المكواة
إنّ من أعظم الهبات التي حبا الله بها الإنسان العقل، والذي تمكّن من خلاله من اختراع الكثير من الأشياء الجديدة التي ساهمت في جعل الحياة أكثر سهولة، وخاصةً الأمور التي تتطلب استخدامًا يوميًا ومن ذلك المكواة، وهي عبارة عن أداة تعتمد على قطعة معدنية ملساء ومصقولة جيدًا تُسخّن بما يكفي عبر تعريضها إلى مصدر للحرارة، ومن ثمّ تُمرّر على قطعة القماش لتملسها وتجعلها ناعمة وخالية من التجاعيد، وتعتمد في عملها على ثلاثة عناصر، هي الحرارة والرطوبة والضغط العالي، ولا شكّ أنّ المقولة (الحاجة أم الاختراع) هي التي ساهمت في اختراع المكواة، وذلك عندما سعى الإنسان للتخلّص من التجاعيد الظاهرة على الأقمشة والبحث عن طرق لجعلها منتظمة ومصقولة، ولقد مرت أداة المكواة بتطورات كثيرة، إذ كانت تُسخّن عبر وضع الفحم على القطعة المعدنيّة فيها، وكان ذلك في القرن الخامس عشر، ثم أُضيف إليها من الداخل ملفّ حراري يسخّن عند وصله بالطّاقة الحرارية عبر القابس.
استخدام مكواة البخار
تعتمد أداة المكواة الحديثة على إضافة الماء في المكان المخصّص لها، والذي غالبًا ما يكون في الجزء الأمامي فعندما ترتفع حرارة الماء مع الحرارة الخارجيّة تُسد القطعة وتُزال منها التجاعيد، ولقد درجت العادة قديمًا على تسمية المكواة بمكواة البخار لاعتمادها على تحويل الماء السائل إلى الحالة الغازيّة، وفيما يأتي طريقة استخدام المكواة:
- البدء بوضع الماء في خزان الماء المخصص في المكواة، وذلك قبل وصل القابس بالكهرباء، وعدم جعل كمية المياه تتخطّى الحدّ المُشار إليه في المدراج، ثم التحقّق من إغلاق مخزّن الماء جيّدًا منعًا لتسرّب الماء وحدوث تماس كهربائي.
- وصل المكواة بقابس الكهرباء، وتفقد قطعة القماش وقراءة التعليمات المدرجة على ورق الياقة، والتي تُخبر الشخص بالحرارة الأنسب للتعامل معه، ثم ضبط المكواة بناءً على تلك التعليمات.
- فرد قطعة القماش على اللوح مع شدّها والبدء بتمرير المكواة على القطعة، وذلك بعد التحقّق من أنّ القاعدة المعدنيّة أصبحت بالحرارة المطلوبة، وغالبًا ما تكون المكواة مزوّدة بضوء لهذا الغرض.
- الضغط على رذاذ الحرارة على المكان المطلوب لجعل العمليّة سهلة، ومن ثم تمرير المكواة فوقه، فذلك سيساعد في الحصول على نتيجة أفضل.
- استخدام مكواة البخار من النوع الذي يستغني عن وجود سلك، وذلك باتباع نفس الخطوات بطريقة أسهل، مع إمكانية ترك قطعة الملابس معلقة في الخزانة وكيّها عموديًّا.
مخترع المكواة
يرجع الفضل في اختراع أداة المكواة إلى العالِم الأمريكي هنري سيلي، وكان ذلك في عام 1881م، وفيما يأتي عدد من المعلومات عن حياته:
- تمكّن هنري من تسجيل براءة الاختراع بعد عام واحد من الاختراع.
- كانت مكواة هنري الأولى تزن 6 كغ وتتطلّب وقتًا طويلًا لترتفع حرارتها.
- كانت طريقة هنري الأكثر أمنًا بسبب وجود مخترعين آخرين اعتمدت مخترعاتهم على الشرارة الكهربائيّة.
- كان هنري صديقًا لتوماس أديسون بل إنه تبرع بأكثر من نصف مستحقّات اختراعه إلى محامي أديسون.
- لم يكن هنري واثقًا من أن اختراعه سيلقى رواجًا إلى هذا الحدّ الكبير من الاهتمام والاستخدام.
