الفرق بين اللهجة واللغة

اللغة واللهجة

يستخدم الكثيرون في الغالب مصطلحيّ اللغة واللهجة، ويظن الأغلب أن الكلمتان تحملان نفس المعنى، ولكن في الحقيقة تختلف كل كلمة في تفسيرها عن الأخرى، واللغة هي كل لفظ وُضع في المعجم واتفق عليه عدد كبير من الأشخاص ليعبر عن معنى بعينه، بالإضافة إلى أنها مجموعة من الأصوات التي ابتكرها كل قوم للتعبير عن أغراضهم، وبشكل أدقّ هي بعض الرموز الصوتية أو علامات لسانية وُضعت في نسق معين بهدف التواصل والتفاهم، وقد عرّف ابن خلدون اللغة بأنها عبارة المتكلم عن مقصود ما، وتلك العبارة فعل لساني ناشئ عن القصد بإفادة الكلام، فلا بد أن ملكهُ متقرر في العضو الفاعل لها وهو اللسان، وهو في كل أمةٍ حسب مصطلحاتهم، أي أن اللغة بذلك تشمل المفردات والتراكيب التي يستخدمها قوم ما، وتختلف عن المفردات والتراكيب التي يستخدمها قوم اَخرون، واللهجة تختلف في تعريفها عن اللغة، فهي استخدام اللغة ومصطلحاتها ولكن تختلف في طريقة النطق عن الكلمة الأصلية، ويمكن أيضًا تعريفها بأنها مجموعة من المصطلحات المحلية المستمدة من اللغة الأصلية، كما أن اللهجة تختلف كثيرًا عن اللغة إذ أن اللهجات تتطور وتستوعب مُدخلات جديدة طوال الوقت من كلمات أعجمية وعربية محرّفة، فعلى سبيل المثال ولتوضيح ما سبق، فإننا كعرب جميعنا نتحدث اللغة العربية ولكن بلهجات مختلفة، إذ أن اللغة الأساسية التي تجمعنا هي اللغة العربية، بينما لهجاتنا كعرب تتعدّد ما بين لهجات أردنية، وسورية، وعراقية، وغيرها من اللهجات العربية الأخرى. [١]


أهمية اللغة واللهجة بالنسبة للشعوب

اللغة هي واحدة من أهم الركائز التي ترتكز عليها الكثير من الأمم، فتتميز كل حضارة من الحضارات بالعديد من الأمور التي تمثّلها، كالدّين والعادات والتقاليد والأعراف، وأن اللغة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهوية الشعوب، فهي حلقة الوصل واللقاء والتفاهم بين أبناء الشعب الواحد، كما أنها جواز السّفر الذي إذا امتلكه فرد معين أثناء سفره إلى دولة ما أمكنه من التواصل مع أفراد تلك الدولة، فلا يستطيع الإنسان التواصل مع غيره من أبناء البُلدان الأخرى دون أن يعرف المفتاح للدخول إلى الناس الذين يعيشون في تلك الدولة، أما بالنسبة للّهجة فهي لا تحمل نفس الأهمية التي تحملها اللغة أي أنك على سبيل المثال من الممكن أن تكون قادرًا على الحديث باللغة العربية، ولكنك غير قادر على الحديث باللهجة المصرية أثناء سفرك إلى مصر، فهذا أمر لن يُشكّل مشكلة حقيقية، ولكنك قد تجد صعوبة فيه تمييز بعض الكلمات التي يستخدمها المصريون ووالغير مستخدمة في بلدك، فعلى سبيل المثال يُطلق المصريون كلمة لبن على الحليب، لذلك قد تجد بعض الصعوبة في فهم أن المقصود بكلمة اللبن هي الحليب، ولكن ما إن تكون تمتلك بيدك مفتاح اللغة المشتركة ستذوب الصعوبات الكبيرة التي تقف عائقًا أمام التواصل مع الاَخرين، أما الصعوبات الأخرى المتعلقة باختلاف اللهجات فهي تكاد تكون ضئيلةً جدًا. [٢]


خصائص اللغة

للّغة العديد من الخصائص، ومنها أن اللغة كالإنسان، تُولد وتعيش وتتطور وقد تموت، كما أنها معرفة مُكتسبة، فيكتسبها الفرد ويتعلمها منذ نشأته من خلال البيئة المحيطة به، وكل لغة لها نظام خاص بها؛ فكل لغة في العالم تتكون من مجموعة من الحروف التي تُشّكل الكلمات، كاللغة العربية مثلًا، واللغة متغيرة فهي ظاهرة اجتماعية، والظواهر الاجتماعية ليست ثابتة بل تتغير باستمرار والتغيٌّر تحكمه في الغالب قوانين تكاد تكون ثابتة. [٣]


المراجع

  1. nervana (23-10-2017)، "الفرق بين مصطلح اللغة ومصطلح اللهجة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  2. رشيد الزات (1-11-2010)، [http://majles.alukah.net/t67458/ "اللغة واللهجة والعلاقة بينهما"]، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  3. wageehelmorssi (2-4--2012)، "خصائص اللغة "، الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :