محتويات
الكذب
الكذب هو كلام عكس الحقيقة، وهو الذي بُني عليه النفاق، والكذب محرّم في الكتاب والسنة وهذا بإجماع الأمة، فالإسلام احترم الحق احترامًا شديدًا لهذا طارد الكذابين، كما أن السلف الصالح كانوا يتعارفون على الفضائل ويتلاقون عليها، فإذا أساء أحد السيرة محاولاً أن ينفرد بطريق خاطئ عن أصحابه، فلا يوجد له مكان بينهم حتى يعترف بعلته، والكذب عبارة عن رذيلة تنمي الفساد بنفس صاحبها، وينتج عن الكذب العديد من المشاكل التي يكون الشخص بغنى عنها لو قال الحقيقة، وفي هذا المقال سنذكر لك أحاديث نبوية عن الكذب ومعلومات فيما يتعلق به.[١]
حديث نبوي عن الكذب
اتخذ الإسلام من الكذب موقف العداء لما له من آثارٍ سلبيةٍ، فهو شرّ ولا يوجد فيه خير يرجى منه، لذلك عمد الإسلام إلى مواجهة هذه الآفة، وقد كان النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- شديد العداء للكذب ومحذرًا منه، وداعيًا لتركه لما له من عقاب شديد ومحرضًا على تمثل الصدق في كل المواقف، فهو منجاة لصاحبه من العذاب، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: '"[عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا]"'.[٢][٣]
شرح الحديث
يدعو هذا الحديث الشريف في مقدمته إلى خلق طيب وهو الصدق، فهو خلق من أخلاق المسلم التي لا بد أن تكون ملازمة له، لما لها من أجر عند الله وبناء حياة طيبة خالية من المفاسد، فالصدق طريق البر والصلاح، وهو خلق متطور، فالإنسان الصادق يبقى على صدقه ولا يكتفي بذلك، بل يعمد إلى أن يكون حريصًا بكل كلمة ينطقها حتى لا يخرج الكذب من فمه، فبذلك يكون متحريًا للصدق في كلامه وأعماله، فالصدق لا يقتصر على الكلام بل هو مفهوم واسع يشمل الصدق في العمل والعبادة والمعاملة والتواصل، فهو يمس كل حياة الفرد، فالإنسان الصادق بعمله يختلف اختلافًا كليًا عن الشخص الكاذب الذي يكون عمله هشًا خادعًا للناس، فصفة الصدق مهمة لكل فرد من البشر يجب على الناس التحلي بها حتى تستقيم أمور حياتهم. أما القسم الثاني من الحديث فهو يتحدث عن النقيض تمامًا وهو خلق الكذب، فالإنسان الكاذب يكذب في كل شيء، في قوله وعمله ومعاملته مع الناس، فيبقى الكذب يتطور عنده إلى أن يصعب عليه التخلص منه ويصبح كذابًا عند الله وخلقه، فعندئذ يعاني الكاذب نتيجة أخطائه، فيصبح إنسانًا معزولًا عن محيطه بسبب تمسكه بصفة الكذب. ولطالما كان الإسلام دين حياة وهاديًا لكل خير، فلا يدع صفة سلبية أو محرمة تقترب من متبعيه حتى يصدر بحقها أحكامًا تنهى عن اتباعها، فلو أن الإسلام لم يعر خلق الكذب اهتمامًا لكان دينًا ناقصًا، إذ إنها صفة بشرية موجودة في الناس منذ القدم، لكنه حرمها ووضح جزاء المتصف بها، وبالطبع لا بد على الناس من تجاوز الوقوع في الكذب حتى وإن تعرض الإنسان لموقف يكون الكذب فيه طريقه للخلاص، فإن أسعفه في موقف سيوقعه في متاعب كبرى لاحقًا، لذلك لا بد من التمسك بالصدق في أصعب المواقف، فبالنهاية إن خسر الإنسان شيئًا يتبقى لديه خلقه الطيب الذي لم يخسره.[٣]
أنواع الكذب
توجد ثلاثة أنواع للكذب وهي:[٤]
- الكذب على الله: وهو أسوء أنواع الكذب، إذ يجعل الإنسان مع الله سبحانه وتعالى إلهًا آخر، وتكذيب الله عز وجل فيما أخبر، بالإضافة إلى تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل.
- الكذب على الرسل: فالرسول صلى الله عليه وسلم أكد بأن من يكذب عليه متعمدًا، فليتبوأ مكانه من النار.
- الكذب على الناس: الشرع الحكيم أحصى مزالق الكذب، كما بين سوء عُقباها حتى لا يبقى لأي شخص منفذ للهروب عن الحقيقة.
أسباب الكذب
توجد العديد من الأسباب وراء لجوء الشخص للكذب ونذكر منها مايلي: الخوف من العقاب أو وقوع الشخص بدائرة الصراع، رغبة الشخص بإخفاء شيء معين، الرغبة في كسب ود الآخرين وفرض السيطرة عليهم، وحتى يكون مقبولاً اجتماعيًا، وقد يستعمل الشخص الكذب لحماية نفسه وظهوره بمظهر لائق أمام الأشخاص الذين يتفاعل معهم، التعود على الكذب والتربية ببيئة تلجأ دائمًا للكذب، بالإضافة لعدم القدرة على مواجهة الواقع، كما أنها حيلة يتحول فيها الشخص عن الواقع الذي يرفض العيش فيه أو لا يستطيع تحمله بسبب عدم تكيفه معه، فبدل أن يعاني وينفجر من الضغوط النفسية يتحول للكذب.[٥]
آثار الكذب السيئة
توجد العديد من الآثار السيئة للكذب ومنها:[٦]
- الكذب يذهب في المروءة.
- الكذب يبعد القريب ويقرب البعيد بعكس الواقع.
- الكاذب يكُن عرضةً للإهانة.
- الكاذب يصور الموجود معدومًا، والمعدوم موجودًا، والباطل حقًا، والحق باطلاً، والشر خيرًا والخير شرًا.
- الكذب يؤدي إلى الفجور.
- الكاذب لا تسكن القلوب إليه بل إنها تنفر منه.
- الكاذب توعده الله عز وجل بجهنم.
- الكاذب لا يفلح أبدًا.
- الكذب علامة من علامات النفاق.
آثار الكذب على الصحة
يُعد الكذب مشكلة سلوكية لها تأثير سلبي على المجتمع والعائلة والفرد، والأطباء يؤكدون بوجود الكثير من الآثار السلبية للكذب على صحة الشخص، حتى وإن كان الكاذب يرى بأن الكذب فيه مخرجًا يخلصه من موقف أو وضع معين، كما أن الكذب من السلوكات الشائعة، وعلى سبيل المثال فإن الأمريكي في الأسبوع الواحد يكذب 11 كذبة، كما يرى عددًا من الأخصائيين بأن هناك العديد من الأسباب للكذب ومنها عدم إثارة غضب شخص ما كان يتوقع منه أمرًا مغايرًا؛ مثل كذب الابن على أبيه عندما يسأله عن فروضه المدرسية، وتبعًا لباحثين فإن عدم قول الحقيقة يكون له الكثير من المخاطر على صحة الشخص، فإن الشخص الكذاب يكون مُعرض للمشاكل والأعراض الصحية التالية: الصداع المتواصل، التوتر، سيلان الأنف، الإحساس بالكآبة، ألم الظهر، الإسهال، ويوجد العديد من العلماء الذين طرحوا تفسيرًا لتلك الأعراض، وهو بأن الكذب يُشعر الشخص بالذنب، وهذا بدوره يقود لسلسة من الأحداث تشمل القلق والضغط بسبب شعور الشخص بأنه فعل شيئًا خاطئًا، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على جهاز المناعة، وفي المقابل فإن قول الصدق يُحسن الأعراض السابقة.[٧]
المراجع
- ↑ "وصايا النبي صلى الله عليه و سلم التحذير من الكذب"، www.alsiraj.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2607، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ^ أ ب "الموسوعة الحديثية"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسباب الكذب وعوامله"، annajah، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "7 أسباب تدفع الشخص لإدمان الكذب"، bresala.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "آثار الكذب السيئة"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيف يؤذي الكذب صحتك؟!"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.