محتويات
تعريف الصيام
الصيام في اللغة هو الإمساك، وفي الاصطلاح هو عبادة لله سبحانه وتعالى يُمسِك فيها المسلم عن الطعام والشراب والجماع وسائر المُفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وينقسم الصيام إلى قسمين الأول هو الصيام المأمور به شرعًا كصيام شهر رمضان المبارك، وصيام التطوّع كصيام الست من شوال، وهناك أيضًا أنواع من الصيام المنهي عنه وهو قسمان الصيام المحرّم مثل صيام يومي العيد، والقسم الثاني الصيام المكروه مثل صيام يوم عرفة للحاج.
وللصيام عدد من الفضائل التي يمكنك استشعارها، منها أنّ الله تعالى أضاف الصيام إلى نفسه وهو مَن يجزي به عباده، والصيام يعوّدك على الصبر والتحمّل، والصيام يشفع لك يوم القيامة، وهو من الأعمال التي وعد الله تعالى فاعلها بالمغفرة والأجر والثواب العظيم، والصيام هو كفارة للذنوب والخطايا وهو حصنٌ لك من النار وجحيمها، والصيام سبب لدخولك الجنة، وعند الله تعالى رائحة فم الصائم أطيب من رائحة المسك، وقد شرع الله تعالى الصيام رحمة ورأفة بالعباد وإحسانًا بهم ولتقريبهم من الجنة، وهو وسيلة لتحقيق رضا الله تعالى وإشعارك بنعم الله تعالى عليك، وتربية لنفسك على الإرادة وقوّة التحمّل، وهو قهر للشيطان وشروره، وموجب للرحمة والعطف على المساكين، والصيام يُطهّر الأبدان ويُكسب جسدك الصحة والقوّة.[١]
ما الفرق بين الصوم والصيام؟
لا بد من أنك تسمع تارة كلمة الصوم وتارة أخرى كلمة الصيام، فهل يوجد فرق بينهما؟ لا يوجد فرق بين كلمة الصوم وكلمة الصيام لا في اللغة ولا في الشرع، فكلمة صوم، وكلمة صيام، كلاهما مصدر لكلمة صَامَ، وفي معجم لسان العرب فإن الصوم هو ترك الطعام والجماع، والشراب والمصدر الثلاثي للصوم والصيام هو صام، يصوم، صومًا، وصيامًا، وهو الإمساك أو الامتناع عن القيام بشيء معين.[٢]
وقد كان التفريق بين كلمة الصوم والصيام مسألة خلاف قديمة بين العلماء؛ إذ يوجد مذهبان قديمان أحدهما يجيز الترادف بين الألفاظ والآخر ينفي الترادف، والعلماء الذين نفوا الترادف بين الكلمات حاولوا التفريق بين الكلمتين عن طريق ورود الكلمتين بوجوه تختلف عن بعضها، فبحسب العلماء الذين قالوا باختلاف كلمة الصيام عن كلمة الصوم فلأن الصوم الذي أصله من فعل ثلاثي لا يستوي مع الصيام الذي أصلها من فعل رباعي، ولكن إذا نظرنا إلى آراء العلماء الذين قالوا أن الصوم هو نفسه الصيام فنجد العَيْني يقول: أن الصيام والصوم أصلهما واحد ومعناهما الإمساك، وفي الواقع بغض النظر عن الاختلافات بين العلماء فقد ورد ذكر كلمة الصوم والصيام في العديد من الأحاديث النبوية واللغة العربيّة الفصيحة من دون تفريقٍ بين الكلمتين بل كان هناك تسوية بينهما، وملخص الكلام بأن الصوم اسم جنس له أنواع وهي الفرض والواجب والنفل، فيمكن التعبير عنه بالصوم أو بالصيام فيقال صام صومًا وصيامًا، فهو صائم، وهم صوم وصيام، فمدلول كل من الصوم والصيام واحد، فلا يدل أحدهما على التعدد لكنهما واحد حتى مع وجود أي اختلاف أو دليل يدعم التفريق بينهما.[٣]
اختلاف الصوم بين الديانات
هناك اختلافٌ في الصيام بين الديانات الثلاث وهم الديانة المسيحيّة، واليهوديّة، والإسلام، وفي الإسلام يُعرف الصيام برؤية الهلال وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب، وأما في الديانة اليهودية فإن فريضة الصيام هي من أقدم الفرائض بعد فريضة تقديم القرابين في الهيكل المزعوم التي زالت وحلّ محلّها الصلاة اليهوديّة، والصوم عند اليهود نوعان؛ صوم فردي ويُسمّى صوم الأسر ويقع في حالات الحزن، أو عند التكفير عن خطيئة، والصوم الجماعي وهو صوم غير ثابت ويصومونه عند حدوث حالة حزن عام كالصيام في الهزائم والحروب، وأيضًا لدى اليهود ما يُسمّى بصيام الصمت وهو الاستغراق في الصمت والندم على ما اقترفه من الذنوب والخطايا، وهو معروف في الديانات القديمة ولا يوجد له وقت محدد، وهناك أنواع أخرى من الصيام وضعوها لإحياء ذكرى بعض الأيام خاصة أيام النكبات، ولكن لم يتقبّل العامة هذا النوع من الصيام، ويبدأ صيام اليهود قبل غروب الشمس بنحو ربع ساعة إلى ما بعد غروب شمس اليوم التالي بنحو ربع ساعة، وهو لا يزيد بأي حال عن 25 ساعة متتالية.
