بحث في معجم لسان العرب

معجم لسان العرب

معجم لسان العرب هو أحد معاجم اللغة العربية المهمة، كما ويعدّ من أشملها وأكبرها، ألفه ابن منظور وجمع مادته من خمسة مصادر؛ وهي تهذيب اللغة لأبي منصورالأزهري، وتاج اللغة وصحاح العربية للجوهري، والحواشي لابن بري على صحاح الجوهري، والمحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده، والنهاية في غريب الحديث والأثر لعز الدين ابن الأثير، ومعجم لسان العرب هو من أغنى المعاجم بالشواهد العربية، وهو جيد الضبط ويعرض جميع الروايات المتعارضة، كما يرجح الأقوال فيه، فيذكر المعجم ما اشتق من اللفظ من أسماء القبائل والأشخاص، وكذلك أسماء الأماكن وغيرها، كما ويعدّ لسان العرب موسوعة لغوية وأدبية؛ لغزارة مادته العلمية واستقصائه واستيعابه لجلّب مفردات اللغة العربية المهمة، كما وقد رأى مجمع اللغة العربية أن من أهم الوسائل التي يجب وضعها معجم يقدم للقارئ وللمثقف كل ما يحتاجه من مواد لغوية بأسلوب واضح وقريب المأخذ وسهل التناول، كما واتفق على أن يسمى هذا المعجم بـ "المعجم الوسيط"، ووكل المجمع إلى لجنة من أعضائه وأصدقائه، وقد وضع هذا المعجم بعد الاسترشاد بما أقره مجلس المجمع ومؤتمره من ألفاظ حضارية وحديثة ومصطلحات جديدة موضوعة كانت أو منقولة في مختلف العلوم والفنون أو التعريفات العلمية الدقيقة الواضحة للأشياء.[١] ولهذا كله تهيأ لهذا المعجم ما لم يتهيأ لغيره من المعاجم الأخرى من وسائل التجديد والتحديث، كما واجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من الخصائص والمزايا، إذ أهملت الكثير من الألفاظ الوحشية الجافية أو التي هجرها الاستعمال لعدم حاجتها، ولذلك أغفلت بعض المترادفات التي قد تنشأ عن اختلاف اللهجات، ثم أعتني بإثبات الحي السهل المأنوس من وضع هذه الكلمات والصيغ، وخاصة ما يشعر الطالب أو المترجم، مع مراعاة الدقة والوضوح في هذه الألفاظ أو حتى بتعريفها، والاستعانة بشرح ألفاظ المعجم الوسيط في المعاجم والنصوص التي يعتمد عليها، وتعزيزه بالاستشهاد بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والأمثال العربية المتداولة والتراكيب البلاغية المأثورة عن الفصحاء من الكتاب والشعراء، كما ويتضمن هذا المعجم ما يحتاج إليه من صور مختلفة، كما أُدخل في متن المعجم عدد من الألفاظ المولدة أوالمحدثة أوالمعرّبة أوالدخيلة التي أقرها المجمع وارتضاها الأدباء والفقهاء فتحركت بها ألسنتهم وكتبت بها أقلامهم.[١]


المعاجم العربية

أطلق لفظ المعجم على الكتّاب الذين أوردوا الألفاظ اللغوية ومعانيها مرتبة حسب حروفها، وأخذت هذه التسمية من حروف المعجم لإطلاقهم للفظ المعجم على الكتب التي راعت أي نوع من المراعاة في الحروف وترتيبها؛ كمعاجم اللغة، والأدباء، والشعراء، والمؤلفين، والبلدان، وغيرها، وتعليل تسمية حروف العربية بحروف المعجم اختلفت أراء العلماء في هذا الموضوع، فذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى أنها سميت بهذا الاسم لأنها أعجمية دون أن يوضح ما أراده بأعجميتها، ولذلك قال ابن فارس أظن الخليل أراد بالأعجمية أنها ما دامت مقطعة وغير مؤلفة تأليف الكلام المفهوم، فهي أعجمية بمعنى أنها لا تدل على شيء فإن كان أراد هذا فله وجة نظره، وإلا فما أدرى أي شيء أراد به بالأعجمية، كما وقال الفارابي مذهب الخليل في أعجميته المتأنية من تقطيعها، فقال حروف المعجم هي الحروف المقطعة وسأل أبو العباس ثعلب عن تسميته بحروف المعجم هذه فقال أما أبوعمرو الشيباني: أعجمت، أبهمت وقال الفراء: أنها أخذت على الأغلب من أعجمت الحروف، ويقال قفل المعجم، وأمر المعجم إذا اعتاص، أما أبو الهيثم فيقول: معجم الخط هو الذي أعجمه كاتبه بالنقاط.[٢]


طريقة البحث في معجم لسان العرب

المعجم هو كتاب لشرح معاني الكلمات، نجده على شكل مجلد واحد أو على شكل أكثر من مجلد أحيانًا، ويطلق عليه أيضًا تسمية القاموس، كما ويختلف البحث في المعاجم العربية عن البحث في المعاجم باللغات الأخرى كالإنجليزية أو الفرنسية، إذ أن البحث في المعاجم غير العربية، يعتمد على الترتيب الهجائي للكلمات، وهي ليست بحاجة إلى تجريد الكلمات من أيّ حروف زائدة أو رد الحروف المقلوبة إلى أصلها كما هو الحال مع كلمات اللغة العربية، وترتب الألفاظ بطريقتين هما:

  • ترتيب المعجم عن طريق تجريد الكلمات من الحروف الزائدة والضمائر، وبذلك تعود الكلمة إلى أصلها سواء كانت كلمة ثلاثية أو رباعية، فمثلًا كلمة يتدحرج تجرد من الحروف الزائدة فتصبح دحرج، وبعد ذلك يبحث عن الكلمة في المعجم عن طريق:
    • الحرف الأول، وهو حرف الدال فيجعل بابًا.
    • الحرف الثاني، وهو الحاء فيجعل فصلًا.
    • ترتيب الحروف الباقية الثالثة الرابعة، ومثال آخر فكلمة الإستعماريون هنا نردها إلى جذرها ونحذف منها الحروف الزائدة لتصبح،ع م ر فنبحث عنها في باب العين فصل الميم، مع مراعاة ترتيب الحرف الثالث أي حرف الراء.
  • البحث عن هذا النوع من الترتيب والذي يمكن أن نسميها بالطريقة المقلوبة كالآتي:
    • تجريد الكلمة من الحروف الزائدة، أي ردها إلى أصلها سواء الثلاثي أو الرباعي.
    • الحرف الأخير يتخذ كباب لعملية البحث.
    • الحرف الأول يتخذ كفصل في عملية البحث.
    • متابعة ومراعاة الترتيب لباقي الحروف في الكلمة، ومثال ذلك: سماوات فنجردها من الزيادات فتصبح س م ا الكلمة منتهية بألف متطرفة، أو لينة فيحدد أصل الألف وهو هنا الواو، فتصبح الكلمة س م و، وهنا يبحث عن الكلمة في باب الواو، فصل السين، مع مراعاة الحرف المتوسط وترتيبه.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "قائمة المعاجم العربية"، المعجم العربي الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.
  2. الدكتور محمد جابر فياض العلواني (2-2-2007)، "المعاجم العربية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.
  3. "كيفية البحث في المعاجم"، المرسال، 17-2-2016، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :