محتويات
معنى الفراسة
يقصد بالفراسة الاستدلال على الأمور الخفية بالأمور الظاهرة، وهي كذلك ما يقع في الفؤاد بغير حجة ونظر، ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) [الترمذي]، ثم قرأ الآية: "إن في ذلك لآيات للمتوسمين" [الحجر:75]، قال أبو عيسى: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه"، وقد قيل عن بعض أهل العلم في تفسير تلك الآية: "إن في ذلك لآيات للمتوسمين" للمتوسمين أي: "للمتفرسين".[١] عرفت كلمة الفراسة في اللغة العربية كما جاء في المعجم الوسيط على أنها المهارة في القدرة على تعرف بواطن الأمور وما خفي منها من ظواهرها، أما في لسان العرب لابن منظور فقد عرفت الفِراسة بكسر الفاء على أنها النظر والتأمل والتثبت للشيء والبصر به، ويقال أنه لفارس بهذا الشيء إذا كان عالمًا به، وتفرس في الشيء أي توسمه.[٢] يرجع علم الفراسة في أصوله التاريخية إلى اليونان، إذ كان يسمى قياس الطبيعة، ويشير علم الفراسة في اللغة الإغريقية إلى معرفة الجسم، ولا يجب علينا أن ننسى الأصل العربي لهذا العلم المميز، فقد كان العرب بارعون منذ العصور القديمة فيما يخص علم الفراسة ومتقنون له، ويعلمون كل ما فيه، إذ جاء في كتب التاريخ على أنّ العربي البارع الفطن، وكان يعرف ويعلم من أين جاء الشخص فقط عن طريق رؤيته لوجهه دون أن يسأله.[٣]
الفراسة عند العرب
اشتهر العرب في القدم بالفراسة، إذ كان العربي وبفضل فراسته يمكنه أن يعرف من ملامح الشخص وبالأخص وجهة أصل ذلك الشخص ومن أي قبيلة هو، وأن يأخذ تصورًا عامًا عنه يتعلق بشخصيته مثل؛ جبنه، شجاعته، بخله، كرمه، وغيرها، ويشعب علم الفراسة إلى علوم عديدة أيام العرب ومن هذه العلوم ما يأتي:
- العيافة أو فراسة الأثر: ويقصد بالعيافة تحليل آثار أقدام من سار على أرض رملية أو غيرها، واستنباط معلومات كثيرة عن ذلك الشخص مثل وزنه، وجنسه، وصحته، وطوله، وغيرها الكثير من المعلومات وكذلك كان يستعمل هذا العلم في فنون الصيد من أجل أن يتتبع الفريسة عن طريق الأثر الذي تتركه.
- القيافة أو فراسة الإنسان: ويقصد بالقيافة معرفة خصائص وصفات الإنسان النفسية والسلوكية، عن طريق النظر إلى أجزاء جسم الإنسان مثل الوجه وما يحتويه من أعضاء كالفم، والأنف، والحواجب، والعيون، وكذلك ملاحظة خصائص وصفات الجسم العامة كالسيقان، والأذرع، والكتف، والظهر، والأقدام وغيرها من هذه الأعضاء.
- الريافة أو البحث عن الماء: ويقصد بها معرفة وضعية وأماكن وجود المياه الجوفية في التربة عن طريق شمّها أو ملاحظة النباتات ومعرفة حجمها ومدى نموها، وملاحظة الحيوانات وسلوكها في ذلك المكان.
- الإختلاج أو توقع المستقبل: ويقصد بالإختلاج معرفة ما سيحدث مع الإنسان عن دراسة أعضاء جسده، وقد نهى الدين الإسلامي عن هذا النوع من علم الفراسة واعتبرها من التنجيم.
- فراسة الجبال واكتشاف المعادن والكنوز الدفينة بها.
- فراسة الرياح والغيوم وتوقع نزول الأمطار وغزارته.
- فراسة الحيوان: ويقصد بفراسة الحيوان معرفة طبع الحيوان وأهم صفاته المذمومة أو المحمودة، وغيرها العديد من أنواع الفراسة التي اشتهر بها العرب في القدم.[٢]
الفرق بين علم الفراسة ولغة الجسد
يعطي علم الفراسة فكرة عامة عن المهارات والقدرات الشخصية عن طريق شكل الوجه أو لون العيون. ولا يحتاج الشخص الذي يمتلك الفراسة أن يعرف أو يعلم معلومات مسبقة عن الشخص الذي سيقرأ وجهه، أما لغة الجسد فتعطي فكرة عن حالة الشخص ومشاعره في فترة زمنية محددة خلال مقابلة أو عمل أو إجتماع، أو لقاء، فيُعرَف الشخص إن كان غاضبًا أو سعيدًا، كاذبًا أو صادقًا، وفي لغة الجسد تكون هناك حاجة لمعرفة معلومات مسبقة عن الشخص، مثل: عمله، وبيئته، واهتماماته الفكرية على عكس علم الفراسة.[٣]
فوائد علم الفراسة
- يطور علم الفراسة قدرات ومهارات الشخص ليجعله قادرًا على معرفة من يقف أمامه.
- تدريس وتعليم علم الفراسة للطلبة سيظهر مواهبهم الدفينة التي باستطاعتها أن تحميهم من التصرفات الخاطئة التي يتسبب بها رفقاء السوء.
- حماية الناس من العديد من الشرور التي تدور حولهم.
- يتساعد علم الفراسة في تنمية الذات ومعرفة القدرات التي يتملكها الإنسان.
- يدخل علم الفراسة في تشخيص الأمراض والعلل التي تصيب جسم الإنسان.
- من يمتلك الفراسة لا ينخدع بعمليات التجميل التي تغير وجه وجسم الإنسان.
- من يمتلك الفراسة يستمتع بمجالسة من حوله لأنهم في نظره عبارة عن كتاب مفتوح.[٣]
المراجع
- ↑ "ما هي الفراسة؟ وما هي حدودها؟ رابط المادة: http://iswy.co/e46a0"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-23. بتصرّف.
- ^ أ ب "الفراسة"، linkedin، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-23. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "علم الفراسة"، hellooha، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-23. بتصرّف.