سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفاروق

سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفاروق
سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفاروق

عمر بن الخطاب

ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكة المكرمة ونشأ بها، وكان أبوه "الخطّاب" معروفًا بشدّته وغلظته، وكان رجلًا ذكيًا وذا مكانة في قومه وشجاعًا جريئًا، اكتسب عمر بن الخطاب هذه الصفات من والده، كما حظي بطفولته ما لم يحظَ به أقرانه من أبناء قريش، إذ تعلم القراءة والكتابة التي لم يكن يجيدها إلا سبعة عشر رجلًا من قريش، وعندما حكم عمر بن الخطاب الدولة الإسلامية لم تتحقق بصورتها المُثلى في أي عهد سابق كما تحققت في عهده رضي الله عنه، إذ جمع بين النزاهة والحزم، والرحمة والعدل، والهيبة والتواضع، والشدة والزهد.

إذ نجح الفاروق رضي الله عنه في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ، فقامت دولة إسلامية بعد سقوط إمبراطوريتيّ الفرس، والروم، لتبلغ بلاد فارس وحدود الصين شرقًا، وإلى مصر وإفريقيا غربًا، ومن بحر قزين شمالًا إلى السودان واليمن جنوبًا، لقد استطاع عمر أن يقهر هاتين الإمبراطوريتين ويدب بينها الشقاق، وتثور الحروب لأوهى الأسباب، وتجدر الإشارة بأن لعمر بن الخطاب رضي الله عنه الكثير من المواقف المُشرفة التي خدمت الأمة الإسلامية والأمة البشرية جمعاء.[١]


سبب تسمية عمر بن الخطاب بالفاروق

سمّاه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاروق؛ أي الذي يفرق بين الحق والباطل، فكان عمر قوي في دين الله وعظيم، إذ كان الشيطان يفر منه خوفًا، وهو صاحب رسول الله عليه السلام، هاجر معه جهرًا، فقد أحبه النبي وقربه إليه وأدناه منه، فقد سأل عمر بن العاص رصول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الرجال إليه، فقال: أبو بكر، قال عمر ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب. عمر بن الخطاب هو أول خليفة دُعي بأمير المؤمنين، وأول من أرّخ ووضع التاريخ الهجريّ، وأول من جمع القرآن في المصحف، وأول من جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وهو من أشد الناس حرصًا على العلم.[٢]


خلافة عمر بن الخطاب

تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر الصديق سنة ثلاث عشرة من الهجرة، إذ كان تقيًا ورعًا وزاهدًا، ولا تأخذه في الله لومة لائم، وكانت فتوحاته للروم والفرس وسقوط هاتين الإمبراطوريتين من أعظم الإنجازات في عهده، وتجدر الإشارة بأن في إحدى سنين خلافته إذ أصيب الناس بمجاعة شديدة، وسمي بعام الرماد؛ إذ انقطع المطر، واسودت الأرض وأجدبت، واكتفى رضي الله عنه بأكل الخبز والزيت آنذاك، وكان يقول: "لن أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين"، وكان يقول: "لو أن بغلة عثرت في طريق العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة".[٣]


وفاة عمر بن الخطاب

استشهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الأربعا في نهاية شهر ذي الحجة، وتحديدًا قبل أربعة أيام من نهايته، وجاء استشهاده في صلاة الفجر التي كان يؤمّ المسلمين بها في المسجد، إذ استشهد على يد أبو لؤلؤة المجوسي الذي كان كامنًا بين صفوف المسلمين ومعه سكينًا مسمومة بطرفين، فما بث رضي الله عنه أن بدأ الصلاة حتى داهمه المجوسي فطعنه في كتفه وخاصرته، وقرأ عمر رضي الله عنه في ذلك الوقت قول الله سبحانه وتعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}،[٤] ثم أمسك رضي الله عنه بيد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ليصلي بالناس، ثم هرب أبو لؤلؤة المجوسي وأخذ يطعن الرجال عن يمين ويسار حتى طعن منهم ثلاثة عشر رجلًا مات منهم سبعة وأُصيب الآخرون، فلما اجتمع عليه عدد من المسلمين قام المجوسي بنحر نفسه، وفي ذلك الوقت حمل المسلمون عمر رضي الله عنه إلى المنزل وقد أغمي عليه من شدّة النزف، ولما استيقظ، بعث ابنه عبد الله إلى عائشة رضي الله عنها ليستأذنها بان يدفن بجانب صاحبيه الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبي بكر الصديق، وأذنت له، فدفن بالفعل بجانبيهما بعد أن صلّى عليه صهيب الرومي رضي الله عنه والمسلمون.[٥]


المراجع

  1. "عهد الفاروق.. دولة العدل والفتوحات (في ذكرى توليه الخلافة: 22 من جمادى الآخرة 13 هـ)"، archive، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
  2. "عمر الفاروق"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
  3. "مقتطفات من سيرة عمر بن الخطاب"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
  4. سورة الأحزاب، آية: 38.
  5. "نبذة عن عمر بن الخطاب"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :