محتويات
مفهوم الحق في الفلسفة
وفقًا لموسوعة ستانفورد للفلسفة فإن الحقوق هي"استحقاقات للقيام بأعمال معينة أو استحقاقات تمنح صاحبها إمكانية حيازة مرتبات معينة، أو استحقاقات توجب على الآخرين القيام بأعمال معينة أو حيازة مرتبات معينة"، ويُمكن القول كذلك أن الحقوق هي الأعراف والقوانين التي توضع لحمايّة جميع الناس في جميع البلدان ومن مختلف الأديان، وتعد الحقوق استحقاقات لأداء أعمال مُعيّنة، وبوسعها أن تخوّل الأفراد عمل نشاطات وأفعال مُعيّنة في بعض الدوّل والتي تسمح بها المؤسسات الحكوميّة، وتعمل الحقوق على هيكلة شكل الحكومات، ومحتوى القوانين، وشكل الأخلاقيّات المُتفق عليّها بين الناس الكثيرين، ويرى بعض الفلاسفة أن القبول أو الخضوع إلى مجموعة من الحقوق تعني الموافقة على توزيع عادل للحريّات والسلطات.[١]
وبوسعك الاطلاع على مفهوم الحق في الدين الإسلامي أيضًا عبر قراءة: مفهوم الحق في الاسلام.
الأسس الفلسفية لحقوق الإنسان
اعتمدت أسس حقوق الإنسان على الاحتياجات الفرديّة والفطريّة للإنسان، وهذه الاحتياجات قد تكون شروطًا فعلية أو ضرورية لبقاء المجتمع، وعلى الرغم من وجود قوانين دوليّة تحمي حقوق الإنسان إلا أن الكثير من الفلاسفة باتوا يرون بأن هذه الحقوق ظاهريّة فقط، وأنه من الصعب أن يتمتع بها الجميع على حد سواء؛ وذلك بسبب اختلاف الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة التي تحكم الدول.
أما بالنسبة للأُسس الفلسفيّة التي وضعت من قبل الفلسفي النقدي، فهي تنبع أساسًا من النظر نحو البشر بصفتهم كائنات عملية Praxis وبوسعهم الاستفادة من التجارب السابقة لتحسين حياتها، وتشير هذه الأسس كذلك إلى التعبير النقدي الذي اتبعه الفلاسفة باعتباره تحديًا للوضع القانوني والرافض للقانون الاستبدادي وغير الإنساني المفروض على الناس، فالحقيقة هي أن الجنس البشري خاضع لعمليّة تقرير المصير الدائم، في حين أن الكثير من القوانين المنصوصة لا تراعي حقوق الإنسان الأساسيّة؛ كالعيش في بلده مُكرمًا بعيدًا عن الحروب، والنزاعانت، والمجاعات، والدمار، ولا تراعي حق الإنسان في اختيار مصيره ونمط حياته خارج النظام الاستبداي المفروض على الجميع وذلك تحت غطاء حقوق الإنسان غير الملموسة.[٢]
وبوسعك معرفة المزيد حول مفهوم حقوق الإنسان في اللغة والاصطلاح عبر قراءة: مفهوم حقوق الانسان لغة واصطلاحا.
أنواع الحقوق
يوجد العديد من الحقوق المنصوصة لضمان حق الإنسان والعيش بكرامة وأمان، ومنها:[٣]
- الحقوق الطبيعيّة: أي الحقوق المشتركة فطريًا مع الجنس البشري؛ كالحق في الحياة، وحق التملك، وحق الحرية، وتُعد هذه الحقوق جزءًا من الطبيعة والعقلية البشريّة، وفي الفلسفة السياسيّة الكلاسيكيّة يشير مصطلح "الحق الطبيعي" إلى الصواب في فعل الأشياء بموضوعيّة، سواء أكان ذلك نابعًا من الروح أو صحة الفعل.
- الحقوق المعنويّة: أي الحقوق المتعلقة بالوعي الأخلاقيّ البشري؛ كقواعد السلوك واللباقة والسلوك الأخلاقي، والفطرة السليمة التي يوّلد عليّها، ويستند هذا الحق على شعور الإنسان بالصلاح والعدالة، وقد تم الاعتراف بالحقوق المعنويّة لأول مرة في فرنسا وألمانيّا.
- الحقوق القانونيّة: وهي الحقوق التي تفرضها الدولة وتنفذها، وأي انتهاك بحق أي منها على الأرض سيعاقب عليه باسم القانون، ويمكن تنفيذ هذه الحقوق ضد الأفراد والحكومات أيضًا، كما أن الحق القانون يعتبر من الحقوق التي يتساوى بها الجميع بنفس المقدار دون تمييز، وهذا عكس الحقوق المعنويّة، ويجدر بالذكر أن الحقوق القانونيّة تنقسم إلى ثلاثة أقسام؛ وهي:
- الحقوق المدنيّة: وهي تختص بتلبيّة الاحتياجات الأساسيّة للحياة البشريّة في المجتمع، كالحق في الحياة والحرية والمساواة.
- الحقوق السياسيّة: وهي الخاصة بتأهيل الفرد لممارسة حقوقه السياسيّة كالمشاركة في عمليّة الانتخاب، والحق في التصويت، وحق التقلد في المناصب العامة، وحق انتقاد الحكومة ومعارضتها.
- الحقوق الاقتصاديّة: وهي التي تختص بتوفيرالأمن الاقتصادي للشعب، وهي حق أساسي لكل إنسان؛ كالمأكل، والملبس، والمأوى والعلاج، والحق في العمل، والأجر المناسب، والترفيه والراحة، والضمان الاجتماعي، ودون تحقيق هذه الشروط لا يمكن تحقيق الحريّة للأفراد.
وإن كنت تتساءل الآن حول الفرق بين أنواع الحقوق من جهة وبين أنواع الواجبات من جهة أخرى فإن بوسعك قراءة: موضوع حول الحقوق والواجبات.
قد يُهِمُّكَ: خصائص حقوق الإنسان
تُعد حقوق الإنسان ذات خصائص واضحة على مرأى الجميع، وبالواقع هناك العديد من الخصائص التي تتعلق بهذه الحقوق وكيفية تصنيفها والتعامل معها، لكن الخصائص التالية هي الأبرز من بينها:[٣]
- غير قابلة للتغيير: إذ إن سبب وجود حقوق الإنسان بهذه الطريقة يعود أساسًا لأسباب تتعلق بطبيعة وجود البشر وطريقة حياتهم بغض النظر عن طوائفهم، وعقائدهم، ودينهم وجنسهم، وجنسياتهم، والجميع سواء أمام الحقوق الإنسانيّة حتى بعد وفاتهم.
- حقوق محوريّة وضروريّة: تُعد هذه الحقوق التي تنادي باسم الإنسان ضروريّة لضمان الحفاظ على الرفاه المعنوي، والجسدي، والروحي للفرد، بالإضافة إلى أنها تساهم في دعم وتحسين الظروف الماديّة والمعنويّة للأفراد.
- ترتبط بالكرامة الإنسانيّة: فواحدة من أهم الخصائص هي معاملة الفرد أيًا كان جنسه ومذهبه وتوجهه بكرامة ودون عدوان؛ فلا يهم إن كان غني المال أو فقير، فهذه الحقوق شاملة للجميع ولا يجب أن تمس بالكرامة الإنسانيّة لأي فرد على وجه الأرض.
- حقوق راسخة: أي أنه لا يمكن أن يتم تفنيدها من قبل أحد أو أن يتم انتزاعها من أي سلطة سياسيّة؛ وذلك لأنها متعلقة بالجنس البشري بشكل مباشر، ومرتبطة ارتباطًا تامًا باحتياجته الأساسيّة، لذا لا يمكن إيقافها من أحد.
- حقوق الإنسان عالميّة: إذ إنها لا تقتصر على أفراد بحد ذاتهم فقط، فهي تشمل جميع الأحيّاء من البشر دون استثناء، وتتوازى مع طبيعة الإنسان التي تنادي بالقيم؛ كالكرامة، والمساواة، والعدل.
- حقوق ديناميكيّة: أي أنها عرضة للتوسع وفقًا للتطورات الاجتماعيّة والبيئيّة والثقافيّة والسياسيّة داخل الدولة، ويتعين على أصحاب السلطة والقرار تفسير القوانين بطرق تتماشى مع القيّم المجتمعيّة المتغيّرة.
- حقوق غير مطلقة: أي أنها تضع بعض القيّود على الإنسان فيما يتعلق بحقوقه وحريّته؛ فلا يوجد حريّات مطلقة بشكل كامل، وهي محددة وواضحة في بنود الحقوق، وبهذه الحالة فهي تُساهم في الصالح العام الذي تعترف به الدول وتضمنه من خلال قوانينها ودساتيرها.
المراجع
- ↑ "Rights", plato, 24/2/2020, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ Prof. Ljubomir Tadic, "Philosophical Foundations of Human Rights", marxists, Retrieved 23/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Rights: Meaning and theories; different kinds of rights; concept of Human Rights", civilserviceindia, Retrieved 23/3/2021. Edited.