العولمة
تصنّف العولمة على أنها واحدة من الظواهر العالمية الحديثة التي أحدثت تغييرًا جذريًا على نمط المعيشة في كافة أنحاء العالم، وذلك من خلال تأثيرها المباشر على كافة مجالات الحياة، وقد كان لها تأثيرها الإيجابي وكذلك السلبي على صعيد كل من الدول، والجماعات، وكذلك الأفراد، وقد امتد تأثيرها على الحياة التقنية، والاجتماعية، والسياسية والعسكرية، وظهر لدينا ما يسمى بالعولمة الثقافية، والعولمة الإعلامية، والعولمة السياسية، وغيرها.
معنى العولمة
إنّ العولمة اصطلاحًا هي عبارة عن تزايد التشابك والترابط الإنساني والسياسي بين الأفراد والدول حول العالم، وذلك من خلال فتح قنوات اتصال جديدة يمكن من خلالها تحويل الكوكب الأرضي إلى قرية صغفيرة الحجم، ويمكن من خلال هذه القنوات التواصل بين أفرادها خلال ثوانٍ معدودة، إذ تتادخل عبر ذلك اللغات، والأجناس، والأفكار، والأعراق رغم وجود مسافات هائلة بين الدول والقارات، مما يقرّب وجهات النظر، ويفتح المجال لتبادل المعلومات والمشروعات، ويزيد من القدرة على التبادلات التجارية، علمًا أنّ العولمة ظهرت بفعل العديد من العوامل، منها: وجود التقنيات التكنولوجية الحديثة التي سهلت من الاتصال بين البلدان، وتوفر وسائل نقل سريعة يمكن من خلالها التنقل حو العالم خلال ساعات، واتساع حركة التجارة العالمية، مما سهل من تبادل السلع والخدمات والمواد الخام، وعزز من تقديم مخرجات جديدة ونافعة بكل سهولة، إضافةً إلى إتاحة الفرصة لتناقل معلومات وأفكار جديدة، وزيادة الخبرات حول العالم، وكذلك نشر العادات والتقاليد والأعراف بين المجتمعات، وزيادة القدرة على التفاهم بين كل مجتمع إنساني والآخر.
أما مفهوم العولمة من الناحية اللغوية، فهو يشير إلى مصطلح مأخوذ من كلمة عالَم، أو جعل الشيء عالميًا، ويدل على وجود نمط معين أثر على كافة الأنشطة البشرية، دون أن يأخذ بعين الاعتبار أي اعتبارات أخرى، كالدين، والجنس، والعرق، واللون، وغيرها من التصنيفات، وجعله في منظومة واحدة ومتكاملة، ويطلق عليها عالميًا ومصطلح Globalization، ويعود المصطلح للغة الإنجليزية والألمانية، أما في الفرنسية فيطلق على العولمة Mondialisation.
أنواع العولمة
انبثق عن العولمة عدة أنواع، أهمها:
- العولمة السياسية: والتي تظهر على شكل مجموعة من المظاهر السياسية، مثل: وجود السلطة الشمولية، والنزوع إلى الديمقراطية، وكذلك عدم تركيز السلطة في أيدي مجموعة محددة من الأفراد، على حساب الآخرين.
- العولمة الثقافية: والتي تتجلّى في تشابك وتداخل العديد من ثقافات الدول مع بعضها البعض، وتعين على انتشار العادات والتقالية وغيرها.
- العولمة الإعلامية: إذ يقصد بها دخول مجال الإعلام، والتواصل من خلالها مع كافة الشعوب حول العالم.
يوجد اتجاه آخر ينظر إلى العولمة على أنها ظاهرة أثرت سلبًا على بعض الدول، وخاصة الدول النامية منها، إذ استفادت منها الدول الكبرى أكثر من غيرها، وتمكنت خلالها من فرض سيطرتها، وتوسيع دائرة نفوذها، سواء على الصعيد السياسي والعسكري، أو الاقتصادي والثقافي والإعلامي.