الصدق
الصدق في اللّغة هو اسم صريح من المصدر الثلاي صَدَقَ، وهو عبارة عن خُلُق إسلاميّ رفيع يأتي بمعنى قول الحق، ومطابقة ما يٌقال للواقع، أو مطابقة ما يظهر من المرء مع ما يكنن في باطنه، ويأتي في عكسه مفهوم الكذب، وكان رسولنا الكريم محمّد عليه السلام متّصفاً بهذا الخلق، فكان يُطلق عليه أهل قريش في مكة لقب الصادق الأمين من قبل نزول الوحي عليه، لهذا حثّ الله عزّ وجلّ والرسول عليه السلام المسلمين على التحلّي بخلق الصدق في كل من القول والعمل والنوايا، كما ورد في الآية الكريمة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين} [التوبة: 119]، فالصدق خلق يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيمان، فلا يمكن للفرد أن يكون مؤمنا وكذاباً في نفس الوقت.
حديث صحيح عن الصدق
الصدق هو سبب من أسباب دخول المسلم الجنة والكذب من أسباب دخول النار، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَصدُقُ حتَّى يَكونَ صدِّيقًا، وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ، حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا) [صحيح البخاري].
فضائل الصدق
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحث على التخلي بخُلُق الصدق وتبيّن أهميته، وفيما يلي بعض منها:
- سبب لطرح البركة: فخلق الصدق يبارك لصاحبه في المعاملات والبيع والشراء والتجارة والرزق.
- اتبّاع لنهج السنّة: اتبّاع السنّة النبويّة يكون بالاقتداءً بالرسول عليه السلام وكافّة أفعاله وأخلاقه، التي كان من أهمّها خلق الصدق.
- الصدق من صفات أنبياء الله جميعاً: نزل قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: {واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [سورة مريم: 41]، وعن إسماعيل عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [سورة مريم: 54].
- الصدق دليل على تقوى الله تعالى: حيث ورد في العديد من الآيات الكريمة أن الصدق هو واحد من صفات عباد الله المتقين.
- الصادق هو الأفضل: فالصادق ينال الأفضلية عند الله تعالى وبين الناس.
- سبب للأمن والطمأنينة: بالصدق يُزاح الشك والريبة والقلق، ويستطيع الانسان أن يتعامل مع الأمور ببساطة كونها ظاهرة جليّة، فقد ورد عن الحسن بنِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما أنّه قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ) [المصدر: تخريج المسند | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- سبب للارتقاء: فالصدق يرفع من منزلة صاحبه لمنازل الأنبياء والشهداء والصديقين:
- سبب لنيل رضا الله تعالى: وبنيل رضا الله يوفّق العبد وتيسّر كافة أموره الحياتيّة، وتحفظ كافّة متعلقاته.