مفهوم الطبيعة فلسفيا

مفهوم الطبيعة فلسفيا
مفهوم الطبيعة فلسفيا

مفهوم الطبيعة في الفلسفة

يشير مفهوم الطبيعة في الفلسفة إلى العديد من المعاني المرتبطة بالفلسفة بحد ذاتها، وهو مصطلح يرد كثيرًا في نصوص علم اللاهوت وعلوم فلسفية أخرى، وكثيرًا ما يعني الفلاسفة بالطبيعة "جوهر الشيء وأساس خصائصه وعملياته المختلفة"، والطبيعة تدل كذلك على حالة الحركة أو السكون في الأشياء الطبيعية التي لا توجد في الأشياء المصنعة، وهنالك معانٍ أكثر تقييدًا لمصطلح الطبيعة تبعًا لطبيعة الإنسان والمعنى الذي يسعى له، فعلى سبيل المثال يستخدم علماء اللاهوت مصطلح الطبيعة للدلالة على ما يعاكس مصطلح النعم أو الأمور الخارقة للطبيعة، أو الأمور التي لا علاقة للإنسان بها، وكثيرًا ما تدرس أو تناقش الطبيعة بالتفصيل ضمن منهاج الفلسفة الطبيعية، الذي يختص بالمفاهيم الأساسية للطبيعة وتطورها والتغيرات التي شهدها المصطلح مع مرور الزمن.[١]


نشأة الفلسفة الطبيعية

ظهرت ملامح فلسفة الطبيعة في أحد أولى حوارات الفيلسوف اليوناني أفلاطون، والتي تعرف باسم خرميدس، والتي جاء فيها تصنيف العلوم وأشكال المعرفة وفقًا لنتائجها المادية، وقد اتخذت الفلسفة الطبيعية في حوار أفلاطون جانبًا نظريًا وليس عمليًا، لكن هذا لا يعني بأنها لم تساهم في تطوير العلوم، بل على العكس تمامًا؛ فالمنهج الفلسفي الطبيعي كان له دور في تطوير الهندسة المعمارية والطب، ثم جاء أرسطو تلميذ أفلاطون ليقسم الظواهر إلى نوعين؛ الأول الطبيعي والتي تدرس من خلال ما يعرف اليوم بالفيزياء، والثاني الغير طبيعي الذي يدرس من خلال منهج الميتافيزيقيا أو الماورائيات، وتابع بعد أفلاطون وأرسطو العديد من الفلاسفة الإغريق دراسة الطبيعة من خلال مراقبة الأشياء وما تتركه ورائها من انعكاسات ومنطق ملحوظ، وتتابع تطور الفلسفة الطبيعية في القرون الوسطى في أوروبا بفضل نشوء الأنظمة الجامعية واهتمام بعض القساوسة بها، ثم أصبح منهج الفلسفة الطبيعية منهجًا أساسيًا في الجامعات إلى جانب الفن والقانون والطب، وقد بدأت الفلسفة الطبيعية بالانحلال خلال عصر النهضة بسبب حلول مجالات علمية مكانها، أما حديثًا فقد عادت الفلسفة الطبيعية بفضل نفس أسباب انحلالها وهو تطور العلوم؛ فقد بدأ البعض يلجأ لهذا المنهج لاستكشاف الظواهر الأساسية للطبيعة وآثارها المترتبة على البشر.[٢]


مَعْلومَة: مناهج الفلسفة الطبيعية

يلجأ فلاسفة الطبيعية غالبًا إلى اعتماد مناهج أو طرق شبيهة بتلك التي يعتمدها العلماء والباحثين في العلوم الطبيعية؛ كالفيزياء وعلوم الفلك، وهذا بالطبع ليس مفاجئًا لإن الفلسفة الطبيعية هي أساس العلوم الحديثة أصلًا، ومن بين هذه المناهج أو الطرق ما يلي:[٣]

  • مراقبة ووصف الأمور الطبيعية بالصفات الملائمة، فضلًا عن جمع المشاهدات والأوصاف التي توصل إليها الآخرون.
  • القيام بالحسابات الفيزيائية وفصل مواطن الشبه والاختلاف للأشياء ومقارنتها مع بعضها البعض.
  • وضع الاستدلالات المنطقية بناءً على الوقائع، ومحاولة إثبات أو تفسير الأشياء المجهولة مع الحرص على تنقيح التعاريف أو المفاهيم لجعل الأحكام والحجج ذات طابع منطقي وخالٍ من الفجوات الفكرية.
  • إجراء التجارب أو تطبيق الحجج الفكرية على حالات أخرى ومقارنتها مع أفكار أخرى.

لكن ومع ذلك، يبقى هنالك فروقات واضحة وجوهرية بين العلوم الطبيعية من جهة وبين الفلسفة من جهة أخرى، وإن كنت ترغب بمعرفة المزيد حول هذه الفروقات، فإن عليك قراءة: الفرق بين العلم والفلسفة.

  1. " NATURE (IN PHILOSOPHY)", encyclopedia.com, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  2. "Philosophy of nature", new world encyclopedia, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  3. "Natural philosophy", Conservapedia, 17/5/2015, Retrieved 1/2/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :