معنى قيام الليل

معنى قيام الليل
معنى قيام الليل

العبادات

كلف الله جل وعلا عباده المسلمين بمجموعة من الفرائض التي يثاب فاعلها ويؤثم تاركها، وهي الهدف الأساسي من وراء خلق الإنسان، وقد رسخ النبي صلى الله عليه وسلم وفق منهجه وسلوكه مجموعة من السنن التي يثاب فاعلها ولا يؤثم تاركها، بيد أنه يكون قد فوت على نفسه خيرًا كثيرًا، ومن السنن المؤكدة عن النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام عبادة قيام الليل، وقد وردت مشروعيتها في كتاب الله جل وعلا قال تعالى: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا" [الإنسان: 26]، وسنتحدث في هذا المقال حول مفهوم قيام الليل بشيء من التفصيل، بالإضافة إلى كيفية أدائه في ما يتعلق بعدد الركعات، والوقت، والقراءة وما شابه.


معنى قيام الليل

يعرف القيام لغًة بأنه الوقوف والانتصاب ويطلق مجازًا على أحد أهم أركان القيام وهي عبادة الصلاة، إلا أن كافة العبادات مشروعة، فقيام الليل وفق اصطلاح العلماء هو قضاء الليل أو جزء منه في عبادة نافلة زائدة عن الفريضة، سواء أكانت هذه العبادة هي دعاء ومناجاة الله جل وعلا، أو قراءة القرآن الكريم عن المصحف الشريف أو غيبًا، أو أداء الصلاة، أو ذكر الله تبارك وتعالى حمدًا وتسبيحًا وتهليلًا وتكبيرًا، أو الاستغفار فكله يدخل في أجر القيام، وقد أجمع جمهور أهل العلم أيضًا على أن صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في شهر رمضان المبارك هي قيام ليل.

يبدأ وقت قيام الليل بعد أذان المغرب ويمتد حتى فجر اليوم التالي، فكل عبادة نافلة في هذا الوقت المذكور تعد قيام ليل، مع العلم أن أفضل وقت للقيام يكون في الثلث الأخير من الليل استنادًا لما رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويمكن حساب الثلث الأخير من الليل حسب عدد ساعات الليل في كل مدينة، فمثلًا إذا كان موعد أذان المغرب في تمام الخامسة مساءً، وموعد أذان الفجر في تمام الخامسة صباحًا فإن عدد ساعات الليل 12 ساعة، والثلث الأخير منها قبل موعد أذان الفجر بنحو 4 ساعات أي ما بين الساعة الواحدة حتى الخامسة.


عدد ركعات قيام الليل

أكد أهل العلم أن أقل عدد ركعات قيام الليل ركعة واحدة وهي ركعة الوتر، علمًا أن صلاة الوتر قد تكون ثلاث ركعات أو خمسًا أو سبعًا حسب المستطاع، وكلها تدخل في عداد القيام لأنها تؤدى بعد إتمام الفريضة، وأما أكثر عدد ركعات قيام الليل بحسب سنة النبي المصطفى فقد ثبت أنه لم يزد في قيامه عن 11 ركعة، وكان يطيل في القراءة والركوع والسجود، علمًا أن الزيادة على هذا العدد لا بأس فيها فالصلاة عبادة توفيقية من الله جل وعلا، وأما فيما يخص كيفية الأداء فتؤدى ركعتين ركعتين مع التسليم بين كل اثنتين، فقد روى عبدالله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةَ اللَّيلِ والنَّهارِ مثنى مثنى" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

فيديو ذو صلة :