وأما الصيام في الديانة النصرانيّة، فهو صيام اختياري يلجأ إليه النصراني عند الحاجة، ويقترن بالصلاة والتذلل، وليس هناك في الكتاب المقدّس ما يمنع التنادي إلى صيام لحاجة ما، ولأجل معين، والصوم الوحيد المفروض على النصارى هو الصوم الكبير والذي يسبق عيد الفصح، والصيام عبادة روحيّة تربويّة ليس المقصود منها الصوم عن الطعام والشراب وإنما حتى يستفيد الجسد من فوائد الصيام، وتصوم الجوارح عن الحرام، ولم يكن الصيام موجودًا في اليهودية والمسيحية والإسلام فقط، بل كان موجودًا في سائر الأمم السابقة باختلاف الزمان والمكان، فقد وُجد في الديانة التيوتونية العتيقة، وفي اللاتينيّة، واليونانيّة، وعند الفُرس، والهند، حتى قال العلماء بأن الصيام عرفٌ دينيٌ عالمي.[٤]
قد يُهِمُّكَ
ينقسم الصيام إلى عدّة أقسام، وتقسم هذه الأنواع إلى أربعة أقسام رئيسيّة، فما هي هذه الأقسام؟:[٥]
- الصوم المفروض شرعًا: وهو صوم شهر رمضان المبارك أداءًا وقضاءً.
- الصوم الواجب بالنذر: والنذر هو إلزام شخص مكلّف نفسه شيئًا لله تعالى، فواجبٌ عليه في هذه الحالة قضاء النذر، لحديث عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: [مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ][٦].
- صوم الكفارات: وينقسم الصوم الواجب في الكفارات إلى عدّة أنواع وهي:
- فدية الأذى للمُحرِم، وهي صيام ثلاثة أيام لمن يريد الذبح أو الإطعام.
- كفارة قتل الخطأ، وهي لمن لم يجد رقبة مؤمنة، فيصوم شهرين متتابعين.
- كفارة اليمين، وهي عبارة عن صيام 3 أيام لمن لم يجد الإطعام أو الكسوة أو تحرير رقبة مؤمنة.
- جزاء قتل الصيد في الإحرام، لمن لم يرد المثل من النّعم أو الإطعام.
- كفارة الظّهِار، لمن لم يجد رقبة مؤمنة يحررها، فعليه صيام شهرين متتابعين.
- كفارة الجماع في نهار رمضان، لمن لم يجد عتق رقبة مؤمنة.
- صيام التطوّع: وهو نوع من النوافل التي يمكن صومها خارج شهر رمضان المبارك، والنوافل لا يحرم تركها، ولكن من أداها فإنه يؤجر أجرًا عظيمًا، وصيام التطوّع مندوب ومستحب، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغفل عن صيام التطوّع لأجرها الكبير عند الله سبحانه وتعالى، وصوم التطوّع يجوز البدء بنيته من نفس نهار الصيام، فإذا لم يأتِ المسلم شيئًا من المفطرات ونوى أن يُكمل صيامه فيجوز ذلك، وإذا نوى الصيام ثم قطعه فلا حرج عليه ولا يجب عليه أن يُعيد صوم هذا اليوم، وهناك أنواع كثيرة لصيام التطوّع، ومن أهم أنواع صيام التطوّع:
- صيام يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع.
- صيام الست من شوال، فهذه الأيام لها أجر كبير عند الله تعالى، ومن صام رمضان ثم أتبعه في صيام أيام الست من شوال كان كصيام الدهر كله.
- صيام يوم عرفة، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بصيام يوم عرفة إلا للحاج، فلا يجوز له صيام يوم عرفة.
- صيام الأيام العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة.
- صيام يوم عاشوراء، فمن صام يوم عاشوراء كان أجر صيامه تكفير ذنوب السنة التي قبلها، ويُفضَّل الصيام في شهري محرّم وشعبان.
المراجع
- ↑ "تعريفُ الصَّوم، وأقسامُه، وفضائِلُه، والحِكمةُ مِن تَشريعِه"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين الصيام والصوم لغة وشرعا"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ أحمد محمد محمد بدوي، "هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ ياسر منير ، "الصيام بين اليهودية والمسيحية والإسلام "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ د. محمود فتوح محمد سعدات، "أنواع الصيام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6696، خلاصة حكم المحدث : صحيح.