محتويات
أحاديث عن تحريم الأغاني
أغانٍ أو أغنيات، جمع "أغنية"، وهي ما يُغنى بالكلام، وما يُترنَّم به من كلمات وشعر وقصائد، وعادة ما ترافقها الموسيقى، إذ نرى العديد من الأشخاص الذين يستبدلون ما هو خير بسماع المزامير والموسيقى وأشكال اللهو كافّة، كما وردت بعض الأحاديث التي حرّم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الأغاني من خلاها، ومنها ما يلي:[١]
- عن أبي مالك الأشعري، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ][٢] ففي الحديث أدلّة على تحريم آلات العزف والطرب، وكلمة "يستحلّون"، فيها تصريح واضح بأنّ المذكورات في الحديث ومن ضمنها المعازف مُحرّمة شرعًا، أمّا بالنسبة للمعازف، فهي عبارة عن الطّبل والعود والطنبور، وغيرها من الأدوات المُستخدمة.
- قال ابن القيّم: قالَ رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [إنما نَهيتُ عن صوتينِ أحمقينِ فاجرينِ، صوتٍ عندَ نغمةِ لَهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ، وصوتٍ عندَ مصيبةٍ، لطمِ الخدودِ وشقِّ الجيوبِ، ودعاءٍٍ بدعوى الجاهليةِ][٣] فقد وضّح النبيّ الكريم أنّ أحد هذين الصوتين هو الغناء المُحرّم الصادر عند اللهو والّلعب، وزاد في ذمّه وانتقاصه؛ فألحقه بـ "مزامير الشيطان"؛ وبالنَسَبِ إلى الشيطان دلالة على التحقير والذم والانتقاص.
- قالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [صَوتانِ ملعونانِ، صَوتُ مزمارٍ عند نِعمةٍ، وصَوتُ وَيلٍ عند مصيبةٍ][٤],
آيات قرآنية عن تحريم الأغاني
جاء الله سبحانه وتعالى بآيات تحريم الأغانيّ في العديد من المواضع في القرآن الكريم، والتي قد يجهلها الكثير، فلا يوجد شك في حُرمة هذه الأغاني لأنّ العلماء أجمعوا وناقشو مثل تلك الأحكام بعد الاجتهاد والبحث والتفسير، فيما يلي بعض تلك الآيات:[٥]
- قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}[٦] إذ قال ابن مسعود رضي الله عنه: [هو الغناءُ والَّذي لا إلهَ إلَّا هو ، يُردِّدُها ثلاثَ مرَّاتٍ][٧].
- قال تعالى: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ}[٨] فعن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه قال: قال ابن عبّاس رضي الله عنه: [وَأَنتُمْ سَامِدُونَ قال الغناءُ][٩].
- قال تعالى: {وَاستَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ}[١٠] قال مجاهد: بصوتك: أيّ الغناء والمزامير.
- قال تعالى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}[١١] قال محمد بن الحنفية: "هو الغناء".
- قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}[١٢] إذ قال بعض علماء المسلمين إن المكاء يعني التصفيق، والتصدية هي الصفير، وفي هذه الآية وصف الله تعالى الكافرين والمُشركين بهذه الصّفات.
مَعْلومَة: هل توجد أدلة على أن الأغاني حلال؟
بالتأكيد جميع تلك الأدلّة التي ذكرناها في الأعلى جاءت لتحريم الأغاني والمعازف كافّة، وجميعها أدلّة ثابتة وصحيحة من القرآن الكريم والسُنّة النبويّة الشريفة، عدا عن إجماع علماء الأمّة على وجود العديد من الأدّلة في تحريم مثل تلك التصرّفات، فالإجماع يُعد مصدرًا من مصادر التشريع الإسلامي، كما أنّه حُجّة شرعية مُلزمة لا يجوز لأحد مخالفتها، ويجدر بنا القول إنّ العلماء اعتمدوا بأقوالهم على تلك الأدلة الصحيحة، إذ أجمع العديد منهم، من كافّة المذاهب الأربعة، وكانت أقوال البعض كالتالي:[١٣]
- ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله: "الأوتار والمعازف، كالطُّنْبُور والعُود والصَّنْج .. وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسَّفاهة والفُسوق، وهذه كلُّها محرَّمة بلا خِلاف، ومَن حكى فيه خلافًا فقد غلط أو غلب عليه هَواه، حتى أصمَّه وأعماه، ومنعه هداه، وزلَّ به عن سنن تَقواه".
- أبو الحسين البغوي: "وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيم المزامير والملاهي وَالْمَعَازِف".
- ابن قدامه رحمه الله: "آلَةُ اللَّهْوِ كَالطُّنْبُورِ، وَالْمِزْمَارِ، وَالشَّبَّابَةِ ... آلَةٌ لِلْمَعْصِيَةِ، بِالْإِجْمَاعِ ".
المراجع
- ↑ "أدلة الكتاب والسنة على تحريم الأغاني والملاهي"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:5590، صحيح .
- ↑ رواه ابن القيم، في مسألة السماع، عن لا يوجد، الصفحة أو الرقم:318 ، صحيح.
- ↑ رواه ابن القيم ، في مسألة السماع، عن لا يوجد، الصفحة أو الرقم: 318 ، صحيح.
- ↑ "تحريم الأغاني"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية:6
- ↑ رواه الألباني ، في تحريم آلات الطرب، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:143 ، إسناده صحيح.
- ↑ سورة النجم، آية:61
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عكرمة مولى ابن عباس، الصفحة أو الرقم:7/119، جاله رجال الصحيح.
- ↑ سورة الاسراء، آية:64
- ↑ سورة الحج، آية:30
- ↑ سورة الأنفال ، آية:35
- ↑ "حكم الأغاني وآلات المعازف"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.