محتويات
شرح حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ][١].
وقال بعض العلماء في تفسير هذا الحديث مثل الإمام النووي أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم القوي، أي القوي في دينه وعبادته وتقواه لله عز وجل، أما المؤمن الضعيف، فيُقصد به وهو المُقّر في بعض جوانب العبادات في الدين.[٢]فيُعد المؤمن القوي خير من الضعيف، لأن الانسان التقي أفضل بالطبع من المُقصّر والمتواني، وبعد ذلك قيل ، ، وفي ذلك دلالة على أن المسلم لا تخلوا أعماله من الخير وطاعة الله، وإن بدر منه أي تقصير.[٢]
وقال ابن عثيمين في ذلك، أنالمؤمن القوي يكون قويًا بإيمانه، فالقوة الجسدية قد يستعملها الفرد في معصية الله، وبالتالي تسبب له الضرر لا المنفعة، فالأصل أن قوة البدن غير محموجة ولا مذمومة، وتُحمد أو تُذم تبعًا لاستخدامها، فالمؤمن صاحب الإيمان القوي، تدفعه قوة إيمانه على الزيادة في الطاعات، وذي الإيمان الضعيف، يُقصّر في الواجبات ويمكن أن يقترف بعض المحرمات، أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [وفي كل خير]، لئلا يتوهم أحد من الناس أن المؤمن الضعيف لا خير فيه، بل المؤمن الضعيف فيه خير، فهو خير من الكافر طبعًا.[٣]
صفات المؤمن القوي
يوجد فرق عظيم بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف، لا بد لك عزيزي القارئ أن تعرفه جملة وتفصيل، حتى تكون مثال للمؤمن القوي، وتتجنب ما يجعلك ضعيف الإيمان، فالمؤمن القوي قوي بإيمانه، وذلك بامتلاكه للعلم والبصيرة والخوف من الله، فيصبح قادرًا على أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وينشر المعروف والخير ويدفع الأذى عن الناس، غكلما قوي إيمانه زادت أعماله الصالحة، وكلما ضعف الإيمان قلت أعماله الصالحة الخالصة لوجه الله، فالمؤمن القوي يسعى إلى نُصرة الدين وتعظيم الله. أما المؤمن الضعيف هو فهو ضعيف البصيرة، وضعيف الخوف من الله، ولهذا فهو يقترف المعاصي.[٤]
قد يُهِمُّكَ: أهمية القوة في الدين
إن القوة في الدين أمر لا بد منه، وقد أمر الله سبحانه تعالى نبيه موسى بذلك في قوله تعالى: {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا}[٥]، وقال لبني إسرائيل في كتابه الكريم: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}[٦]، ووصف الله تعالى نبيه داوود بأنه قوي في الدين فقال: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[٧]، وخاطب فيها يحيى عليه السام، منذ أن كان في المهد صبيًا لينشأ على الجذ والعزم والقوة في التمسك بالدين منذ أن كان في الثالثة من عمره ، قال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}[٨]. ولا بد لك أن تعلم عزيزي القارئ أن الأمة في وقتنا الحالي بحاجة ماسة إلى قوة الدين والإيمان لتئدية حق الله عليهم على أكمل وجه.[٩]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2664، صحيح.
- ^ أ ب "حديث المؤمن القوي خير وأحب إلى الله.."، موقع فضيلة الشيخ خالد بن عثمان السبت، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-10. بتصرّف.
- ↑ "شرح حديث أبي هريرة: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-10. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف"، السؤال: كيف يكون المؤمن قوي الإيمان؟، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-10. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:145
- ↑ سورة الأعراف، آية:171
- ↑ سورة ص، آية:17
- ↑ سورة مريم، آية:12
- ↑ " القوَّة في الدِّين.. كيف نراها واقعاً في حياتنا..؟"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-10. بتصرّف.