معوقات التنمية في الدول النامية

معوقات التنمية في الدول النامية
معوقات التنمية في الدول النامية

ما هي معوقات التنمية في الدول النامية؟

تعاني الدول النامية من تأخر التقدم عن ركب التطور الذي تعيشه الدول الأخرى، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب والعراقيل والمعوقات، التي سنبينها لك ونناقشها فيما يلي:[١]

  • الإرث الاستعماري: فجميع دول العالم النامية والتي تسمى بدول العالم الثالث تعرضت للاستعمار على أيدي الدول الغربية، مما جعلها تحت وطأة القمع السياسي والاستغلال الاقتصادي وفرض عليها نمطًا هجينًا في التعامل مع الأفكار الجديدة والقيم التقدمية، وعندما خرجت الدول الاستعمارية كانت الدول النامية في حالة ترثى لها ولم تستطع مواكبة التقدم.
  • التراث الإجتماعي والثقافي: إذ تفضل الشعوب في الدول النامية نمط العمل البسيط، مما يجعل الهدف محصورًا في تلبية الحاجيات الأساسية من مأكل ومشرب وما إلى ذلك، وهذا بدوره دعا بعض اقتصاديي التنمية للاعتقاد بأن بعض الثقافات تمثل عقبة هائلة أمام التنمية والتطور والتحضر.
  • الهيكل الاقتصادي: إذ يعيش الأغنياء والفقراء في الدول النامية في عالمين مختلفين تمامًا، فهناك فجوات ثقافية كبيرة بينهما وهذا ما يقف كعقبة كبيرة أمام الاستقرار السياسي والتنمية ويولد شعور غير عادل بين الطبقات المجتمعية.
  • الهيكل الاجتماعي السياسي: فقد تبنت العديد من أنظمة الحكم في الدول النامية الاشتراكية خطة التطور الاقتصادي، وهو ما جعلهم يطبقونها بشكل خاطىء بسبب رواسب الإرث الاستعماري التي لا زالت موجودة لدى ذوي النفوذ السياسي، ناهيك عن تطبيق أنظمة الرأسمالية في أوقات خاطئة كانت خلالها الدول النامية لا تزال تعاني من القمع وغياب الديمقراطية.
  • السياق السياسي المثبط لمعدل النمو في الدول النامية: وذلك بسبب وجود العديد من القواسم المشتركة بينها من حيث الموارد الطبيعية ونسب الأمية، وقلة المعرفة العلمية والفنية، وجودة التعليم المتدنية، وارتفاع حجم السكان، والمعرفة الثقافية والتاريخية كلها شكلت عوامل إعاقة للتنيمة.
  • تنظر شعوب الدول النامية إلى الوقت بشكل مختلف: فالبعض منهم قادر على فهم قيمته وأهميته؛ ويرونه مسؤولية تتطب العمل والإنجاز، بينما يضيع البعض الآخر الوقت ويرونه شيئًا بلا قيمة، مما أثر على درجة التقدم الذي أحزرته الدول المتقدمة.


كيف يمكن تحقيق التنمية في الدول النامية؟

حتى تخرج الدول النامية من عنق الزجاجة وتنتقل من كونها دول فقيرة ومتراجعة على المستوى الاقتصادي والحضري، فعليها إيجاد الحلول وتطبيق النظريات التي من شأنها النهوض بتلك الدول نحو الأمام، وفيما يلي سنقدم مجموعة من الطرق التي تحقق ذلك:[٢]

  • التخطيط السليم للتطوير وذلك من خلال صياغة وتنفيذ مجموعة متسقة من التدابير المترابطة من أجل تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية فعّالة، والقيام بذلك بذكاء من أجل التعامل مع الحقائق والمواقف بصورة صحيحة، وهذا لن يتطلب سوى الحكمة واستخدام الموارد النادرة في الدولة، بما يضمن سير الإجراءات المستقبلية دون أي مفاجآت أو عراقيل تثبط من الخطة.
  • التوسع في تنمية القطاعات الرئيسية في الدول وعلى رأسها القطاع الصناعي والزراعي كونهما حجر الأساس في تغطية وتأمين الاقتصاد، وذلك سيساعد الدول النامية على تحقيق التنمية المستدامة كما حدث مع العديد من الدول الأخرى.
  • العناية والاهتمام بالمؤسسات العامة والتي أصبحت واحدة من أهم عجلات الإنتاج في الدول المتقدمة، وإنشاء مشاريع متقدمة ومختلفة المجالات في القطاعين العام والخاص، مما يعزز من النمو ويعين الدول على التقليل من الاستيراد من الدول الأخرى.
  • إدارة التنمية وهذه الخطوة مرتبطة بحكومات الدول النامية والتي يقع على عاتقها مهمة السعي والحث نحو التقدم الاجتماعي والاقتصادي، والتوجيه نحو السياسات الرشيدة التي تحول دون إعاقة عملية التقدم والتطور.
  • التقييم النقدي، فخزينة الدولة وجدول الموازنة العامة هما الفاصل الرئيسي والمؤشر الأكثر صدقًا وصحة على نجاح المشروع التنموي في الدول النامية، كما أنه يحد من الفساد والاستغلال والممارسات التي من شأنها عرقلة التطور والنمو.


التجارب التنموية في الدول النامية

سجلت العقود الأخيرة العديد من التجارب الذهبية والناجحة لعدد من الدول النامية في مختلف القارات، مما يعني أنه من الممكن أن تحقق الدول النامية تطورًا ملموسًا لتضع اسمها على خارطة العالم إذا حذت حذو تلك التجارب، وفيما يلي نذكر مجموعة منها:[٣][٤]

  • كمبوديا: التي كانت تعاني من مشاكل عديدة في المجال النقدي، لكن الخطوات التي اتخذتها من إنشاء خدمات القروض والتمويل والادخار والتأمين والتحويلات النقدية سمحت للدولة بتحقق الاكتفاء الذاتي الذي عزز اقتصادها وساهم في بنائه.
  • كينيا: إذ أحدثت تطورًا في قطاع التعليم مما انعكس على كافة القطاعات الأخرى، فقد عملت على رفع كفاءة البرنامج التعليمي لديها وجعلته مجانيًا مما ساهم في التحاق أكثر من 2 مليون طالب في مدارسها وهو ما اعتبر أساسًا للنهضة والتقدم.
  • قُبرص: حققت قُبرض أهدافًا تنموية كبيرة في مجال التعليم والرعاية الصحية وتمكين المرأة، والتطور في مجال التكنولوجيا بل وأصبحت رائدة في ذلك وقدوة للعديد من الدول.
  • الإمارات العربية المتحدة: أظهرت خطوات تقدمية وقفزات كبيرة ليس فقط في مجال التطور وحسب بل في مجالات التنمية المستدامة، وتقديم المساعدة للعديد من الدول الأخرى.
  • سنغافورة: بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها تبعًا لمساحتها وطاقتها إلا أنها تمكنت من النهوض في الاقتصاد والتنويع في فئات ومجالات القطاعات الرئيسة.


قد يُهِمُّكَ: الفرق بين الدول النامية والدول المتقدمة

يمكن القول أن ستينيات القرن الماضي كانت الفترة الأولى الذي تم التطرق فيها لتعريف الدول النامية وتمييزها عن الدول الُمتقدمة، وذلك بهدف إجراء مناقشات سياسية أسهل حول تحويل الموارد إلى البلدان الفقيرة ومساعدتها على مواكبة التطور والإزدهار، ولا بد من التنويه إلى أن آلية الحكم في الدول النامية تعتمد على معيار ثابت وهو الناتج الاقتصادي، فلسنوات، كان هناك جدل قائم حول ذلك الخط الفاصل بين الدول المتقدمة والدول النامية، وهذا يعني أنه لا يوجد تعريف عالمي ثابت لتوضيح ذلك المصطلح، ولقد وضعت الأمم المتحدة اتفاقية للتمييز بين الدول بناءً على فئات محددة وهي: الاقتصاد منخفض الدخل، الاقتصاد متوسط الدخل، الاقتصاد مرتفع الدخل، وهو ما يحدده البنك الدولي بالتشارك والارتباط مع معطيات صندوق النقد الدولي في الدولة.

إلى جانب ذلك فهناك بعض المعايير الأخرى الأقل اتصالًا لكنها ليست أقل أهمية مثل؛ مستوى التعليم وعدد الأميين (غير القادرين على القراءة والكتابة) في الدولة، وكذلك مدى إقبال المستثمرين على الصفقات والأعمال التجارية والاستثمار فيها بما يعكس النمو الاقتصادي، ومعدل دخل الفرد ومتوسط عمره.[٥]


المراجع

  1. Mohamed Rabie, Obstacles to Development, Page 1-30. Edited.
  2. K R HOPE, Development Theory and Policy in the Third World, Page 198_ 203. Edited.
  3. "concernusa", concernusa, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  4. "Cyprus, Singapore and United Arab Emirates", sdgs, Retrieved 26/12/2020. Edited.
  5. "What Is a Developing Country?", thebalance, Retrieved 26/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :