حديث عن سب الصحابة
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب أصحابه وقد وردت العديد من الأحاديث في ذلك:[١]
- عن أبو سعيد الخدري أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: [لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ][٢].
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [لا تُؤذُوني في صاحبي فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بعَثني بالهدى ودينِ الحقِّ فقُلْتُم كذَبْتَ وقال أبو بكرٍ صدَقْتَ ولولا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سمَّاه صاحبًا لاتَّخَذْتُه خليلًا ولكن أُخوَّةٌ للهِ ألا فسُدُّوا كلَّ خَوْخةٍ إلَّا خَوْخةَ ابنِ أبي قُحافةَ][٣]
- روى الإمام أحمد في المسند عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[دَعُوا لي أصحابي؛ فوالذي نفْسي بيَدِه، لو أَنفَقْتُم مِثلَ أُحُدٍ -أو: مِثلَ الجِبالِ- ذهَبًا، ما بلَغْتُم أعمالَهم][٤].
حكم سب ولعن الصحابة
كانت شخصيّة الرّسول محمّد عليه الصلاة والسلام مكتملةَ الجوانب وشاملةَ الإحاطة، فكان يولي أصحابه الاهتمام والإشادة تقديرًا منه لما يبذلونه من أرواحهم وأولادهم وأموالهم فداءً لله ورسوله ورسالته، فمن الأحاديث النّبوية الشّريفة ما رواه ابن العباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من سبَّ أصحابي فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعينَ][٥]، فسب صحابة رسول الله من كبائر الذنوب.[٦]
وسب الصحابة أو لعنهم له أكثر من جانب وبالإضافة إلى أن سبهم يعدّ من الكبائر فقد قال بعض العلماء أن من سب أصحاب رسول الله فهو مكذب لله ولرسوله، ويجب أن تقام عليه الحجة، فإذا تاب إلى الله ورجع للحق فإن الله هو التواب الرحيم، وإن تمادى في سبهم ولم يتوب فهو كافر وضال عن الحق، كما قيل بأن من وصف أحد الصحابة بالجبن أو البخل فلا يكفر لهذا السبب فقد لا يكون يعلم الكثير من الدين إلا أنه أتى ما يجب تأديبه عليه.[٧]
مَعْلومَة: ما حكم تكفير الصحابة؟
لا شكّ أنّ من أجمل النّعم التي يمنُّ الله بها على عبده هي الأخلاق والصّحب الصّالحون الذين يمسكون بيد بعضهم البعض نحو درب الرشاد ويتعاونون على البرّ والتّقوى، ويمنعون بعضهم عن ارتكاب الفواحش ووساوس الشّيطان، ولعلّ لنا في صحابة الرّسول صلى الله عليه وسلم عظيم القدوة بذلك، ويُقصدُ بلفظ الصّحابة أصحاب الرّسول صلى الله عليه وسلم وتحديدًا الذين آمنوا به وصدّقوا رسالته وماتوا على ذلك، وكان لهم دور كبير في الدعوة الإسلامية وحماية النبي صلى الله عليه وسلم، وقد منحهم الله مكانةً جليلةً إذ ذكرهم في المصحف الشّريف كما بقوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[٨].[٩]
أجمع العلماء على أن من يكفّر صحابة رسول الله فهو كافر، وقال الرحيباني في مطالب أولي النهى: (من قال قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة او كفر الصحابة بغير تأويل فهو كافر)، واجمع أهل العلم على أن من يكفر الصحابة وجب قتله، قال الإمام مالك: (من شتم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكفر).[١٠]
المراجع
- ↑ "أحاديث في النهي عن سب الصحابة وإيذائهم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:3673، صحيح.
- ↑ رواه الهيثمي ، في مجمع الزوائد، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:9/47، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13812، إسناده صحيح.
- ↑ رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:383 ، حسن.
- ↑ "المطلب الأول: سب الصحابة رضي الله عنهم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05.
- ↑ "حكم من سب الصحابة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05.
- ↑ سورة التوبة ، آية:100
- ↑ "فضائل الصحابة رضي الله عنهم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05.
- ↑ "حكم من يكفر الصحابة الكرام رضي الله عنهم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05.