محتويات
ما حكم عمل المرأة في مكان مختلط؟
إن الأصل في عمل المرأة الجواز، طالما كان منضبطًا بالضوابط الشرعية، ولكن المنع جاء فيما يخص العمل في الأماكن المختلطة منعًا لوقوع الفساد الذي يترتب على اختلاط النساء بالرجال، ويكون جائزًا في حال وجود ضرورة لذلك،[١]فإن عمل المرأة في مكان يحيطها به الرجال لا يجوز، لأن وجودها بينهم فتنة لهم، حتى إن وجد الاحتجاب؛ لأن التماس والاختلاط والجلوس الدائم مع الرجال من مسببات حدوث الشر، فلا يجوز لها أن تعمل في مدرسة مع مجموعة مدرسين، ولا أن تعمل كعاملة مع مجموعة من العمال فتتنقل معهم البضائع وتخالطهم ذهابًا وإيابًا، ففي ذلك خطر محتم عليها، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن أسباب الفتنة، ونهى عن الخلوة بين الرجال والنساء، ونهى أيضًا عن التبرّج، فالمخالطة قد تؤدي إلى الخلوة والتبرج وإبداء الزينة للأجانب من غير المحارم.[٢]
ضوابط عمل المرأة في الأماكن المختلطة
الضرورات تبيح المحظورات، بشرط الالتزام بضوابط الشريعة الإسلامية فيما يخص العمل في الأماكن المختلطة، فيجب على المرأة أن تلتزم بالحجاب، ولا تخضع بالقول، وتغضّ البصر، وتكون على وعي تام حتى لا تقع في الخلوة المحرمة، ويجب عليها عدم مصافحة الرجال،[١]مع العلم بأنه يوجد العديد من الضوابط التي لا بد للمرأة أن تلتزم بها إذا أرادت العمل خارج المنزل حتى وإن كانت تعمل في أماكن غير مختلطة، فهذه هي القواعد العامة التي سنقدمها لك فيما يأتي:[٣]
- أن تكون المرأة محتاجة للعمل لتوفير المال اللازم لإعالتها.
- أن تعمل في بيئة مناسبة لها ولطبيعتها كأنثى.
- أن يكون مجال العمل خاص بالنساء فليس فيه اختلاط.
- أن تلتزم بالحجاب الشرعي في عملها.
- أن لا يتضمن عملها السفر بلا محرم.
- أن لا يكون طريقها إلى العمل محرم، كأن تختلي بسائق، أو أن تضع العطر ليشمه الرجال.
- أن لا يؤدي عملها إلى تقصيرها في رعاية بيتها، والاهتمام بزوجها وأبنائها.
قد يُهِمُّكَ: الأعمال المناسبة للمرأة
ليس على المرأة حرج من أن تخرج للعمل وطلب الرزق في مجالات العمل المُباحة شرعًا، فيمكنها أن تعمل في المحال الخاصة بالنساء، أو المحال التي تكون فيها منفردة ولا تختلط بالرجال، ويمكنها أن تعمل كخياطة، أو طبيبة، أو ممرضة وغير ذلك من المهن التي تكون فيها بأمان بعيدة عن الفتن والخطر والاختلاط بالرجال، فقد شُرع طلب الرزق فيما أحل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ][٤]، وقال تعالى في محكم كتابه: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ}[٥].[٢]
المراجع
- ^ أ ب "عمل المرأة بأماكن الاختلاط... بين المنع والإباحة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم عمل المرأة في أماكن الاختلاط بالرجال"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
- ↑ "ضوابط عمل المرأة خارج بيتها"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:2664، صحيح.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:17