صلاة التراويح
صلاة التراويح هي من السنن النبويّة الشريفة والتي سنَّت للأمة في شهر رمضان الكريم، وهي شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي سنة مؤكدة في شهر رمضان، فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي يُرغّب فيها بقيام رمضان منها قوله عليه الصلاة والسلام: [من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ][١]، وقد صلّى الرسول صلى الله عليه وسلم في جماعة، ثم ترك الاجتماع عليها مخافة أن تُفرَض على أمته، ثم صلاها مفردًا، وكان المسلمون يصلون التروايح كيفما اتفق لهم فتارة يصلونها جماعة وتارة يصلونها كل واحد بمفرده، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صلّى التراويح إحدى عشرة ركعة وكان لا يزيد على ذلك، ولكن من أراد الزيادة على صلاة التراويح فله ذلك وقد كان الصحابة والسلف يزيدون على ذلك، ومن باب أولى المحافظة على العدد الذي جاءت به السنة النبوية الشريفة مع التأني والتطويل كما كان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم، ووقت صلاة التراويح يمتد من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر بقليل، ويجوز للنساء حضور التراويح ولكن بشرط الالتزام بالزي الشرعي والابتعاد عن التطيّب والتزيّن.[٢]
فوائد صلاة التراويح في رمضان
يوجد عدد من الفوائد والفضائل التي يحصدها المسلم عند صلاته للتراويح في رمضان، وأهم فوائد صلاة التراويح:[٣]
- صلاة التراويح سبب لغفران ما تقدّم من ذنب العبد: فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيامها ويحث عليها.[٣]
- مَن صلى صلاة التراويح مع الإمام كتب له قيام ليلة كاملة.[٣]
- أنّ مَن داوم على صلاة التراويح ومات وهو على حاله كُتِب عند الله تعالى من الصديقين والشهداء: كما جاء في الحديث النبوي الشريف: [جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شَهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّكَ رَسولُ اللهِ وصلَّيتُ الصَّلواتِ الخمسِ وأدَّيْتُ الزَّكاةَ وصُمْتُ رمضانَ وقُمْتُه فمِمَّنْ أنا ؟ قال : من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ][٤]. [٣]
- القيام في شهر رمضان من جزيل وعظيم الأجر ومن خصال الخير: ومن خصال أهل التقوى، وقد فرض الله تعالى الصيام لتحقيق خصال التقوى وتكميلها، وتحصيل عواقب القيام في الدنيا والآخرة، فالقيام والصيام في رمضان متلازمان، والقيام وخاصة صلاة التراويح من الشعائر العظيمة التي حث عليها النبي.[٥]
- التراويح مشهودة مكتوبة يُسمع فيها الدعاء ويُستجاب بإذن الله وتُقضى المسألة ويُغفر الذنب. [٥]
- الحرص على صلاة التراويح والاعتناء بها هو أجر كبير وخير عظيم للمسلم في الدنيا والآخرة.[٥]
- صلاة التراويح هي من أسباب النجاة من الفتن والسلامة من دخول النار.[٥]
- صلاة قيام الليل أو التراويح لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان: والإعانة على الأعمال الصالحة، وما فيه صلاح الأحوال والمال.[٥]
حكم صلاة التراويح
صلاة التراويح هي سنة نبوية شريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي ترك هذه السنة النبوية في ليالي شهر رمضان المبارك، والدليل على أن التراويح سنة هو حديث عائشة رضي الله عنها قالت: [ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ][٦]. فبرر النبي صلى الله عليه وسلم تأخره عن أداء صلاة التراويح من أن يأتي قوم بعده ويفرضونها على المسلمين وهي ليست كذلك، ولم يحدد النبي عدد ركعات معين لصلاة التراويح بل هي مثنى مثنى ثم تختم بوتر، ويُستَحَب في صلاة التراويح الإطالة في الركوع والسجود والتشهّد، ويُكره للإمام الإسراع أو الاستعجال في هذه الأركان مما يمنع المُصلين من خلفه من حصول الطمأنينة والخشوع، لذلك على الإمام أن يراعي من هم خلفه من المأمومين وأن يصلي فيهم صلاة فيها إطالة كما كان يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمقصود من صلاة التراويح ليس أداء الركعات فقط وإنما المقصود استشعار لذة العبادة والتطوّع لله بأداء هذه العبادة، والخشوع فيها وأدائها على وجه الطمأنينة والتأنّي.[٧]
قد يُهِمُّك
التراويح جميع ترويحة، والترويحة هي المرة الواحدة، وسميت التراويح بهذا الاسم لأن الصحابة كانوا يستريحون بين كل تسليمتين في بداية فرض صلاة التراويح، وهناك عدد من الأحكام المتعلقة في صلاة التراويح والتي يجب أن يعرفها المسلم، ومن هذه الأحكام: [٨]
- صلاة التراويح تُشرَع جماعة لإجماع الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك.
- تصح صلاة التراويح بالقدر الذي يراه المسلم، فلا يوجد عدد محدود لها ويثاب المسلم بقدر صلاته، ولا يجوز إنكار ذلك عليه.
- يُشتَرَط لصحة صلاة التراويح أن يستحضر المصلي نية صلاة التراويح أو قيام الليل من رمضان.
- تُصلَّى التراويح كل ركعتين معًا، ولا يصح صلاة أربع ركعات معاً، لأنه خلاف المشروع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- لا حرج عند المناداة لصلاة التراويح المناداة بالصلاة الجامعة أو الصلاة الصلاة أو هلموا إلى الصلاة أو التراويح أثابكم الله، ويندب على المسلم إجابة النداء بلا حول ولا قوة إلا بالله.
- يسن أداء صلاة التراويح في جماعة وهو أفضل من صلاتها مفردًا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلاها جماعة في بادئ الأمر ثم صلاها مفردًا .
- يجوز للمصلي أن يصلي التراويح جالسًا أو على الأرض حتى وإن كان قادرًا على القيام، ولكن من صلى جالسًا بغير عذر ينقص من أجر صلاته النصف.
- ليس هناك مقدار معين من القرآن الكريم يجب أن يقرأ في كل ركعة من صلاة التراويح.
- يجوز للمصلي الاستعانة بالقراءة من القرآن الكريم عند صلاة التراويح، كما هو الحال في صلاة الفرض.
- لا حرج في إلقاء المواعظ والدروس الدينية أو تقديم الطعام والشراب أثناء الاستراحة بين الركعات، ولكن مع مراعاة حرمة المساجد وقدسيتها.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5042، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "صلاة التراويح"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمرو بن مرة الجهني، الصفحة أو الرقم: 361، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج لشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر، "فضل قيام رمضان وفضل ليلة القدر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1129، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ محمد بن صالح العثيمين، "ما حكم صلاة التراويح، وكم عدد ركعاتها؟ "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.
- ↑ أحمد الكساسبة، "أحكام صلاة التراويح"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2020. بتصرّف.