محتويات
التقويم الهجري
تعرف الأشهر الهجرية وفق ترتيبها الزمني بالتقويم الهجري، أو التقويم الإسلامي، أو التقويم القمري، وقد سمي بهذا الاسم لأنها السنة التي هاجر فيها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، أي أنّ عام الهجرة هو مرجع أول عام هجري، وقد وافق اليوم الأول من التقويم الهجري الثاني عشر من ربيع الأول، وبالميلادي وافق الرابع والعشرين من سبتمبر أيلول عام 622، وإذا أرجعنا التقويم على اعتبار أن شهر محرم هو الأول زمنيًا فإن الأول من محرم سنة 1 هجري يوافق 16 تموز يوليو عام 622، وتجدر الإشارة إلى أن التقويم الهجري يُعرف بالتقويم القمري؛ لأنه يعتمد على إتمام القمر دورة كاملة حول سطح الأرض وتستغرق 354 يومًا تقريبًا، مما يعني أن العام الهجري مكون من 354 يومًا.[١]
بعد مضيّ ست سنوات على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، استلم خلافة المسلمين الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوجد الخليفة الفاروق أن الدولة الإسلامية تحتاج تقويمًا يحكم شؤونها ويسير أمورها، لا سيما في ظل اختلاف التقاويم السائدة في الدول المجاورة، فمثًلًا كان الساسانيون في بلاد فارس يستخدمون تقويمًا خاصًا بهم يبدأ من تاريخ انضمام آخر ملوكهم وهم يزدغيرد الثالث، وفي مصر ساد التقويم القبطي، وفي سوريا ساد التقويم الروماني لوليان، وعليه فكان لا بد لدولة الإسلام أن تنفرد هي أيضًا بتقويم خاص بها، وعليه اعتمد عام هجرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو العام الذي حقق فيه المسلمون أول استقلال ديني وسياسي، وتجدر الإشارة إلى أن السنة الهجرية أقل من الميلادية أو الشمسية بنحو 11 يومًا، وهذا يفسر صعوبة تحويل التاريخ من نظام إلى آخر.[٢]
قصة اعتماد التقويم الهجري
لم يكن اعتماد التقويم الهجري فكرة طارئة في ذهن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بل إنه حلًّا لمشكلة قائمة جرّاء ورود خطابات مختلفة بتواريخ معينة دون سنة، فالتبس الأمر على أصحابه فلا يعرفون أي شهر يقصدون هل في السنة الحالية أم الماضية، وعليه جمع الخليفة عمر بن الخطاب أصحابه ليتشاوروا في الأمر، فاقترح بعضهم اعتماد ميلاد رسول الله، واقترح آخرون تاريخ وفاة رسول الله، لكن الإجماع كان على أبرز حدث في تاريخ الدولة الإسلامية وهو الهجرة كما ذكرنا سابقًا، لأنها فرقت بين الحق والباطل، وأعلت دولة الإسلام والدين الإسلامي، فاستشار عمر رضي الله عنه عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب فأقروا الاقتراح، وبالفعل اعتمد التاريخ سنة 17 هجري، أي بعد سنتين ونصف من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعتمد شهر محرم ليكون الأول في السنة وظل الوضع على ما هو عليه حتى يومنا الحاضر.[٣]
ترتيب الأشهر الهجرية
ورد في كتاب الله جل وعلا أن عدد الشهور عند الله 12 شهرًا، فقد قال جل وعلا: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36]، ومما لا شك فيه أن العرب عرفوا التقويم قبل الإسلام لكنهم اختلفوا في أسمائها وعددها، وعدد أيامها فتفرّقت كل قبيلة بما يهوى لها، وقرروا ذات مرة تثبيت أسماء الشهور وأعدادها لتوحيدها بين القبائل، فاجتمعوا عند جدّ النبي الخامس كلاب بن مرة، ثم اعتمدوا الأشهر التي نعرفها حاليًا، وبقي الوضع على ما هو عليه بعد دخول الإسلام، وهي على الترتيب:[١]
- محرم: أو الشهر الحرام فهو من الأشهر الحرم أي التي حرّم الله فيها القتال.
- صفَر: وقد سميّ بهذا الاسم لأن القبائل العربية كانت تترك بيوتها صفرًا خالية لا أحد فيها ويخرجون إلى الحروب، وقيل لأنهم كانوا لا يتركون أي متاع للعدو بعد انتصارهم عليه.
- ربيع الأول: اشتق اسمه من بداية فصل الربيع في ذلك الزمن.
- ربيع الآخر: هو تتمة لفصل الربيع.
- جمادى الأول: سمّي بهذا الاسم لأنه جاء في الشتاء فكان الانجماد يصيب الماء نتيجة البرد القارص.
- جمادى الآخر: تتمه للشهر السابق وحال الجو الذي ذُكِر.
- رجب: سمي من حالة رجب الرماح، بمعنى نزع النصل منها كنايًة عن وقف القتال؛ فهو من الأشهر الحرم.
- شعبان: اختلف في شأن تسميته، فقيل أنه مشتق من تشعب القبائل العربية استعدادًا للقتال من جديد، وقيل بل لأن الماء فيه قليل جدًا فكانت القبائل العربية تتشعب بحثًا عنه.
- رمضان: تزامن وقت مجيئه لأول مرة مع موجة الحر الشديدة، فالرمض هو حر الحجارة من أشعة الشمس الحارقة.
- شوَّال: نسبة إلى تشوّل الإبل أي ضعفها وجفاف لبنها.
- ذو القعدة: نسبة إلى قعود العرب عن القتال، وهو من الأشهر الحرم.
- ذو الحجة: هو الشهر الأخير من العام الهجري، سمّي بهذا الاسم نسبة إلى فريضة الحج علمًا أن العرب كانوا يحجون قبل الإسلام.
استخدام التقويم الهجري
وَجَبَ اعتماد التقويم الهجري في جميع دول العالم الإسلامي؛ لأنه يرتبط بشعائر ومناسك عديدة منها فريضة الصيام في شهر رمضان المبارك، وأول أيام عيد الفطر في غرّة شوال، والحج في العاشر من ذي الحجة، وغير ذلك، إلا أن لا يسري إلا في بعض الدول مثل دول الخليج، والمملكة العربية السعودية فهو معتمد رسميًا في كل الدوائر الرسمية والحكومية، في حين أن بقية الدولة الإسلامية والعربية تعتمد على التقويم الميلادي ومنها: مصر، الأردن، فلسطين، المغرب، لبنان، وغيرها، فيما يعتمدون على التقويم الهجري لتحديد المناسبات الدينية.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت السيد عبد الفتاح (15-4-2018)، "ترتيب الأشهر الهجرية وما هي أسماء شهور السنة الهجرية وكيف ولماذا هذه الأسماء"، مجلتك، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "معادلة تحويل التاريخ من هجري الى ميلادي"، المرسال، 19-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.
- ↑ لؤي علي (14-10-2015)، "ننشر كيفية بدء التاريخ الهجرى.. أنشأه عمر بن الخطاب ويتكون من 12 شهرا.. الرسول لم يهاجر بشهر محرم بل كانت هجرته فى ربيع الأول.. وننشر معانى أسماء جميع الشهور"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.