محتويات
قيام الليل
حدثنا قرآننا العظيم ورسولنا الكريم عن قيام الليل وفضله الكبير، وقد جعل الله تعالى لمن يقوم الليل منزلة عُليا من منازل الجنة، وإذا أردت الحصول على ثواب قيام الليل فذلك يكون بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر. فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)}[١]، وينقسم وقت صلاة القيام إلى ثلاثة أقسام، أفضلها ثوابًا الثلث الأخير من الليل، رغم أن ذلك لا يُنقص من ثواب الثلث الأول والثاني، ويعد مغزى صلاة قيام الليل التوجه إلى الله بصلاة النافلة والدعاء، إذ يحاول العبد أن يتقرب إلى ربه بمختلف الطرق، سواء كان ذلك من خلال قراءة القرآن أو الاستغفار وذكر الله إلى جانب الصلاة والدعاء لله تعالى بالرزق والسعة وتيسير الأعمال والرضا، ويمكن أن تصلى جماعة مع الأهل فلا بأس في ذلك ولا حرج لكن من غير أن تتخذ عادة، والدليل على ذلك عندما زار النبي صلى الله عليه محل أنس وصلى الضحى بهم جماعة. وصلاة الوتر أقلها واحدة، وأفضلها إما إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، كما صلاها الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي هذا المقال سوف نتعرف على فضل قيام الليل، وحكمه، وطريقة الصلاة، وأفضل الليالي لقيام الليل، والأمور التي تعين عليها.[٢]
فضل قيام الليل
إن لقيام الليل فضلًا عظيمًا وخيرًا وفيرًا لصاحبه وأهل بيته فهي من أعظم الأعمال عند الله تعالى، ففيها ترفع الحسنات وتمحى السيئات وترفع الدرجات، فقد جاء الترغيب بقيام الليل في كتاب الله القرآن الكريم والسنة النبوية، فمن يقوم الليل يوسع الله عليه بالرزق والرضا، ومن حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم: [أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ][٣]، إذ إن من كرم الله تعالى أنه:[٤]
- يغفر ذنوب من قام الليل ويستجيب لدعائه ويرضيه في الدنيا والآخرة.
- يحميه من المعاصي ومن شرور الدنيا، ويحقق له النصرة على من يعاديه من الإنس والجن.
- يفضله على الكثير من عباده بسعة الرزق ورفاه الحال.
- يُكَفِّر المؤمن بقيام الليل عمّا ارتكبه من معاصٍ وسيئات في ذلك اليوم، ويمحوها الله له تمامًا.
- الترقي إلى درجات الجنة العليا مع الصدّيقين والصالحين والنجاة من النار.
- قيام الليل يمنح الشعور بالهدوء النفسي والراحة والاطمئنان والسكينة.
- الحماية من فتن الدنيا بشتى أشكالها وأنواعها.
- الحفاظ على صحة وقوة الجسم البدنية والذهنية.
- يُبيِّض الله وجه قائم الليل يوم الحساب ويضمه إلى قافلة من رضي عنهم وأرضاهم.
- رحمة من الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم: [رحِمَ اللَّهُ رجلًا قامَ مِن اللَّيلِ فصلَّى وأيقظَ امرأتَه ، فإن أبَتْ نضحَ في وجهِها الماءَ ، رحِمَ اللَّهُ امرأةً قامَت مِن اللَّيلِ وصلَّتْ وأيقظَتْ زِوجَها فإن أبَى نضَحَتْ في وجهِه الماءَ][٥].
- صلاة الليل أفضل من الصلاة النهار.
حكم قيام الليل
اجتمع علماء الدين ومفسرو القرآن ورواة الأحاديث على أن صلاة قيام الليل هي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وبأنها من الأمور المستحبة وليست فرضًا على كل مسلم ومسلمة، لكنها من فضائل الأعمال، لذلك من المستحب أن يؤديها المؤمن ليتقرب من الله تعالى بين الحين والآخر أو على مر الأيام، إذ إنها من الأعمال التي تمتاز بعظيم أجرها وثوابها، وقد مدح الله تعالى خلقه القائمين، ووعدهم بالأجر العظيم، فكل نفس لا تعلم ما أعد الله لها من أجر وثواب جزاء لما كانوا يفعلون، فقال الله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿١٦﴾ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٧﴾}[٦].[٧]
طريقة صلاة قيام الليل
إن سبب صلاة قيام الليل هو تحقيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والرغبة في نيل الرضى والجنة، فهي كصلاة الفجر تصلى ركعتان، وإذا أردت أن تصلي صلاة قيام الليل فإنه من المستحب أن تبدأ ذلك بركعتين خالصتين لوجه الله على نية سنة الوضوء كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، إذ إنه كان يبدأ القيام بركعتين أولًا، ثم يصلي ما استطاع من ركعات سواء كانت عشر ركعات أو ثماني ركعات أو أربع ركعات، ويستحب أن تكون الصلوات قصيرة، ثم يقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية ثم التسليم عن اليمين وعن الشمال، وبعدها يصلي ركعتين ثم التسليم، ثم استراحة قصيرة لقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، كما يُفضل أن تكون الركعات جهرية، أو تجمع ما بين السر والجهر، أي يُستحب سماع صوت المُصلي حين يتلو القرآن أثناء الصلاة وحين يكبر، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن بوضوح مع الترتيل ليستفيد كل من سمعه، ومن المحبب التعوذ عند آية الوعيد، والسؤال عند آية الرحمة، والتسبيح عند آية التسبيح، فهكذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.[٨]
ولا تخصص ليال معينة لصلاة قيام الليل فيها، لكن من أفضل ليالي قيام الليل هي ليلة الجمعة، وهي التي تسبق يوم الجمعة، وجميع ليالي رمضان بعد صلاة التراويح، رغم أن صلاة التراويح تعد قيامًا لليالي رمضان، لكن الصلاة بعدها تزيد من أجر المقيم، وبخصوص قيام ليلة الجمعة يوجد اختلاف عليها، فقال صلى الله عليه وسلم: [لا تخُصُّوا يومَ الجمعةِ بصيامٍ مِن بينِ الأيَّامِ ولا تخُصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ مِن بينِ اللَّيالي][٩].[١٠]
أمورٌ تعين على صلاة قيام الليل
يوجد العديد من الأسباب التي تعين الشخص على قيام الليل، منها:[٤]
- النوم وقت القيلولة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- عدم الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة والثقيلة على المعدة لأنها تسبب الشعور بالنعاس والخمول والكسل، وخصوصًا في وجبة العشاء.
- تجنب المعاصي والذنوب.
- الإيمان بالله وحب رضاه والتقرب منه.
- الراحة وعدم إرهاق الجسد فيما لا يفيد ولا ينفع أثناء فترة النهار.
- التمارين الرياضية الصباحية التي تساعد في الحفاظ على قوة الجسم البدنية والذهنية.
المراجع
- ↑ سورة المزمل، آية: 1-4.
- ↑ "قيام الليل .. صفته ووقته وفضله"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 16/10/2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
- ^ أ ب "فضل قيام الليل"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 16/10/2019. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 402، إسناده صحيح .
- ↑ سورة السجدة، آية: 16-17.
- ↑ "حكم قيام الليل وفضله"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 16/10/2019. بتصرّف.
- ↑ "كيفية قيام الليل"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3613، إسناده صحيح.
- ↑ "ما هي أفضل ليلة يقومها إذا كان لا يمكنه ذلك إلا مرة واحدة في الشهر ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 16/10/2019. بتصرّف.