث: حسن]، وكي يتوب المرء توبة نصوحًا مقبولة من الله عز وجل، يجب أن تجتمع في توبته خمسة شروط، وهي:

  • إخلاص النيّة لله تعالى: وتعني أن يكون القصد منها نيل رضا الله تعالى ومغفرته فقط، وليس رضا أحد من خلقه، أو مراءاة أمام الناس.
  • الشعور الداخلي بالندم الشديد على ارتكاب الذنوب: فالتوبة الحقيقية تنبع من حزن الغنسان على فعلته وتمنّيه عدم ارتكابها.
  • التوقف عن فعل المعصية: ويكون هذا من خلال ترك الفعل المحرّم مباشرةً، وعدم التأجيل أو أن ينوي الشخص الإقلاع عنها لاحقًا.
  • عزم النيّة المستقبلية: وتكون بالتعهد الداخلي بعدم العودة للذنب نفسه مرة أخرى.
  • التوبة قبل قيام الساعة أو علاماتها الكبرى: فعلى سبيل المثال لا تقبل توبة العبد بعد طلوع الشمس من مغربها، أو توبته في لحظة خروج الروح من جسده، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؛ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ" [المحدث: مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • محاولة إصلاح ما يمكن مما فات من الذنوب: بالاستغفار ورد الحقوق إلى أصحابها.


فضائل التوبة في القرآن والسنة

ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تبيّن أهمية التوبة إلى الله عز وجل وفي ما يلي بعض منها:

  • التوبة تُبدل سيئات العبد إلى حسنات: كما جاء في قوله تعالى: "إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [سورة الفـُـرقان: 70].
  • التوبة دليل عدم القنوط والثقة بالله تعالى: فقد قال عز وجل في كتابه العزيز: "قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [ سورة الزُّمـَـر: 53].
  • التوبة سبيل للفلاح: إذ قال عز وجل: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [سورة النـُّـور: 31].
  • التوبة سبب لمحبة الله تعالى: فقد قال في كتابه العزيز: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" [سورة البَقـَـرَة: 222].
  • التوبة سبب لدخول الجنة: كما جاء في الآية الكريمة: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" [سورة التحريم: 8].
  • توبة العبد تفرّح الله تعالى: فقد قال مصطفى صلى الله عليه وسلم: "للهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه المؤمنِ من رجلٍ في أرضِ دوِّيَّةٍ مَهلَكةٍ ...".
  • التوبة من صفات الرسول عليه السلام: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيُّها الناسُ تُوبُوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مئة مرة" [المحدث: مسلم| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
  • الله عز وجل في انتظار توبة العاصي دائمًا: فعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله عز وجل يبسُط يدَه بالليل ليتُوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُط يدَهُ بالنهار ليتُوبَ مُسيءُ الليل، حتى تطلُعَ الشمسُ من مَغْرِبها" [المحدث: مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فيديو ذو صلة :