ظاهرة انشقاق القمر

ظاهرة انشقاق القمر
ظاهرة انشقاق القمر

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

يعرف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بأنه إخبار الآيات القرآنية في مواضع عديدة عن حقائق كونية علمية لم تكن معروفة في وقت نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 سنة، وأثبتت صحتها ومصداقيتها الدراسات العلمية الحديث، وبُني عليها وفق ما جاء في النص القرآني، وهو ما يثبت أن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، وأن الله هو خالق كل شيء يتصرف فيه كيف يشاء، وصانع الشيء هو أعلم الناس بصنيعته، كما يثبت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله الصادق الأمين وما ينطق عن الهوى بل هو نبي يوحي إليه.[١] وتجدر الإشارة إلى أن الحقائق العلمية تعددت في 750 آية قرآنية، مع العلم أن القرآن كتاب هداية بالأصل لا كتاب طب أو هندسة أو علوم، ولكنه حوى هذه الإشارات كدليل وبرهان لمن لم يؤمن بعد، قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ"[٢]، والآيات التي سيريها الله لعباده لا تقتصر على جيل معين في فترة زمنية معينة، بل تشمل جميع الأزمان والأجيال لأن القرآن صالح لكل زمان، ومن الإعجاز العلمي ظاهرة انشقاق القمر وهي محور حديثنا في هذا المقال.


ظاهرة انشقاق القمر

هي ظاهرة فلكية سماوية غريبة تعرف باللغة الإنجليزية Splitting of the moon، وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر صريح لها في مطلع سورة القمر إذا قال جل وعلا في محكم تنزيله: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ" [القمر:1]، وقد يتعذر على العقل البشري في يومنا الحاضر تصديق الحادثة، ولكن المعجزة يعجز عنها بنو البشر، وهي أمر حسي خارق للعادة والمألوف يظهره الله على يد أنبيائه بعد أن يتحداهم الكفار فتكون حجًة عليهم.[٣]

سبب انشقاق القمر

لم يجد العلم الحديث سببًا علميًا منطقيًا حول ظاهرة انشقاق القمر، فيما ورد في مصادر التشريع الإسلامي الحادثة ما هي إلا معجزة أجراها الله جل وعلا تصديقًا لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما طالبه كفار قريش بأمور تعجيزية بقصد العناد والتكذيب ليس إلا، فأيده الله بنصر من عنده وشق القمر وجعله نصفين أحدهما من وراء حِراء وثانيهما من أمامه، وفي هذا المقام روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اشْهَدُوا" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٤]، وتجدر الإشارة إلى أن التكذيب والتعنت وصل في أهل قريش إلى اتهام الرسول بالسحر رغم أنهم طالبوه بذلك، فنزلت الآية الثانية من سورة القمر: "وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ"[٥]، وقد تنبه بعض عقلاء قريش إلى أن السحر لا يطول كل الناس، فأرادوا التأكد من الركبان المسافرين وبالفعل توجهوا إلى مخارج مكة، وانتظروا الناس ليسألوهم عن الحادثة، وكانوا يؤكدون لهم أنها حصلت واستمرت بضع ساعات ثم التحم القمر من جديد، فآمن البعض وكفر آخرون؛ فنزلت آيات أخرى من السورة: "وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ، وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ، حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ"[٦][٣][٧]


ظاهرة انشقاق القمر علميًا

نجد كثير من الكفار وغير المسلمين ينتقدون حادثة انشقاق القمر، ويروّجون إلى كونها مجرد أكذوبة وخدعة حاشا لله، ولا يمكن الاستناد على الحجج والبراهين الورادة في مصادر التشريع الإسلامي لإقناعهم، لأنهم أصلًا غير مؤمنين بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وعليه فإن الدلائل العلمية قد تكون أكثر جدوى في هذه الحالة لأنها تنطوي على سرد دليل مادي ملموس، ومنها:

  • وجود شقوق طويلة على سطح القمر، وقد كشف علماء مختصون من وكالة ناسا وجود شق بطول مئات الكيلومترات على سطح القمر، ثم كشفوا عن تشققات متفاوتة لم يجدوا لها تفسيرًا علميًا منطقيًا، رغم أن البعض رجح كونها ناتجة عن بعض الحمم المنصهرة إلا أنها مجرد تأويلات مرفوضة لأن الحمم التي تتدفق على الأرض لا تشبه هذه الحمم.، كما أنه لا يوجد أي أثر لانهيار أو تحطم.
  • وجود ما يشبه وصلات اللحام بين التشققات، ليبدو للناظر كأنه أمام سطح معدني تشقق ثم التحم، وهي وصلات ملساء ناعمة صنعت بإتقان، وفي هذا المقام شبه البعض ظاهرة انشقاق القمر بصدمة كهربائية عنيفة تشبه ضربة البرق نتيجة وجود شحنات كهربائية قادمة من الفضاء الخارجي اقتربت من القمر، وأحدثت فيه ضربة شعاع البرق فنتج عنها شقوق التحمت في ما بعد بواسطة التيار الكهربائي ذاته.
  • الشقوق الموجودة على سطح القمر بأطراف حادة وكأنها قطعت بأداة حادة.[٣]

[٨][٩]

ظاهرة انشقاق القمر تاريخيًا

يدعي كثرون أن ظاهرة انشقاق القمر ذكرت في المصاد الإسلامية فحسب، ولكن الثابت أنها وردت في المصادر التاريخية على النحو التالي:

  • ذكر أهالي مقاطعة مالابار الواقعة جنوب غرب الهند ذكروا أن ملكًا من ملوكهم شاهد الظاهر وارتحل إلى مكة ليعتنق الإسلام.
  • ذكر مؤرخ ألماني أن ملكين من الملوك رحلوا إلى مكة في عام الحادثة، وقد تعددت أسماؤهم حسب المصادر فجاء في بعضها أنهما "شكرواتي فرما"، و"شيرامان بيرومان".
  • وجود مخطوطة فارسية تحتوي على صورة رجال يشيرون إلى قمر منقسم في السماء وذلك في مطلع القرن السابع الميلادي.
  • وجود معبد في الصين كتب عليه أنه بني في عام انشقاق القمر.[٣]

[٨]


المراجع

  1. صلاح الدق (26-3-2017)، "الإعجاز العلمي في القرآن"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
  2. سورة فصلت، آية: 53.
  3. ^ أ ب ت ث محمد عطوي (15-8-2012)، "انشقاق القمر ذكره القرآن وأثبته العلم"، alkhaleej، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
  4. "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
  5. سورة القمر، آية: 2.
  6. سورة القمر، آية: 3-4.
  7. محمود طه (17-5-2017)، " لماذا أراد الرسول أن ينشق القمر ؟"، masrawy، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
  8. ^ أ ب "الأدلة العلمية والشرعية على انشقاق القمر"، quran-m، 14-6-2010، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
  9. عبدالدائم الكحيل، "هل صحيح أن علماء وكالة ناسا اكتشفوا أن القمر قد انشق نصفين؟"، kaheel7، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.

فيديو ذو صلة :