محتويات
سورة البقرة
تعد سورة البقرة من أطول السور في القرآن الكريم؛ لاحتوائها على بعض أجزائه، إذ تضم سورة البقرة آية الكرسي التي لها أعظم الفوائد الدينية، إذ تحمي سورة البقرة الإنسان من الجن والشياطين، فيقال بأن سورة البقرة لها ألف أمر، وألف حكم، وألف نهي، وألف خبر، وتعد أطول سورة في القرآن الكريم، فقيل بأن سيدنا عمر بن الخطاب بقي يحفظ بسورة البقرة ويتعلمها لمدة 12 عامًا، ويطلق عليها اسم فسطاط القرآن لما تحتويه من حكم ومواعظ دينية ودنيوية عديدة، وتعد سورة البقرة ثاني سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، إذ يبلغ عدد آياتها 286 آية، وهي أول سورة نزلت في المدينة المنورة. وقد سميت بهذا الاسم لأنها روت قصة البقرة وبني إسرائيل في عهد نبي الله موسى عليه السلام، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمداومة على قراءتها لما لها من فضائل عظيمة، واستجابة لأوامر النبي، ونجد الكثير من الناس يحرصون على قراءة السورة الفضيلة في الوقت الفضيل وهو قيام الليل، قد وصفت الآيات الأولى من سورة البقرة المؤمنين ومن ثم وصفت المنافقين، وتسمى آخر آيات السورة بالنور فهكذا سماها الرسول عليه السلام، فقد حثت الآيات على توجه المسلمين للتوبة والإنابة إلى الله تعالى والنصرة على الكافرين، إذ تضم سورة البقرة جزأين وربع، وخمسة أحزاب، وترتيبها كالتالي:[١]
- يبدأ الحزب الأول من سورة الفاتحة إلى الآية (74) من سورة البقرة.
- يبدأ الحزب الثاني من الآية (75) إلى الآية ( 141) من سورة البقرة.
- يبدأ الحزب الثالث من آية ( 142) إلى آية (202) من نفس سورة البقرة.
- يبدأ الحزب الرابع من آية ( 203) إلى آية ( 252).
- يبدأ الحزب الخامس من آية ( 253) إلى آية (14) من سورة آل عمران.
طريقة قيام الليل بسورة البقرة
يعد قيام الليل سنة مؤكدة سواء أكان في أول الليل أو أوسطه أو آخره، لكن الأفضل في آخره وهو الثلث الآخير من الليل، وأما عن كيفية القيام فيمكن تلخيص أحكامه في ما يلي:[٢]
- عدد الركعات: لم يرد في الشرع عدد معين من ركعات قيام الليل، علمًا بأن الاقتداء بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل، إذ كان يصلي 11 ركعة، أو 13 ركعة، إلا أنه كان يكثر من الصلاة 11 ركعة.
- كيفية الآداء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي 11 ركعة، ويسلم من كل اثنتين، فكان عليه السلام يطيل القرءة والركوع والسجود، وكان يستفتح بركعتين خفيفتين، وإذا صلى اثنتين وأوتر بواحدة أو صلى تسليمتين وأوتر بالخامسة أو صلى ثلاث تسليمات وأوتر بالسابعة أو صلى أربع تسليمات وأوتر بالتاسعة فلا حرج في ذلك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: [أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلَامُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى][٣]، فالأفضل في ذلك أن يصلي 11 ركعة ويسلم من كل اثنتين، ويقرأ ما تيسر من القرآن الكريم بالترتيل والتدبير، وثم يوتر بواحدة، فأن زاد أو نقص يجوز ذلك.[٤]
- قراءة القرآن: لا يجب على العبد الالتزام بسور محددة سواء أكانت من أول القرآن أو أوسطه أو آخره، أو يمكنه تنظيم ختمه فيبدأ من أول القرآن الكريم حتى نهايته ثم يعود، فيجب عليه القراءة بترتيل وصوت واضح ليستفيد كل من سمعه، فقال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[٥]، فيستحب السؤال عند آيات الرحمة، والتعوذ عند آيات الوعيد، والتسبيح عند آيات التسبيح في تهجده، فهكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.[٢] ويجوز أيضًا قراءة سورة البقرة في صلاة قيام الليل، فثبت في الصحيح الأمر بقراءة سورة البقرة في الحديث التالي: [اقرؤوا القرآنَ ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه ، اقرؤوا الزهْرَاوينِ : البقرةَ وآلَ عمرانَ ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما ، اقرؤوا سورةَ البقرةِ ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ ، وترْكُها حسرةٌ ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ][٦]،ويجوز أيضًا بأن تقرأ سورة البقرة بعضها في صلاة قيام الليل والبعضها خارجها، فالقلب هو محمل النية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كُتِبَتْ له حَسَنَةً][٧] .[٨]
الوسائل المعينة على قيام الليل
تعد صلاة قيام الليل من أثقل العبادات على الأنفس وأشدها على القلب وأصعبها على الأبدان إلا من يسرها الله تعالى عليه، فتوجد عدة أمور لو تمسك العبد بها ليسر عليه قيام الليل، ومن هذه الأمور:[٩]
- ألا يكثر الإنسان من تناول الطعام والشراب في ساعات متأخرة من الليل فيثقل عليه القيام، إذ يثقل البدن ويسبب النعاس والخبل.
