دعاء دخول عام جديد

دعاء دخول عام جديد
دعاء دخول عام جديد

هل يجوز تخصيص دعاء لدخول عام جديد؟

عند دخول عام جديد، تجد نفسكَ تجتهد بالبحث عن أدعية تدعوها لأخيكَ، من باب التّهنئة بالعام الجديد، وللشّرع في هذا الأمر نظرة، إذ لم يرد دليل شرعي على تخصيص أدعية بعينها لبداية العام جديد، ولم يأتِ السّلف بمثل هذا الأمر، والأولى ترك تخصيص أدعية بعينها لبداية العام الهجري أو الميلادي الجديد، أمّا إذا ابتدأك أحد بالتّهنئة بالعام الهجري الجديد، كأن يقول لكَ: "نهنّئكَ بهذا العام الجديد"، تستطيع الرّد عليه بقولكَ: "هنّأكَ الله بخير، وجعله عام خير وبركة".[١]


ما حكم التهنئة بالعام الجديد؟

لا حرج في الرّد على من هنّأّكَ بالعام الهجري الجديد، والأولى تركها، فلا تكون أنتَ البادئ بالتّهنئة، فلا وجود لمثل هذا الأمر عند السّلف الصّالح، ولكن إن بادركَ به أحدهم، ردّ عليه بالخير، من باب رد الكلام الطّيب بمثل جنسه، ولا يُعد الرّد على من هنّأكَ ببداية العام الهجري الجديد من البِدَع، بل هو من محاسن العادات، وطيب الأخلاق، فهو لا يُقصد به العبادة، والأولى تركها، وأن لا تبدأ بها أحدًا،[١]أمّا تبادل التّهاني ببداية العام الميلادي فلا يجوز للمسلمين، كما لا يجوز الاحتفال به، لما لهذين الأمرين من تشبّه بغير المسلمين، وقد نهانا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن التشبّه بالكفّار، في قوله: [مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ][٢].[٣]


قد يُهِمُّكَ

محرّم هو أوّل شهر من أشهر السّنة الهجريّة، وفيه تتأذّن بدايتها، ولهذا الشّهر مكانة عظيمة في الإسلام، وعليكَ أن تحترم هذا الشّهر، وتجتهد فيه بسائر الطّاعات، وأنواع العبادات، فهو من أشهر الله الحُرُم التي بدأ الله سبحانه وتعالى خلق السّموات والأرض، إذ يسمّى شهر الله الحرام، فقد عظّم الله هذا الشّهر بإضافة اسمه جلّ وتبارك إليه، في دلالة على مكانته، وعلو منزلته، وتستطيع أن تستغل هذا الشّهر بصيامه عمومًا، فقد قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: [أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ][٤]، وعلى وجه الخصوص صيام عاشوراء الذي يعد من الأمور المستحبّة، وليست الواجبة، وفي فضله قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه: [ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ][٥]، والأفضل أن تصوم يومًا قبله ويومًا بعده، مع استطاعتكَ أن تصوم يوم عاشوراء وحده، ويكون صيامكَ صحيح، ولكّ الأجر على صيامه.[٦]

وممّا سبق تستطيع أن تستنبط أنّ استقبال عام جديد يكون بالطّاعات، والاجتهاد بالعبادات، والنّدم على التّقصير فيها بالأيّام السّابقة، وترك الذّنوب، والتّوبة عنها، فجميع الأيّام ستنقضي، ولا يبقَ لكَ منها إلاّ طاعة الله تعالى، ورسوله الأميّ عليه الصّلاة والسّلام، واجتناب ما نُهيت عنه في القرآن والسنّة، فذلكَ أفضل ما تستقبل به عامكَ الجديد،[٦]وعليكَ أن تتفاءل وتستبشر بالخير، وتبدأ العام الجديد بروح جديدة، ومجاهدة النّفس، وتحدّيها بالابتعاد عن الذّنوب والمعاصي.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "حكم التهنئة بالعام الهجري"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4031، حسن صحيح .
  3. "حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة الميلادية"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، صحيح.
  6. ^ أ ب "هكذا نستقبل العام الجديد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
  7. "المنهج الرشيد في استقبال العام الجديد "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :