محتويات
العولمة
ظهر مفهوم العولمة في نهاية القرن العشرين منذ أن بدأ العالم بالتحول إلى قرية صغيرة تعتمد على مجموعة من البيانات والمعلومات في جميع مناحي الحياة، بالإضافة إلى ذلك أصبح نقل وتبادل المعلومات يسير بطريقة أسهل مما كان عليه قبل ظهورها، ومن الجدير ذكره أن سبب إطلاق هذه التسمية لأن هذه الكلمة تدمج بين مصطلح المعلومة والعالمية، فالعولمة كنص عربيّ يعود في أصله إلى كلمة العالمية التي تعني وصول الشيء إلى المستوى العالمي، وهذا ما يحدث بالفعل في المجتمعات الحديثة فكلٌ منها يتجه إلى الحصول على العالمية بشتى الوسائل، وقد شرعّت العولمة بهذه الطريقة مبدأ الغاية التي تبرر الوسيلة بين المجتمعات والأفراد.[١]
آثار العولمة الإيجابية والسلبية
إيجابيات العولمة
توجد العديد من الآثار الإيجابية المرتبطة بالعولمة أبرزها:[٢]
- تسهيل تبادل المعلومات بين أرجاء العالم المختلفة، وذلك دون النظر إلى حدود أو حواجز عسكرية، على سبيل المثال البرامج العلمية المتبادلة بين المدارس والجامعات في كافة أنحاء العالم.
- تشجيع الأشخاص على الابتكار والاختراع؛ وذلك من أجل الوصول إلى العالمية وتحقيق التقدم والنجاح.
- ظهور الكثير من التقنيات التي بدورها أسهمت في تسهيل حياة الإنسان اليومية؛ كالهاتف.
- اتساع رقعة التبادل الثقافات، فأصبح من السهل تناول حساء فلسطيني تقليدي في أوروبا.
- خلق جو من الديموقراطية القائم على احترام نفس الإنسان وضمان حقوقه بغض النظرعن ثقافته ومستواه العلمي والاجتماعي.
- تفعيل التجارة الدولية الذي مكّن العالم من تبادل السلع والبضائع بطريقة سهلة وسريعة.
- تعزيز قيم التعايش السلمي، وأدت العولمة إلى ذلك عن طريق تسهيل التبادل الحواري بين الشعوب في جميع أنحاء العالم.
- قيام المجتمع على مجموعة من المبادئ القيمة أبرزها حفظ كرامة الإنسان واحترامه.
- زيادة نسبة المتعلمين والمثقفين في المجتمع.
- تفعيل احترام حرية الرأي والتعبير في المجتمع
- تفعيل التواصل بين المجتمعات المختلفة.
- ظهور مجموعة من المؤسسات والمنظمات العالمية والمحلية التي تؤدي دورًا رئيسيًا في تنظيم سوق العمل وحفظ الحقوق الاقتصادية للأفراد على المستوى المحلي والعالمي.
سلبيات العولمة
توجد العديد من الآثار السلبية المرتبطة بالعولمة أبرزها:
- التقليل من قيمة الشخص وزيادة قيمة الآلة، الأمر الذي أدى إلى رفع مستوى الفقر وانتشار المجاعات حول العالم.[٣]
- زيادة نسبة البطالة حول العالم وتدني مستويات المعيشة.[٢]
- احتكار الدول المتقدمة للأسوق العالمية بسبب امتلاكها ثروات كبيرة.[٢]
- الزيادة في التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تدمير العلاقات الأسرية والشخصية بين أفراد المجتمع، فأصبح المجتمع مجرد أدوات إلكترونية خالية من المشاعر تكتب لبعضها البعض.[٣]
- ظهور الأسلحة الفتاكة واحتكار الدول المتقدمة لها؛ كالسلاح النووي والإشعاعي.[٣]
- انتشار الانحلال الأخلاقي بسبب ما تنشره المواقع المختلفة عبر الإنترنت بكلّ حرية دون رقابة تشرف على تنظيم ذلك.[٣]
- زيادة استثمارات الدول المتقدمة بالدول بالنامية وذلك من أجل نهب خيراتها واستنزاف مواردها.[٣]
- زيادة نسبة التلوث البيئي نتيجة الاستنزاف الجائر للموارد الطبيعية.[٣]
- ظهور ظاهرة التغير المناخي؛ وذلك بسبب الزيادة في انبعاث الغازات الدفيئة بالجو الناتجة عن الصناعات المختلفة.[٣]
- انتشار ثقافة الدول المتقدمة على حساب ثقافة الدول النامية، وبذل الدول المتقدمة جهدها بالاستمرار في إذابة ثقافة الدول النامية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.[٢]
- سهلت العولمة انتشار الإرهاب بالإضافة إلى تشويه الدين الإسلامي بطريقة مباشرة.[٢]
أسباب ظهور العولمة
ارتبط ظهور العولمة بالعديد من الأسباب متمثلة بما يلي:[٤]
- الحاجة إلى الازدياد في سرعة المواصلات.
- تقارب الاحتياجات الشخصية للأشخاص بين أرجاء العالم المختلفة.
- رغبة الحكومات المختلفة في توسيع نشاطها التجارية ورغبتها أيضًا بتحقيق نسب ربحية عالية على السلع والخدمات المختلفة وخاصةً الدول المتقدمة التي جعلت الدول النامية سوقًا نشطًا لمنتجاتها.
- رغبة الحكومات في فرض الرسوم المرتبطة بالعولمة على الأشخاص مثل؛ الرسوم الجمركية والرسوم الخدماتية المختلفة.
- الثورة الصناعية والتطور التقني الكبير.
- رغبة الدول في زيادة إنتاجيتها وتقليل تكاليفها الإنتاجية من خلال الاستثمار بالدول الأخرى، بحيث تكون قريبة من مصادر الموارد الطبيعية التي تلزم لإنتاج سلعها المختلفة، على سبيل المثال: الاستثمارات الأجنبية في دول الخليج بالقرب من مصافي النفط المختلفة.
- رغبة الأشخاص في تقليل الجهد اللازم الخاص بإنجاز الأعمال اليومية.
أنواع العولمة
فيما يلي ذكر لأنواع العولمة:
- العولمة الاقتصادية: تعني تمكين التبادل التجاري بين دول العالم بحرية كاملة وبمستوى عالٍ من الأمان من أجل تعزيز انتشار الآلات والتقنيات الحديثة في دول العالم بطريقة عادلة.[٢]
- العولمة السياسية: التي تعني مشاركة المجتمعات السياسية الفعالة على المستوى المحلي والدولي والإقليمي دون وجود قيود تقيدها وضمن أجواء ديموقراطية بحتة.[٢]
- العولمة العسكرية: أساس من أساسيات تطبيق نظام العولمة في الدول المختلفة وجود جهاز عسكري يشرف على تنظيم الأجواء الديموقراطية وضمان حقوق الأفراد.[٥]
- العولمة القيمية: تعني محافظة الأفراد على قيمهم ومبادئهم الأساسية الصحيحة دون تغيير قيمهم لمجرد عيشهم مع مجتمعات أخرى.[٦]
- العولمة الاجتماعية : ترتبط هذه العولمة بالتعامل البشري مع بعضه البعض في المجالات الاجتماعية، والجدير بالذكر أن عولمة ثقافة الإنسان تعني أنه أصبح بلا هدف ولا نظام.[٧]
- العولمة الثقافية : تُوصف العولمة الثقافية بأنها النوع الأخطر بين أنواع العولمة؛ يعود ذلك لكونها تهاجم الأفكار والمعتقدات مباشرةً، رفضها البعض وتقبلها البعض.[٧]
- العولمة البيئية والصناعية : مع ظهور العولمة والاعتماد الواضح على التنمية الاقتصادية للدول الكبرى في مختلف النواحي العسكرية والاقتصادية وغيرها، ظهرت آثار هذه الأمور على مردود العالم الصناعي والاستغلال البيئي العالمي.[٧]
المؤسسات المرتبطة بالعولمة
توجد الكثير من المؤسسات التي أدت إلى انتشار العولمة على مستوى العالم، أبرزها:[٤]
- منظمة التجارة الإلكترونية: تتبع هذه المنظمة لدول العالم الغربي، ومن خلال أنشطتها المتعددة تنظم التسويق الإلكتروني للسلع والمنتجات المختلفة عبر أرجاء العالم بمجموعة من القوانين التي تضمن حقوق الملكية الفكرية والتقنية للأشياء.
- البنك الدولي: البنك الدولي يقدم الدعم للدول المنكوبة التي تعاني من حروب من أجل إعادة إعمارها وتشييدها من جديد.
- الشركات متعددة الجنسية: فهي في أصلها تعود إلى الدول المتقدمة التي فرضت سيطرتها على السوق العالمي من خلال منتجاتها المختلفة من آلات ومعدات ثقيلة إلى أبسط المعدات المستخدمة يوميًا.
المراجع
- ↑ "العولمة وأثرها على المجتمعات العربية"، unescwa، 7-7-2005، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "تعريف العولمة و أسبابها و كل ما يخصها من إيجابيات و سلبيات"، أخبارك، 3-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "العولمة وأثارها الاقتصادية و الاجتماعية في الدول النامية"، الحوار المتمدن، 26-5-2013، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2019.بتصرّف.
- ^ أ ب "العولمة أسباب ظهورها والآليات التي تستخدمها"، شبكة النبأ المعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.بتصرّف.
- ↑ "العولمة العسكرية"، globalresearch، 17-5-2007، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2019.بتصرّف.
- ↑ "عولمة القيم والمفاهيم"، aljazeera، 18-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.بتصرّف.
- ^ أ ب ت "العولمة – بحث شامل عن العولمة"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2019. بتصرّف.