- أن لا يرهق نفسه أثناء النهار في بعض الأعمال التي تعيا بها الجوارح فتضعف الأعصاب مما يجلب النوم، ويحبب أخذ قيلولة خلال النهار كما حثنا النبي صلى الله عليه وسلم.
- تجنب المعاصي والآثام، فقيام الليل توفيق من الله تعالى لا يتاح للعبد العاصي؛ لأن من أحسن في النهار يوفق في الليل، فقد جاء في الأثر أن رجلًا سأل الحسن البصري فقال: يا أبا سعيد، إني أبِيتُ معافىً، وأحب قيام الليل، وأُعِد طَهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن البصري: قيَّدتْك ذنوبك.
- الابتعاد عن فضول الكلام والنظر، فإن ذلك يقسي القلب ويبعد عن الرب.
- المداومة على ذكر الله تعالى، فكثرة الذكر حياة للقلب.
- أكل الحلال والابتعاد عن المحرمات، فقال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ][١٠]
- سلامة الرزق من الكسب الحرام وسلامة القلوب من الحقد على البشر ومن هموم الدنيا والبدع؛ لأن القلب ينشغل بالله تعالى فقط.
- الخوف الذي يلازم القلب دائمًا.
- التذكر الدائم بالقبر والظلمة والوحشة، فإن ذلك يهوِّنُ عليك القيام في ظلمات الليل.
- قراءة فضائل قيام الليل مما يهوّن على القلب الاستيقاظ ليلًا في سبيل كسب الجزاء الذي أعدّه الله جل وعلا لعباده القائمين في الأسحار.
فضائل سورة البقرة
توجد العديد من الفوائد والفضائل لقراءة سورة البقرة يوميًا، منها:[١١]
- تشفع لقارئها يوم القيامة.
- تطرد الشيطان من المنزل ثلاث ليالٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن الرسول صلى عليه وسلم قال: [لا تجعَلوا بُيوتَكم مقابرَ، وإن البيتَ الذي تُقرَأُ فيه سورةُ البقرةِ لا يدخُلُه شيطانٌ][١٢].
- رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: [اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي][١٣]، وهنا ينبغي الإشارة إلى أن البركة عامة في المال والأهل والبال والصحة والوقت، والحسرة تكون على فوات الأجر لمن لم يقرأها، وأما البطلة فتعني السحرة أي أن قراءة سورة البقرة تحمي القارئ من المس والسحر والعين.
- آخر آيتين من سورة البقرة لهما فضل كبير في رفع الكرب عن المسلم وحفظه من أي مكروه، وروى البخاري عن أبي مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [من قرأَ الآيتينِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتاهُ][١٤].
القصص التي وردت في سورة البقرة
ذكرت سورة البقرة مواضيع وقصص عديدة، منها:[١١]
- قصص الخلافة في الأرض وسجود الملائكة لآدم عليه السلام ومخالفة الشيطان لأوامر لله تعالى
- قصة بني إسرائيل وكيفية نجاتهم من فرعون، وكيف طلبوا الطعام والشراب من سيدنا موسى عليه السلام.
- بينت قصة الرجل الصالح عندما مرّ على قرية خاوية ثم أماته الله وأحياه.
- ذكرت قصة سيدنا آدم عليه السلام وحواء.
- ذكر قصة سيدنا إسماعيل وإبراهيم عليهم السلام.
- قصة سيدنا إبراهيم مع الملك.
- قصة البقرة الصفراء.
- ذكرت تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة.
- ذكر قصة طالوت وجالوت وقصة أصحاب السبت.
المراجع
- ↑ "كم عدد آيات سورة البقرة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "كيفية قيام الليل"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 990، صحيح.
- ↑ "عدد ركعات صلاة الليل"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المزمل، آية: 4.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 1165، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 130، صحيح.
- ↑ "قراءة سورة البقرة في قيام الليل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الوسائل المعينة على قيام الليل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 51.
- ^ أ ب "عجائب قراءة سورة البقرة كل يوم"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2019.
- ↑ رواه ابن العربي، في أحكام القرآن، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/15، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 8908 ، صحيح.