كيف اتعلم لغة العيون

كيف اتعلم لغة العيون
كيف اتعلم لغة العيون

لغة العيون

تتعدد طرق وسائل الاتصال بين البشر، ومنها الإشارات التي تنبع من حركات الأعضاء المختلفة من الجسم مثل الأطراف كأصابع اليدين، اللسان والعينين، مصداقًا لقوله تعالى في الآية الكريمة في سورة الغاشية: "أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)". وفي هذا إشارة إلى مدى استعمال الإنسان واستغلاله للمحيط من أجل تحقيق أعلى درجات الاتصال والتواصل مع بيئته.

يطلق على لغة العيون اسم التقاء العيون أو التواصل البشري، فهي تُعرّف على أنها علم من أنواع علوم التواصل غير اللفظي، ومن وسائل التعبير المتممة للألفاظ والحوارات، فمن خلالها يكشف ما في نفوس الآخرين من دون الحاجة إلى الكلام. فهي من أدوات الجسد التي تعد نافذة لأعماق روح الإنسان، فمن يتقن لغة العيون كمن حصل على تصريح دخول مجاني لدواخل الإنسان الخفية مثل المشاعر، والاهتمامات، المخاوف والأفكار، فقط من خلال النظر إلى عينيه من دون أن يصرّح الإنسان بكلمة واحدة عما يجول في نفسه، فحركات عينيه إما أن تكون شاهد عيان على أقواله وجدالاته، وإما أن تكون كاشفة لخيانته وكذبه.[١][٢][٣]


كيفية تعلم لغة العيون

يمكن إتقان لغة العينين بمعرفة سبع قواعد وإرشادات من أجل ممارستها بالشكل الصحيح، وهي كالآتي:

  • اتساع حدقة العين: يدل على الرغبة والاندهاش، بالإضافة إلى الإعجاب بالشخص، وأما ضيقها فله دلالة سلبية مثل الضيق والتوتر.
  • النظر إلى الجبين: يدل على الضجر وعدم الاهتمام، والانشغال بالتفكير الذهني.
  • حك العينين: من الحركات التي يحظر فعلها أثناء مقابلات العمل، ويحذّر منها مدربو الدورات؛ وذلك لأنها تدل على عدم التوافق، والانتظار على أحر من الجمر لينتهي الحديث.
  • النظر للأسفل: يدل على المشاعر المختلطة، مثل الخجل، والخيبة، واليأس أو الشعور بالذنب، وتتولد النظرة حينما يدخل المتقابلان بحالة الشعور نفسها. فحين يكون النظر للأسفل نحو اليسار فإنها دليلا على ورد حديث نفس داخلي، وأما إن كانت جهة اليمين فهي دليل على الأحاسيس الداخلية.
  • اتجاه البؤبؤ: إذا كان اتجاهه لليمين فيدل ذلك على عقلانية واتزان الإنسان في التفكير والتحليل، وإن كان لليسار فإن ذلك يدل على المراوغة في الكلام لإقناع المستمع.
  • نظرة العيون مقياس للابتسامة: من خلال النظرات يستطيع الشخص إدراك مدى مصداقية الابتسامة، فالابتسامة الصادقة تكمن في رسم خطوط ضيقة حول العين في الزاوية الخارجية، واتجاه الحاجب والجفن للأعلى.[١][٣][٤][٥]


لغة العيون من حيث اللون

تخبر دراسات التنمية البشرية، أن الألوان لها أهميتها ودلالتها في ارتباطها بشخصية الشخص واهتماماته، فلون العين يبرز إشارة وفكرة عن كينونة الإنسان الداخلية، ومنها:

  • العيون العسلية: تدل على قوة الشخصية من ناحية الفضول والذكاء لكنها عصبية.
  • العيون البنية: لين الطباع وطيب الأصل، لكن قد تنقلب مشاعر صاحبها إلى العناد في حال الضغط والتوتر.
  • العيون السوداء: تدل على التفكير العميق، الغموض والجاذبية كالليل وأسراره.
  • العيون الخضراء: تتميز بالتأرجح بين الطيبة والمكر، والدهاء في حال الخديعة، وسرعة الإخلاص في حالة الحب.
  • العيون الزرقاء: تدل على الرقة وخفة الشخصية بهدوئها، فهي كالبحر في لمعانه وقت الهدوء، وكالأمواج العاتية وقت الضيق.[٦][٧]


تحسين مهارة الاتصال بالعين

يوجد الكثير من الدورات التدريبية والمقالات على المواقع الإلكترونية للتنبيه حول آلية تحسين مهارة التواصل بالعين واستخدامها بدقة عالية، ويمكن اختزال التمارين والتدريبات على شكل نصائح وهي كالآتي:

