الأنبياء
اختار الله عز وجل الأنبياء والرسل ليحملوا الرسالات السماويّة والكتب المقدسة، الّتي من أهم أهدافها إخراج البشر من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الهدى، وهداية الناس أجمعين إلى دين الحق، ولم يختر الله عز وجل لهذه المهمة ملائكةً من عنده ولكنه أرسل بشرًا يتكلمون بألسنة أقوامهم، وقد كانت لهم معجزات تتناسب مع أزمانهم وأحوالهم، ولم يكن طريق الدعوة سهلًا ميّسرًا، وإّنّما كان مكللًا بالصعوبات؛ فقد تعرضوا للأذى من أقوامهم وحتّى من أقرب الناس إليهم، فلم يخلُ الأمر من الأذى وحتّى من القتل، ولكنّهم صبروا على البلاء، ودعوا الله مخلصين له، وأول من أرسل الله عز وجل من الأنبياء هو آدم عليه السلام، أما نوح عليه السلام فقد كان أوّل نبيٍ يأتي بعده [١]
أول نبي بعد آدم عليه السلام
نوح عليه السلام هو أول نبي بعد آدم أرسله الله عز وجل إلى البشريّة، وذلك مما ثبت عن كثير من أهل العلم، ومما روى الحاكم وغيره عن ابن عبّاس رضي الله عنهما؛ أنّه كان بعد آدم عشرة قرون كلُّها على شريعة الحق إلى أن اختلفوا حتّى أرسل الله النبيين منذرين ومبشرين.[٢] ويعودُ نسب نوح عليه السلام إلى أبي البشر سيّدنا آدم عليه السلام وكغيره من الرسل فقد جاء نوح عليه السلام برسالة التوحيد وترك عبادة الأصنام، إذ كان يأمر الناس بعبادة الله وحده وعدم الشرك به لما في الشرك من هلاكٍ وعذاب، ولكنهم رفضوا الانصياع لأوامره فامتنعوا عن الإيمان بالله عز وجل واتباع دين الحق بل تمسّكوا بعبادة الأصنام وبقوا على ضلالهم، بالإضافة إلى أنّهم أضمروا العداوة لسيّدنا نوح عليه السلام، وتوّعدوه برجمه بالحجارة، فمنهم من عَجِبوا من أن يرسل الله لهم نبيًّا مثلهم من البشر، وقد حملت إحدى سور القرآن الكريم اسم "نوح" تبجيلًا وتعظيمًا له، وتحتوي قصة نوح عليه السلام على الكثير من العبر والدروس المفيدة، الّتي يتوجب على كل إنسان التعرف إليها وتدبرها، فيحصل على الكثير من الفائدة.[٣]
سفينة نوح عليه السلام
بعدما بذل سيدنا نوح عليه السلام قصارى جهده في دعوة قومه وأوضح لهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها لا تضر ولا تنفع وأن عليهم عبادة الله عز جل وحده؛ فهو الذي خلق لهم من النعم الكثيرة كنعمة السمع والبصر والفؤاد وكرّمهم عن سائر المخلوقات، ومنحهم الرزق ووهبهم نعمة العقل، وعبادة الأصنام ظلمٌ لهذا العقل، وليس عليهم إلا أن يوظفوه في عبادة الله وحده لا شريك له، فاستجاب لدعوته الضعفاء والفقراء والبؤساء أما الأغنياء والأقوياء والحكام فقد قابلوا دعوته بالشر والكراهية، إذ اشتعلت الصراعات بينه وبين رؤساء قومه، ولكنه استمر بدعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولكن عندما لم يؤمن معه إلا قليلًا جاء الأمر من ربه فحكم على هؤلاء القوم الكافرين بالطوفان، وأخبره أن يبني سفينة ليأخذ فيها من آمن معه من قومه، لذلك قام سيدنا نوح عليه السلام بالاهتمام بأمر بناء السفينة فبدأ بجمع الألواح، ليبني ثلاثة طوابق علوي ووسطي وسفلي، وقام المؤمنون من قومه بمساعدته، وجهز أقفاصًا كبيرة للحيوانات ولم يسلم سيدنا نوح عليه السلام من سخرية قومه واستهزائهم به، وبعد 80 عامًا من العمل الجاد أصبحت السفينة جاهزة تمامًا وتنتظر أمر الله عز وجل.[٤]
المراجع
- ↑ admin (2017-07-31)، "قصة سيدنا نوح عليه السلام"، قصص، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. بتصرّف.
- ↑ "أول نبي بعد آدم عليه السلام"، اسلام ويب، 2006-8-9، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. بتصرّف.
- ↑ Dina Al Koragaty، "قصة سيدنا نوح عليه السلام مكتوبة كاملة"، قصصي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. بتصرّف.
- ↑ سارة ناجي (2016-8-28)، "كيف تم بناء سفينة سيّدنا نوح؟"، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. بتصرّف.