الكعبة المشرّفة
تقع الكعبة المشرّفة في مركز الكرة الأرضية، وتحديدًا في منتصف المسجد الحرام في مدينة مكة المكرّمة في المملكة العربية السعودية، وتتخذ شكلًا مُكعبًا ومربعًا ولهذا السبب سُمّيت بالكعبة، ويُقال أيضًا لعلوها ونتوئها، وتُعدّ مكانًا هامًا بالنسبة للمسلمين في شتى أنحاء العالم؛ إذ يؤدون فيها فريضة الحج التي تُعد أحد أركان الإسلام الخمسة، فيطوفون حولها لتأدية شعائر الحج والعُمرة، لقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [١]، وهي القبلة التي يتوجه لها المسلمون في صلاتهم، ويُعدّ المسجد الحرام أيضًا أول بيت مبارك وضعه الله تعالى للناس لعبادته [٢][٣]، كما ورد في قول الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}[٤]. تتكون الكعبة المُشرّفة من عدّة أجزاء هامّة وهي: حجر إسماعيل، والحجر الأسود، والشاذروان، والملتزم، ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، وباب الكعبة، والركن اليماني، وكذلك توجد في الكعبة معالم مرتبطة فيها لكنّها تقع في محيطها ومنفصلة عنها؛ ومنها مقام إبراهيم، وبئر زمزم، والصفا والمروة [٥].
أول من بنى الكعبة
يُقال بأن أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام بمساعدة الملائكة الكرام، ثم أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة مجددًا بعد عدّة قرون، وساعده ابنه إسماعيل عليه السلام، فكان ينقل له الحجارة وسيدنا إبراهيم عليه السلام يبني حتى أصبح بناءً شامخًا وعاليًا، فقد ورد في قول الله سبحانه وتعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}[٦]، ثم مرّت الكعبة بعدّة مراحل لبنائها نجملها بالآتي [٥]:
- قبيلتي العماليق وجرهم: تصدّع البناء بعد مدة من الزمن بفعل عوامل الجو، وكانت قبيلتي العماليق وجرهم يرممون ويصلحون الأضرار الناتجة.
- قبيلة قريش: في عام 605 ميلادي أي قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قررت قبيلة قريش إعادة بناء الكعبة بناءً أكثر متانةً، وقد زادت على طولها ما يُقارب 9 أذرع ليصبح طولها 19 ذراعًا، وأغلقوا الباب الغربي تمامًا ليصبح للكعبة بابًا واحدًا من الجهة الشرقية، وسقفوها لأول مرة.
- في عهد عبدالله بن الزبير رضي الله عنه: اخترقت الكعبة فهدمها عبدالله بن الزبير رضي الله عنه حتى وصل إلى قواعد إبراهيم، ثم أعاد بناءها مع مراعاة إدخال حجر إبراهيم في البناء، ولكنه زاد على ارتفاعها 10 أذرع أخرى، وفتح لها بابين من الجهتين الشرقية والغربية.
- في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان: أمر الخليفة بإعادة بناء الكعبة كما بنتها قريش، فأزال الحجر، وهدم الجدار الشمالي، وفتح لها بابًا واحدًا، ولكنه تركها على الارتفاع الذي بناه الزبير.
- في العهد العثماني: تدّمر الجدار الشمالي للكعبة بالإضافة إلى أجزاء من الجدارين الشرقي والغربي بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت على مكة المكرمة، فأمر السلطان مراد خان الرابع بإعادة بنائها.
- في نهاية عام 1239: أمر محمد علي باشا بتنظيف محيط الكعبة من آثار السيول كالرمال المتراكمة، وإجراء عمليات إصلاح وترميم للكعبة.
- في العهد السعودي: قام الملك سعود بأعمال ترميم واسعة شملت كل من: إعادة ترميم جدران الكعبة، والرخام المحيط بالجدران، بالإضافة إلى ترميم الدرج الذي يوصل إلى سطحها، وتجديد بناء السقف الأعلى والأدنى.
- تجديد البناء في عام 1997 ميلادي: شمل تجديد الكعبة كليًا من الداخل، من السقف، والأرضيات، ورخام السطح، وجدار حجر إسماعيل عليه السلام، والأعمدة الثلاثة.
أسماء الكعبة المُشرّفة
للكعبة المشرفة عدة أسماء تعرف بها وهي:
- البيت الحرام: كما ورد في قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[٧]
- المسجد الحرام: فقد ورد في قوله تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ}"'[٨] فالمراد بالبيت الحرام هنا الكعبة المُشرّفة
- البيت: والدليل ورد في قول الله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[٩]
- البيت المعمور: فقد ورد في قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}{سورة الطور: 4}
- البيت المحرم: قال تعالى: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} [١٠]
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية: 27.
- ↑ "الكعبة المشرفة"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
- ↑ ""الكعبة المشرفة".. قبلة المسلمين ومركز الكون (1من2)"، لها ون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 96.
- ^ أ ب "الكعبة المشرفة.. بيت الله الحرام"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 127.
- ↑ سورة المائدة، آية: 97.
- ↑ سورة البقرة، آية: 144.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 97.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 37.