  • التحدث مع مجموعة: يعد من أحد التمارين الموصى بها، فمن خلال التحدث مع مجموعة من الأشخاص، مع الوقت تتوزع النظرات تلقائيًا مع الموجودين، وتوزيع الأفكار بالتساوي تقريبًا مع الجميع يحفزهم للاستماع لمدة أطول.
  • التحدث مع فرد والاستماع له: من أهم طرق التواصل التحديق المباشر في عين الشخص ضمن فترات متقطعة؛ وذلك لأن النظر المتواصل يشعر المتكلم بالضيق. مع تجنب النظر للأسفل لأن ذلك يشعره بعدم الاهتمام، والنظر للأعلى أو لليسار ليشعر المتحدث بانسجام السامع مع حديثه. بالإضافة إلى إمكانية توزيع النظر على مناطق أخرى مثل التركيز على عين واحدة، ثم على الأخرى، ويليها الفم بحيث تكون مدة الانتقال بين المنطقة والأخرى لا تتجاوز الخمس ثوانٍ. ومن الممكن التأكيد على كلام المتحدث بكلمات متقطعة مثل كلمات الموافقة كنعم، أو التعجب والحيرة مثل (اممم) وغيرها؛ فهي تشعر المتحدث بالرضى وبالرغبة في الاستمرارية في الكلام.[٢]


أهمية لغة العيون

يتحقق الاتصال البصري من خلال التواصل المباشر بين عينيّ المتلاقيين، فمن خلالهما تتبادل الرسائل والإشارات من دون الحاجة للفت الانتباه لها، ومن هنا تنبع أهمية لغة العيون:[٤]

  • خلق الانطباع الجيد لدى المتلقي عن مدى الثقة بالنفس وبالتالي تعزيز بناء العلاقة مع المتحدثين، فكم من علاقة ضعفت بسبب قلة إتقان هذه المهارة.
  • قياس الدرجة النفسية للمتحدث من خلال توقع مدى مصداقيته أو كذبه في حديثه، ومدى الاهتمام والإلمام بموضوع النقاش.
  • قراءة أفكار الآخرين والتنبؤ بردة فعلهم خلال النقاش، وبالتالي من الذكاء تجنب الأقوال والأفعال المحرجة والمؤذية لهم.


قصة جاسوس: عيونه مغرفة كلامه

لم ينحصر استخدام لغة العيون في المجالات الاجتماعية كالعمل واللقاءات، بل تضمنت غرف التحقيق أيضًا. ففي عام 1989م حققت المباحث الفيدرالية الأمريكية مع جاسوس لم تكن لديه الجرأة للاعتراف على شركائه. ففكر المحقق جو نافرو باستخدام طريقة غير مباشرة للحصول على الاعتراف من خلال لغة الجسد، فجمع 32 صورة للأشخاص المشتبه بهم وعرضهم على الجاسوس وطلب منه أن يحدثه عن كل واحد منهم، مراقبًا انفعالات الجاسوس الجسمية خلال الحديث. وخلال الحديث عن شخصين اختلفت ردة فعل الجاسوس من خلال توسع حدقة عينيه فجأة ثم تضيقهما مع إغلاق جزئي لهما، وبعدها مباشرة اتساع العين مرة أخرى للتأكد من هوية الشخصين الموجوديَن في الصورة. ثم ما لبث أن ضاقت عينيه مرة أخرى وأغلقهما بالكامل دلالة على عدم رغبته في الصورة وشعوره بالخطر مع تسارع دقات قلبه. حينها أمر المحقق بالقبض على الشخصين، ليتبين في النهاية أنهما شريكا الجاسوس.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "كيف تقرأ لغة العيون؟ 15 حقيقة يجب أن تعرفها عن قراءة لغة العيون"، كيف، 2017/7/3، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12.
  2. ^ أ ب Mohamed Khattab (2017/10/17)، "لغة العيون - تعلم كل شيء عن لغة العيون ومهارات الإتصال بالعين"، business4lions، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سهير الزعفراني (2018/10/13)، "6 قواعد لمعرفة "لغة العيون""، البوابة نيوز، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12. بتصرّف.
  4. ^ أ ب لين الخوجة، "٧ مؤشرات تقودك لمعرفة بماذا يفكر الآخرون من خلال “لغة العيون”"، زد، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12. بتصرّف.
  5. Reem Mamdouh (2016/7/14)، "كيف تقرا لغة العيون و اسرار العيون في التعامل مع الاخرين"، مجلة قهاوي، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12. بتصرّف.
  6. "كيف تقرا لغة العيون موسوعة كاملة لتقرا ما يدور في عقل الأخرين من نظراتهم"، ثقف نفسك، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12. بتصرّف.
  7. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة rzwsJ82D9o
  8. عامر العبود (2017/11/6)، "لغة العيون وتفسير النظرات"، رائج، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/12. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :